عقدة «الخواجة» فى حفلات الأندر جراوند

الأحد، 01 أكتوبر 2017 10:00 ص
عقدة «الخواجة» فى حفلات الأندر جراوند
أحمد إسماعيل يكتب:

بعد الأحداث الأخيرة، ورفع علم أو شعار الشواذ فى إحدى الحفلات الشبابية، التى أقيمت فى أحد المولات بالتجمع الخامس، انتفضت السوشيال ميديا والإعلام، للتحدث عن هذه الظاهرة، التى نرفضها جميعا، ولن نسمح لها بالظهور مجددا، لأنها لا تتماشى مع ديننا وقيمنا نهائيا، ومهما كانت الحرية، أو ما يطالب به هؤلاء المرضى، لن نقبلها وسنواجهها بكل ما نملك من قوة، كما أن من يرى أنها حرية، فليتركنا نحن المتخلفين، ويبحث له عن بلد آخر، يعترف بهم، لأننا لن نسمح بوجودهم بيننا، ولن نعترف بهم أبدا.
 
ولكن ما يغضبنى، هو تخاذل الجميع فى مواجهة هذه الفرقة، التى تطلق على نفسها «مشروع ليلى»، التى يروج أفرادها للشذوذ، ولا أعرف كيف تم السماح لهم بدخول مصر، والمشاركة فى حفل مع فرق أخرى؟ فأين وزارة الثقافة ونقابة الموسيقيين، التى يترأسها الفنان هانى شاكر، الذى قضى عليها نهائيا، وجعلها نقابة ليس لها وجود، وأصبحت مشاكلها كثيرة. 
 
من المؤكد أن الأزمة الأخيرة، تجعلنا نطالب بدور أكبر لنقابة المهن الموسيقية، وتحرك أكثر إيجابية، خاصة بعد تصريحات النقابة بأنها غير مسئولة عن الجمهور فى الحفلات، فهذا التصريح يدينها أكثر، لأن المسئولين بها لم يكلفوا أنفسهم، ليبحثوا فى «جوجل» عن مشاكل هذه الفرقة، التى قٌدم بسببها استجواب فى البرلمان الأردنى، وعند بحثى عن كيفية استخراج تراخيص الحفلات والموافقات، وجدت أن الفرق الأجنبية، تأخذ تصريحا من القوى العاملة، كما أن جميع الحفلات، لابد أن تأخذ موافقات أمنية أيضا، فهل كل هذه الجهات متورطة فى هذه الكارثة، أرجو من الأجهزة والدولة التحرى ومعرفة من المخطىء ومحاسبته، لكى لا يتكرر ذلك مرة أخرى، قبل أن يخرج علينا من يقول إن السماح لفرقة ليلى وغيرها من الفرق المشبوهة، مؤامرة لنشر الفساد فى ربوعنا، تشارك فيها أجهزة الدولة المختلفة، وهذا ما نربأ بحكومتنا عنه.
 
الأهم من استئصال الورم القضاء عليه منذ بدايته، ولهذا يجب أن تعيد الدولة النظر فى المنظومة التعليمية فى المصر، التى من المؤكد هى السبب فى اتجاه شبابنا تجاه هذه البدع الغربية، التى يريدون أن يلوثونا بها، لمواجهة الضغط الدولى للاعتراف بالشواذ من اللوبى اليهودى، الذى يسوق لها باعتبارها «حرية الجسد»، وهذا ما قام به الرئيس الأمريكى أوباما، حيث رد لهم الجميل بحكم المحكمة العليا بحقهم فى الزواج، ورفع علمهم فى البيت الأبيض، وإن كان ذلك مسموحا به هناك، فلا يجب أن يسمح به هنا فى بلد الأزهر.
 
ومن يبحث عن هذه الفرقة، التى تدعى «مشروع ليلى»، سيعرف هدف من قام بتأسيسها ومن وراءها، تشكلت تلك الفرقة فى فبراير 2008 فى الجامعة الأمريكية فى بيروت، عندما نشر عازف الكمان هيج بابازيان وعازف الجيتار أندريه شديد وعازفة البيانو أمية ملاعب، دعوة مفتوحة للموسيقيين، الذين يبحثون عن مساحة للتنفيس عن التوتر الناجم من الكلية، والوضع السياسى غير المستقر.
 
أصدرت الفرقة أسطوانتها الأولى عام 2009  «مشروع ليلى»، تحتوى على 9 أغانٍ، أبرزها «فساتين»، «رقصة ليلى» و «شم الياسمين». وفى فبراير 2011، أصدرت الفرقة أغنية «غدًا يوم أفضل»، وهى نسخة عربية لأغنية (Clint Eastwood)، إهداء إلى جيل الثورة، وفى عام 2011، أصدرت الفرقة ألبومها الجديد، الذى أطلق عليه اسم «الحلّ رومانسى»، وهو ألبوم قصير (EP)، يحتوى على 5 أغانٍ مكملة للألبوم الأول، وكانت أولى حفلات الفرقة فى الخارج، وأبرزها حفل القاهرة على مسرح الجنينة فى عام 2011.
 
ثم قام بتسليط الضوء عليهم الأراجوز، باسم يوسف، الذى استضافهم، وقدمهم للشباب فى برنامجه، ومن هنا تسللوا لأوساط الشباب، هم ومن يدعهم يحاولون أن يقنعوا شبابنا بأن رفضهم للشواذ معناه، أنهم ضد الحرية، وضد التعددية ومرضى، وبالتالى ليسوا «ثوريين»، أى أن صاحب الفطرة السليمة، أصبح مريضا، والشاذ أصبح حرا، لعبة قذرة ومستمرة فى كل المجالات، ومن يركز يجد أن ظهور «السينجل مزر»، وخروج فتاة تدعى هند شجيع، وادعائها باغتصابها، وأنها ناشطة، وتملك جمعية خيرية، وغيرها الكثير من الأمثلة، التى تنهال علينا عبر إعلام مريض، ليس الهدف منه سوى ضرب عادتنا وتقالدينا، وإظهار مجتمعنا بأنه مفكك، وحل المشكلة يبدأ بالترابط الأسرى، وتمسكنا بتعاليم ديننا وقيمنا، وزيادة مسئوليتنا تجاه أولادنا فى مواجهة عولمة شرسة.
 
وكل هذا يوضح لنا الأسباب الحقيقية وراء دعم أمريكا والغرب لما يسمى بثورات الربيع العربى، التى كان هدفها القضاء على العرب جميعا، والسيطره على وسائل الإعلام واختراع السوشيال ميديا من أجل القضاء علينا، ولهذا أرى أن باسم يوسف هو النسخة العربية من المفكر الفرنسى برنار هنرى ليفى، الذى يوصف بـ «عراب الثورات العربية»، الذى يحل معه الخراب والدمار فى أى مكان يظهر فيه، ولهذا يجب علينا كإعلاميين أن نكون أكثر وعيا، وأن نحارب هؤلاء الخونة وأن نتمسك بالمهنية، وأن نقوم بدورنا فى توعية القراء والمشاهدين، ونساعد الدولة فى كل هذه الحروب، التى تواجهها منفردة، لهذا يجب أن نعمل جميعا معا، وأن نكون أكثر حبا لوطنا وديننا وجيشنا، الذى ضرب مخطاطات الدول الغربية، وساعدنا على حفظ مصر سالمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق