ببساطة.. آيات «سيد على» ثلاث!

الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 12:00 م
ببساطة.. آيات «سيد على» ثلاث!
سيد على
السعيد حامد

ولد «سيد على» عام 1957، وتخرج فى كلية الإعلام عام 1981، قبل أن يبدأ مشواره الإعلامى- الملىء بالأحداث والمواقف المثيرة- عبر بوابة الصحافة المكتوبة بجريدة مايو، ثم التحق بجريدة الاتحاد الظبيانية، إلى أن عمل محققا صحفيا بجريدة الأهرام، التى تدرج بها فى عدد من المناصب المختلفة، حيث كان مساعد رئيس التحرير، ومدير التحرير، بالإضافة إلى كونه كاتبا بالصحيفة، ولديه زاوية أسبوعية بعنوان «ببساطة».
 
تعرض «سيد  على» لهجوم عنيف عقب ثورة 25 يناير، خاصة بعد الحلقة، التى استضاف فيها إحدى الفتيات، وتحدثت عن تدريبات ودورات حصل عليها الشباب فى صربيا، لإسقاط الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، علاوة على دفاعه المستميت عن المخلوع مبارك، ومقولته الشهيرة حين ذاك: «رئيس الجمهورية وتحديدا الرئيس مبارك.. هو خط أحمر لكل شىء»، إلا أنه نجح فى تخطى الأزمة بمهارة، حين أعلن على الهواء اعترافه بشرعية الميدان، وتأييده لثورة يناير، ليس هذا فحسب، بل ارتد على عقبيه وراح يكيل الاتهامات، ويطلق الرصاص على النظام الذى ظل يدافع عنه، ويكذب من أجله.
 
ورغم الهجوم الذى تعرض له مدير تحرير الأهرام الأسبق، فإنه استكمل مشواره الإعلامى بتقديم برنامج «90 دقيقة»، خلفا للإعلامى معتز الدمرداش لفترة قصيرة، ثم تولى بعد ذلك مسئولية تقديم برنامجين، الأول بعنوان «حدوتة مصرية»، والثانى بعنوان «كلام جرائد»، الذى يطرح من خلاله مجموعة من القضايا المثارة على الساحة المحلية فى مصر، وتداولها وسائل الإعلام والرأى العام.
 
تميز «سيد  على» طوال مشواره وعمله بالفضائيات بالقدرة على المناورة والمرواغة، وتغيير آرائه وأفكاره من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال فى لمح البصر، حتى أنه استطاع أن يقنع قيادات وأنصار الإخوان إبان تولى المعزول محمد مرسى حكم مصر، بأنه «ابن المشروع» الإسلامى، بل وحذر من خطورة وتحركات أعداء هذا المشروع، ليثبت للجميع أنه حاوٍ لديه القدرة على امتاع الجمهور، وتلبية رغباتهم.
 
فى مقاله الأخير تحت عنوان «صعود عكاشة للهاوية»، قال سيد على، إن سجن توفيق عكاشة- البرلمانى السابق ورئيس قناة الفراعين- نتيجة تزويره الشهادة الجامعية، أثبت أن الباطل لا يدوم مهما كانت المساحيق والأقنعة، مهاجما إياه، ومؤكدا أن دخوله قطاع الأخبار، جاء من الأبواب الخلفية، وأن سر تأسيسه قناة «الفراعين»، يرجع لأن تكون القناة إحدى منابر التوريث، وأنه- أى عكاشة- كان أحد المدافعين عن «مبارك» فى يناير؛ لدرجة أنه قرر الاعتزال بعد تنحى «مبارك»، ثم عاد وسبه على طريقة نساء الحوارى، وذلك لإرضاء السلطة الجديدة- وما زال الحديث على لسان سيد على- ليثبت على أنه رجل كل العصور، وأن حديثه عن عكاشة، ربما يكون فى المقام الأول، هو حديث عن سيد على نفسه، فكل الاتهامات، التى كالها على لنائب نبروه السابق، ضبط هو نفسه متلبسا بها بالصوت والصورة.
 
لم يكتف «على» بالشماتة فى سجن «عكاشة»، بل أكد أنه كان أحد الأدوات، التى تم توظيفها بمهارة فى الحشد ضد الإخوان، وكأنه يثبت ما تقولت به عناصر الإخوان، حول تأمر الدولة على المعزول، رغم أن الجميع، يدرك أن ما حدث فى 30 يونيو، تفجر من تلقاء نفسه، بعد شعور المصريين بالخطر على دولتهم، لكن الإعلامى الهمام، أراد أن يتجاوز عقبة ذكر دور عكاشة فى ثورة 30 يونيو، معتمدا على مهاراته القديمة، لكن يبدو أن لياقته لم تعد مثل الماضى، فسقط فى فخ الإخوان.
 
«على» اختتم مقاله بالحديث عن جريمة الخيانة، التى ارتكبها «خال» توفيق عكاشة، مؤكدا أن ضربه بالحذاء من قبل نواب البرلمان، وإسقاط عضويته، لاستقباله السفير الإسرائيلى، هو مشهد النهاية الذى يليق به، وأن الدولة هى التى صنعته، وساندته، وسكتت عنه، فى محاولة منه- أى سيد على- لارتداء قميص الشجاعة والوطنية، ناسيا ومتناسيا، أنه ربما يكون «عكاشة»، قد ارتكب كل تلك الجرائم والخطايا، لكن المؤكد أنه ليس الوحيد، الذى نصب على المصريين، وأيضا ليس الوحيد الذى لديه ثلاث آيات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة