روح أكتوبر .. للنصر أبطالا صنعوه.. شهداء كتبوا بدمائهم ملحمة العبور

الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 07:00 ص
روح أكتوبر .. للنصر أبطالا صنعوه.. شهداء كتبوا بدمائهم ملحمة العبور
عاطف السادات
هناء قنديل

ما زال التاريخ يقف مشدوها أمام النصر الذي حققه المصريون في نهار 6 أكتوبر 1973؛ فأزالوا به غيوم الهزيمة، لتعود شمس مصر مشرقة، وعلمها خفاقا على أرض الفيروز.

وفي الذكرى الـ44 لهذا النصر الذي تتناوله العسكرية العالمية، بالفحص والدرس حتى الآن، وربما لأجيال طويلة مقبلة، نتذكر التضحيات التي بذلها رجال هانت أرواحهم، ولم تهن مكانة الوطن في قلوبهم.

ولأن لـ"نصر أكتوبر" أبطال صنعوه، فإنه لا يمكن أن تمر هذه الذكرى دون أن نروي للأبناء، والأحفاد، حكاية أشهر 6 شهداء كتبوا بدمائهم ملحمة العبور.

الرقيب محمد حسين

تؤكد سجلات انتصار أكتوبر العظيم ليوميات القتال، أن الرقيب محمد حسين محمود سعد، هو من كتب السطر الأول في ملحمة النصر.

وولد الشهيد محمد عام 1946، بالمنوفية، ودرس في معهد قويسنا الديني، وعمل عقب تخرجه باحثا اجتماعيا بوحدة طوخ في القليوبية.

انضم الشهيد إلى القوات المسلحة عام 1968، وانتظم جنديا في كتيبة استطلاع، وكان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلى سيناء، مع الدفعة الأولى للعبور، واستشهد بعد وقت قصير من بدء  العبور

اللواء شفيق سدراك

وإذاك كان الشهيد البطل محمد حسين، أول الشهداء من الجنود، فإن البطل القبطي اللواء شفيق متري سدراك، كان أول من جاد بروحه من الضباط؛ ثمنا للنصر المؤزر.

ولد اللواء البطل في عام 1921، بأسيوط، وتعلم في كلية التجارة لمدة عامين، قبل أن ينضم للكلية الحربية؛ ليتخرج فيها عام 1948، ويعمل مقاتلا بسلاح المشاة.

ولشفيق سدراك سجل ناصع من التفوق، حتى صار من الضباط الحاصلين على شهادة أركان حرب، قبل أن يتجاوز رتبة الرائد، كما اختير للعمل مدرس لمادة التكتيك بالكلية الحربية، ثم أصبح كبيرا للمعلمين بها.

شارك سدراك في معارك 1956، و1967، وكبد العدو خسائر كبيرة، في الحرب الأخيرة رغم الهزيمة، وحصل على ترقية استثنائية بسبب هذه المعركة.

بعد حرب 1967، تمركز مع قواته بالقطاع الأوسط، وشارك في معارك حرب الاستنزاف، وسجل بطولات هائلة ببورسعيد والدفرسوار والفردان.

واستشهد اللواء شفيق سدراك، خلال معارك رابع أيام حرب أكتوبر؛ في أثناء قيادته  لواء المشاة المدرعة التابعة للفرقة 16 بالقطاع الأوسط في سيناء، متقدما قواته بمسافة كيلومتر كامل، في عمق سيناء.

وكان اسم اللواء الشهيد، الأول في قائمة الضباط الحاصلين على وسام نجمة سيناء، من الرئيس المنتصر محمد أنور السادات.

 

الرائد طيار عاطف السادات

رغم أنه شقيق رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن الرائد طيار عاطف السادات كان شديد الحرص على المشاركة في طلائع النصر، التي جابت كالنسور سماء سيناء، لتصب حمم الهلاك على رؤوس العدو المتغطرس.

ويعتبر الشهيد عاطف السادات، أحد أشهر شهداء النصر؛ لتفوقه وبطولته الفائقة في أثناء الضربة الجوية.

ولد عاطف السادات في عام 1948، وتخرج في الكلية الجوية عام 1966، وقضى عامين في الاتحاد السوفيتي؛ تنفيذا لبرنامج تدريبي على المقاتلات الجوية، والقاذفات المقاتلة.

وفي عام 1970، شارك عاطف السادات في عمليات هجومية ضد الطائرات الإسرائيلية بسماء  سيناء.

وفي يوم العبور طلب عاطف السادات من قائد التشكيل، المسؤول عنه، وهو الشهيد زكريا كمال، أن يشارك في الضربة الأولى بدلا من الانتظار للضربة الثانية، التي كان مجهزا لها، وأمام الإلحاح استجاب قائده، واشتركا سويا، في الضربة الأولى، ليسقطا معا، بطائرتيهما، عقب إكمالهما قصف قوات العدو بمنطقة "أم مرجم".

اللواء المهندس أحمد حمدي  

ولا يمكن ذكر نصر أكتوبر، دون الوقوف أمام الشهيد اللواء المهندس أحمد حمدي عبد الحميد، باعتباره أحد ابرز شهداء حرب أكتوبر، الذي أطلق اسمه على النفق الشهير أسفل قناة السويس.

والشهيد البطل أحمد حمدي، من أبناء الدقهلية، تخرج فى مدرسة المنصورة الثانوية، وأصبح في عام 1951، مهندسا ميكانيكيا، والتحق بالقوات المسلحة كملازم أول بسلاح المهندسين.

وأظهر "حمدي"، بطولة فائقة في حرب 1956، بطولة فائقة، وسط القنابل التي أسقطتها طائرات إسرائيل على منطقة شعير في سيناء، وساهم في إعادة بناء القوات المسلحة بعد هزيمة 1967م وأشرف على تصنيع الكثير من المعدات والأجهزة.

وفي حرب أكتوبر ساهم الشهيد أحمد حمدي، كنائب لمدير سلاح المهندسين، وقائد قوات كباري العبور، بمجهود خارق في إعادة إنشاء الجسور التي تحطم بعضها نتيجة قصف الطائرات الإسرائيلية ، وظل ثمانية أيام بجوار جنوده لا يفارق الجسور المشيدة، حتى قاد في يوم 14 أكتوبر، فرقة من رجاله لإعادة إنشاء كوبري، للمساهمة في تيسير نقل الجنود إلى الضفة الغربية، رغم عمليات القصف الشرسة، التي طالته إحدى شظاياها فاستشهد في الحال.

ونال الشهيد اللواء أحمد حمدي، تكريما خاصا لجسارته، وأطلق اسمه على أول دفعه تخرجت من الكلية الحربية بعد حرب أكتوبر.

العميد أ.ح إبراهيم الرفاعي

ويعد الشهيد البطل، العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي، حالة خاصة جدا بين شهداء النصر، إذ كان واحدا من أساطير الصاعقة المصرية.

ولد الرفاعي في 27 يونيو 1931، وكان والده معاون إدارة، بوزارة الداخلية، وكان هو شابا رياضيا، وراميا ماهرا، في الكلية الحربية، عندما عقدت أول فرقة للصاعقة بمصر عام 1955، وكان ترتيبه الأول على فرقته، إلى أن أصبح مدرسا للصاعقة.

ومع بداية حرب الاستنزاف، اشترك الرفاعي في تنفيذ عمليات مذهلة ضد إسرائيل، وأصبح لمجموعته شهرة مخيفة، لدى جنود إسرائيل، وهي المجموعة "39 قتال".

ولأن مثل هذا البطل، خليق به أن ينال الشهادة، فقد توفي العميد أ.ح إبراهيم الرفاعي، يوم 19 أكتوبر، وسط جنوده وضباطه من مقاتلي مجموعته، بمنطقة جنوب الإسماعيلية، بعد تمركزه أعلى تبة رملية، لرصد الدبابات الإسرائيلية المنتشرة في المنطقة، لتنهال فجأة القذائف حوله، ولأنه لم يتراجع استشهد، ليسطر بدمائه صفحة ناصعة في حب الوطن.

العقيد إبراهيم عبد التواب

حقق العقيد البطل إبراهيم عبد التواب، ما لم يحققه غيره من أبطال النصر، إذ أنه مع مرور الدقائق الثلاثين الأولى من الحرب، نجح ورجاله بمشاة الأسطول، في اجتياز البحيرات المرة لاقتحام نقطة كبريت.

واعتبارا من 16 أكتوبر، ووقوع حادث الثغرة الشهير، صارت كبريت، هدفا لهجمات شرسة من الجيش الإسرائيلي؛ لاستعادتها.

وساهم إبراهيم عبد التواب، مع قائده وزملائه في الصمود داخل النقطة الحصينة، رغم القصف الجوي والمدفعي العنيف من العدو، لتبقى النقطة صامدة 8 أيام كاملة، قبل أن يستشهد محمد أمين مقلد، قائد المجموعة، ويصبح  العقيد إبراهيم عبد التواب، قائدا رسميا.

وبقي إبراهيم عبد التواب، ورجاله يدافعون عن كبريت لمدة 3 أشهر، ويوم 14 يناير 1974،  حرك العدو عرباته المدرعة في اتجاه الموقع، ووقف البطل بالحد الأمامي للموقع، لتوجيه المدفعية، إلى أن تلقى شظية مدفعية من  العدو، استشهد على أثرها، ولم تسقط كبريت في يد العدو، حتى بعد وفاة ذلك البطل.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق