لوغاريتمات السياسة: الصديق ألد الخصام.. والعدو ولى حميد

الأحد، 01 أكتوبر 2017 08:00 ص
لوغاريتمات السياسة: الصديق ألد الخصام.. والعدو ولى حميد

فبعد العداء الشديد الذى بلغ حد التراشق بالألفاظ، بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، اتفق الطرفان، على التحالف السياسى والعسكرى ضد الإقليم، وغالبا سيقفون فيما بعد ضد من يساند استقلال الإقليم حتى لو سرا.
 
وبعد أن كانت «الخيانة» و«نقض الاتفاقات» عنوان العلاقات الإيرانية التركية، بات الفريقان، جنبا إلى جنب، وينسقان عسكريا وأمنيا وسياسيا فى الأزمة الكردية.
 
ورغم المحاولات السعودية الفاشلة لاختراق الكتل الشيعية العراقية، لإيجاد موطئ قدم لها فى مراكز صنع القرار فى بغداد، أصبحت الآن أقرب دولة عربية للكيان «الكردى» الجديد، وأبعد دولة عن العراق «العربى».
 
ورغم أن حق تقرير المصير، جزء من مواثيق حقوق الإنسان العالمية، إلا أن دولا أوروبية عديدة بالغت فى ردة فعلها ضد الاستفتاء، مثل إسبانيا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا، التى تعانى من أزمات مماثلة جراء أقاليم تحلم بالانفصال عن الدولة الأم، مثل كتالونيا وكورسيكا واسكنلندا وفنيتو وبافاريا.
هذا الأمر جعل السياسة عبارة عن لوغاريتم كبير، يعجز الكثيرون عن الوصول لنهاية كل خيط، فى كرة الصوف المعلقة، فى «حلق» الدول العربية. فمن مصلحة السعودية «الحديثة» أن يستقل إقليم كردستان، لأن استقلال الإقليم ضد مصلحة إيران، والسعودية متحالفة مع تركيا، وتركيا ضد سوريا، وسوريا ضد استقلال الإقليم، والإقليم متحالف مع أمريكا، وأمريكا متحالفة مع السعودية وتركيا والعراق، والثلاثة ضد سوريا، وسوريا مع العراق، والعراق مع إيران، والاثنتان ضد استقلال الإقليم. مصر ضد استقلال الإقليم، ومع العراق وسوريا والسعودية، والسعودية مع استقلال الإقليم، لكن مصر ضد تركيا، واستقلال الإقليم يفجر الأمن القومى التركى، رغم أن مصر ضد تركيا، وتركيا تغيظ أمريكا بروسيا، وروسيا ضد استقلال الإقليم، وأمريكا تدعم الإقليم.
 
برزانى ضد طالبانى، والاثنان أكراد ومع استقلال الإقليم، لكن برزانى مع الأمريكان ويريد الانفصال الآن، وطالبانى مع إيران ويريد الانفصال فيما بعد، وإيران ضد استقلال الإقليم، وضد الأمريكان، وحزب العمال الكردستانى ضد برزانى، وضد تركيا، ولكنه مع إيران، وإيران مع تركيا، والاثنتان ضد استقلال الإقليم.
 
وزير الخارجية الأمريكى يطالب بتأجيل الاستفتاء، والإدارة الأمريكية تدعم الاستفتاء، وزير الشئون الخارجية السعودى يطالب بتأجيل الاستفتاء، والإدارة السعودية تمول الاستفتاء، مجلس الأمن يدين الاستفتاء، والأمم المتحدة تشرف على الاستفتاء.
 
مصر ضد الإخوان، وحماس جزء من الإخوان، لكن مصر تنسق مع حماس، وتتجاهل سلطة أبومازن، وأبومازن ضد الإخوان وضد حماس، ومع إسرائيل، ومصر مع إسرائيل، وإسرائيل ضد حماس، وحماس ضد جماعة دحلان، ومصر مع جماعة دحلان، وأبومازن ضد دحلان، ودحلان مع إسرائيل. قطر ضد مصر والسعودية والإمارات، ومع إيران وتركيا وأمريكا، وأمريكا ضد إيران ومصر، ومع تركيا والسعودية، والسعودية ضد إيران ومع تركيا، وتركيا مع قطر، وقطر ضد روسيا، وروسيا مع إيران وسوريا، وضد أمريكا، وأمريكا مع السعودية والإمارت، والإمارات مع مصر.
 
الأردن مع أمريكا والسعودية، وضد إيران، والأردن ينسق مع سوريا، وسوريا مع إيران، وإيران ضد السعودية وأمريكا، وأمريكا ضد مصر، ومصر مع الأردن، ومهادنة مع إيران.
 
السودان ضد مصر لأنها ساندت «سرا» انفصال جنوب السودان، ومع السعودية وأثيوبيا وترجو رحمة أمريكا، وأمريكا ضد مصر، ومع جنوب السودان، وجنوب السودان مع مصر، ومع أثيوبيا، وأثيوبيا ضد مصر، لكنها مع السعودية، والسعودية مع مصر والسودان، والسودان يقاتل الحوثيين لصالح السعودية، ومصر تمنعت.
 
هذه باختصار خارطة التعقيدات الإقليمية، لكن مازالت خارطة الدولة الكردية لم تتشكل بعد، وقد تكون بعيد المنال وفقا لدروس التاريخ، لكنها قد تكون فى متناول برزانى ورفاقه، إذا تمكنوا من كسب مزيد من الوقت، ليس ضد بغداد وطهران وأنقرة، لكن مع واشنطن والرياض وتنظيم داعش.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق