أخطر العمليات البيولوجية السرية.. "الجمرة الخبيثة" مثالاً

الجمعة، 29 سبتمبر 2017 06:00 م
أخطر العمليات البيولوجية السرية.. "الجمرة الخبيثة" مثالاً
الجمرة الخبيثة
محمد أبو ليلة

تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن وجود «عطر سام» في الأسواق المصرية، تنتجه أحدى الشركات الكبرى المتخصصة في صناعة العطور، وعلى الفور توجه قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين للتأكد من صحة هذه المعلومات، بداية القصة حينما حذرت أحدى الدول العربية من وجود مادة سامة بأحد العطور نتيجة قيام البعض بإضافتها من أجل الإضرار بأمن هذه الدولة، وتواصلت الأجهزة الرقابية للتنسيق مع الجهات المعنية للاستمرار في حصر الأسواق.
 
لكن فكرة أن يقوم جها مخابرات لدولة ما بوضع مادة سامة في عطور يستخدمها مواطنين في دولة أخرى من أجل الإضرار بأمنها القومي لم تكن الأولى من نوعها في الحروب البيلوجية التي تستخدمها أجهزة المخابرات العالمية ضد بعضها البعض.

الجمرة الخبيثة
ففي عام 2001 وأثناء أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت أجهزة مخابرات معادية للولايات المتحدة الأمريكية تستخدم جراثيم الجمرة الخبيثة المركزة في أعمال الإرهاب البيولوجي في هجمات عام 2001 ، عن طريق إرسال رسائل بريدية تحتوي على الجراثيم. 
 
وأرسلت هذه الرسائل إلى عدة مكاتب إعلامية واثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين وقتها هما السيناتور توم داشل من داكوتا الجنوبية والسيناتور باتريك ليهي من فيرمونت، ونتيجة لذلك، أصيب 22 شخصا وخمسة منهم.
 
وأعيد استخدامها مرة أخرى في هجمات أغسطس 2008، بأمريكا، وقتها أعلنت وزارة العدل الأميركية أن أحد الباحثين في مجال التحاليل البيولوجية ويعمل لدى حكومة الولايات المتحدة ويدعى"بروس ايفينز"، كان مسئولاً عن ذلك.
 
"الجمرة الخبيثة" كسلاح بيولوجي يتم زراعة جراثيمها في "الطاردات" البريدية وجميع خدمات البريد التي من خلالها تكون أسهل طريقة للوصول إلى مواطنين أمريكيين  عن طريق اللمس فقط، وهذا ما أدى لانتشارها في الولايات المتحدة في وقت سابق.
 
الجمرة الخبيثة
 
هيروشيما
وفي العقد الأخير من القرن الماضي كشفت العديد من الملفات والوثائق الأمريكية التي تتعلق بالأسلحة الجرثومية، وكان من أهم ما تم كشفه أن الإمبراطور الياباني "هيروهيتو" عندما ألقى كلمته إلى الشعب الياباني قاطبة دعا قومه إلى قبول الاستسلام عقب ضربهم بالأسلحة الذرية التي ألقيت على مدينتى (هيروشيما ونجازاكي) في السادس والتاسع من أغسطس 1945م، ففي أثناء ذلك كانت هناك العشرات من قاذفات القنابل الثقيلة الأمريكية من نوع (ب - 24) على أهبة الاستعداد لإلقاء أخطر الأسلحة على رؤوس الشعب الياباني في مهمة لم تكتمل من حسن حظ اليابانيين. 
 
فقد كانت القاذفات الأمريكية في قواعدها بجزيرة تنيان الواقعة بالمحيط الهادئ محملة بآلاف من قنابل "الأنتراكس، جراثيم الشلل، الجدري"، وكانت ستتسبب في حالة إلقائها إلى تحويل كل المدن اليابانية إلى مقابر جماعية بفعل الإصابات الناتجة عن انتشار الأمراض والأوبئة، وكانت الخطط الأمريكية تقضي كذلك بإتلاف الزراعات والمحاصيل اليابانية أولاً في أكبر المدن اليابانية التي تضم حوالي خمس حجم السكان. 

إسرائيل والجمرة الخبيثة
وأشارت تقارير استخباراتية أمريكية إلى أن إسرائيل تمتلك منشآت عديدة لإنتاج وتخزين الأسلحة الجرثومية، وقد حددت المصادر الأمريكية تفصيلياً أماكن تلك المختبرات والمواقع والمنشآت بدقة، لتؤكد أنها توجد في جنوب تل أبيب، كما أفادت المعلومات امتلاك إسرائيل كميات كبيرة من مادة الجمرة الخبيثة "الأنتراكس".
 
وظهر ذلك عندما ألقي القبض على عميلين للمخابرات الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان في عام 1997م عند قيامهما بمحاولة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من خلال آلة حاملة للمواد السامة، واعترافهما تفصيليا عقب تلك العملية بما كانا أرسلا لفعله.
هناك تقارير تؤكد امتلاك إسرائيل الرؤوس الحربية والقذائف ووسائط الإيصال التي تتولى نشر تلك المواد البيولوجية فائقة السمية والتدمير والتي هي على شكل مساحيق جافة مع اعتقادهم كذلك أن إسرائيل تمتلك مواد جرثومية أكثر تطورا من مادة الجمرة الخبيثة تُقدر كمياتها بعشرات الأطنان وزيادة.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق