المالية: موازنة 2017/2018 تعد بداية بشائر الإصلاح الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية

الأحد، 01 أكتوبر 2017 04:18 ص
المالية: موازنة 2017/2018 تعد بداية بشائر الإصلاح الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية
عمرو الجارحى

فى إطار سياسة وزارة المالية الرامية لإشراك المواطنين ومنظمات المجتمع المدنى فى صياغة أولويات السياسة المالية للدولة، أكد عمرو الجارحى وزير المالية أن موازنة المواطن التى تطلقها وزارة المالية للمرة الرابعة، ليست مجرد إفصاح من الحكومة عن سياساتها الاقتصادية وإنما تعد استطلاع رأى حول اهتمامات المواطنين وأولوياتهم.
 
وأضاف الوزير أن مبادرة موازنة المواطن أصبحت بمثابة جسر التواصل الفعال والمستمر بين وزارة المالية وكافة أطياف المجتمع، وذلك للتعريف بالسياسات المالية وتطبيق مبدأ الشفافية والإفصاح عن أى تطور يخص السياسات والبرامج المطبقة وتحقيق أفضل مستويات الجودة فى الخدمات العامة.
 
وأوضح الجارحى أن موازنة العام المالى 2017/2018 تعد بداية بشائر الإصلاح الاقتصادى وتحقيق العدالة الاجتماعية القائمة على المشاركة والمصارحة بأهم التحديات التى تواجه الاقتصاد المصرى وسبل مواجهتها بشكل جذرى والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، مشيرا إلى أن الإيرادات المحققة للموازنة الجديدة سوف تغطى المصروفات لأول مرة بدون الفوائد ويعد هذا دليلا على حسن إدارة أموال الدولة.
 
وأكد أن الحكومة تتخذ عدة إجراءات إصلاحية جادة فى إطار التوجهات الجديدة لموازنة 2017/2018 لخفض معدلات الدين العام وعجز الموازنة ليصل إلى 9% من الناتج المحلى الإجمالى بموازنة العام المالى المقبل، مقابل 12.5% فى عام 2015/2016 بما يضمن تحقيق زيادة النشاط الاقتصادى وزيادة فرص العمل.
 
وأشار وزير المالية إلى أننا نعمل على تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادى واجتماعى عادل وشامل بما يحقق نمو مرتفع ومستدام يتميز بالكفاءة والعدالة، وأن من أولويات الدولة فى المرحلة المقبلة زيادة معدلات التشغيل وتحسين مستوى الخدمات العامة وتنفيذ المشروعات القومية والتنموية التى تهدف إلى خلق مجتمعات جديدة وآفاق للتنمية وتبنى سياسات مالية وضريبية واضحة وشفافة جاذبة للاستثمار، والارتقاء ببرامج الحماية الاجتماعية وتطوير آليات استهداف الدعم للوصول للفئات الأولى بالرعاية حيث تم فى يونيو 2017 تخصيص حزمة إضافية لدعم شبكة الحماية الاجتماعية لتخفيف آثار برنامج الإصلاح الاقتصادى على الأسر المصرية، ويأتى على رأسها إقرار علاوات قدرها 14% و 20% بحد أدنى 65 جنيها مرتين فى إطار موازنة 2017/2018 للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية والكوادر الخاصة على التوالى، بالإضافة الى زيادة الدعم النقدى الشهرى للفرد على بطاقات التموين من 21 جنيه إلى 50 جنيه بما يسمح بمضاعفة كمية السلع الممكن شرائها بـ140% وزيادة الدعم النقدى الشهرى لبرنامج تكافل وكرامة بنحو 100 جنيه لكل من المستفيدين من الـ1.7 مليون أسرة، وزيادة المعاشات بـ15% بحد أدنى قدره 130 جنيها، لما يقرب من 10 ملايين من أصحاب المعاشات، وزيادة حد الإعفاء الضريبى على دخول الموظفين من 6500 جنية إلى 7200 جنيه، وهو ما يعكس أهداف وتوجهات الموازنة العامة للعام المالى 2017/2018.
 
وأضاف الوزير أن إجراءات الحماية الاجتماعية والعدالة الاقتصادية تتمثل فى التوسع فى دعم السلع التموينية وبرامج الدعم النقدى وزيادة مخصصات دعم صناديق التأمينات والمعاشات و زيادة مخصصات الصحة والتعليم كما تستهدف الحكومة فى مشروع موازنة العام المالى 2017/2018 تطوير أداء المنظومة الضريبية من خلال تشريع العديد من الإجراءات الإصلاحية الضريبية والغير ضريبية لتعظيم موارد الدولة والمتمثلة فى زيادة الحصيلة الضريبية وربطها بالنشاط الاقتصادى وتوسيع القاعدة الضريبية وتحقيق شراكة حقيقية بين المصلحة والممول .
 
وتهدف موازنة 2017/2018 الحفاظ على معدل مرتفع للاستثمارات الحكومية لتطوير وتحديث البنية الأساسية، مع إعطاء أولوية لاستكمال تنفيذ المشروعات السابق البدء بها، ومنها قطاع الإسكان والمرافق المجتمعية الذى يستحوذ على النصيب الأكبر من الاستثمارات الحكومية على مستوى القطاعات الوظيفية حيث يشكل 40% من إجمالى الاستثمارات .
 
وأضاف الجارحى أن هناك العديد من المشروعات القومية الكبرى سيتم استكمالها خلال السنوات القادمة والمتمثلة فى انتهاء تنفيذ نحو 215 الف وحدة سكنية واستهداف 500 ألف وحدة ضمن مشروع الاسكان الاجتماعى بالإضافة إلى استكمال مشروعات تطوير العشوائيات، واستكمال مشروعات النقل والطرق ومنها استكمال المرحلة الثالثة والرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق "العتبة – إمبابة، مصر الجديدة – مطار القاهرة" بطول 19 كيلومترا، وغيرها من مشروعات الطرق الجديدة وتطوير شبكات مياه الشرب والصرف الصحى، وتخصيص نحو 2% من الناتج المحلى الإجمالى للإنفاق على التعليم الجامعى، و1% للبحث العلمى، و4% للتعليم قبل الجامعى، وغيرها من مشروعات الكهرباء العملاقة والطاقة المتجدد .
 
ومن جانبه أوضح أحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية أن برنامج الإصلاح الاقتصادى العادل والشامل اكتسب إشادة من المؤسسات الدولية العالمية والمستثمرين وبدأت بوادر التحسن فى كثير من المؤشرات الاقتصادية الأساسية والتى ستظهر تباعا خلال الفترة القادمة على كافة الفئات والشرائح بالمجتمع بدءاً من الفئات الأولى بالرعاية يليها الطبقات المتوسطة والأعلى .
 
وأشار كجوك أن من نتائج برنامج الإصلاح الاقتصادى العادل تحسين كفاءة الإنفاق العام المتمثلة فى تنويع مصادر التمويل وإدارة أكثر كفاءة للدين العام من خلال الاستفادة من وسائل تمويل ميسرة (منخفضة التكلفة وطويلة الأجل) من المؤسسات والأسواق الدولية وإجراء إصلاحات مالية وهيكلية للهيئة المصرية العامة للبترول لتعظيم العائد فى قطاع البترول بما يدعم موارد الموازنة العامة للدولة ويساهم فى تمويل برامج الحماية الاجتماعية وتحقيق الاستدامة المالية ومعالجة الاختلالات وكذلك تطوير النظم الإلكترونية داخل الوزارة من خلال ميكنة العمليات الحكومية والتى تشمل نظام إدارة المعلومات المالية الحكومية GFMIS، والمنظومة البنكية لحساب الخزانة الموحد TSA.
 
وفى الختام وجه وزير المالية رسالة تقدير لكل مواطن أمين على الوطن، ويعى حقيقة التحديات التى تواجهه، ويدعم جهود الدولة فى مواجهة تلك التحديات وأنه قد انقضى جزء كبير من برنامج الإصلاح الذى تم الموافقة عليه وتقديمه لمجلس النواب ( انقضى عام من تنفيذ البرنامج وباقى عامين ) وفى إطار حرص وزارة المالية على إشراك المواطنين فى عملية الإفصاح والشفافية التى تتبناها الوزارة فإنها تعمل على إتاحة معلومات وفيرة عن موازنة الدولة، حيث تعد موازنة المواطن إحدى تلك الأدوات لضمان التواصل المستمر مع المواطنين، ومن الناحية الأخرى فإن دور المواطن له أهمية كبيرة فى عملية المشاركة فى صنع القرار والمراقبة والمساءلة، بالإضافة إلى دوره المهم فى عملية ترشيد الإنفاق العام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة