بطولات زائفة.. لماذا يتبنى داعش عمليات لم تنفذها عناصره؟

الخميس، 05 أكتوبر 2017 02:00 ص
بطولات زائفة.. لماذا يتبنى داعش عمليات لم تنفذها عناصره؟
داعش _ أرشيفية
محمد الشرقاوي

نجح تنظيم داعش، في جعل علامته (isis) ماركة مسجلة تلتصق مباشرة بكل حادث إرهابي حول العالم، حتى لو ينفذ من قبل أحد عناصره الإرهابية. فوكالة أعماق المنبر الرسمي للتنظيم، جعلت من أخبارها وكالة رسمية لتبني العمليات، وأن ما أسمتهم "رجال الدولة، المفارز الأمنية" هم المسؤولون.

وفق مراقبون عن حادث لاس فيجاس الأمريكي، أكتوبر الجاري، فإن كافة المؤشرات تؤكد عدم وجود علاقة للتنظيم الإرهابي عن الحادث، رغم سرعة تبني داعش عبر وكالته.

المعلومات الأولية للحادث والتي كشفت عنها مواقع أمريكية، تقول إن "ستيفن بادوك"، البالغ من العمر 64 عامًا، أطلق النيران من غرفة فندق بالدور الـ32 في منتجع خليج ماندالاي على حفل يضم حوالي 22 ألف شخص أثناء حضورهم مهرجان موسيقى "كانتري ميوزيك"، أسفر عن مقتل حوالي 59 شخصًا وإصابة أكثر من 500 آخرين.

مفارقة كشفت كذب تنظيم داعش، وهي أن منفذ الحادث قتل نفسه، بعدما انتهى من إطلاق النار على المحتشدين، غير ما يفعل عناصر التنظيم، فهم دائمًا يتباهون دائمًا ويلذون بالفرار حال نجحت مخططاتهم.

وفق مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، سعى تنظيم داعش خلال السنوات الماضية إلى التأسيس لما يمكن وصفه علامة داعش - (ISIS Trademark) عبر تحريض الأفراد للقيام بعمليات لا تحتاج إلى تكاليف مرتفعة، وتستهدف أهدافًا رخوة يصعب توقعها، على غرار عمليات الدهس التي تمت في أكثر من دولة غربية، وكذلك الهجمات المُسلحة للأفراد والخلايا الإرهابية محدودة العدد.

وهو ما وافقه مراقبون، فبعد كل عملية إرهابية في العالم تتجه الأنظار إلى وكالة "أعماق"، الناطق الرسمي باسم تنظيم داعش، باحثة عما إذا تبنى داعش، فهي غالبًا ما تجد رابطًا ما يصل التنظيم بمنفذي العملية الإرهابية وتعلن أنه المسؤول عنها.

يكمل مركز الدراسات إن داعش يمارس "التضليل المعلوماتي" في أكثر من حادث. فعلى سبيل المثال، ادعى التنظيم مسئوليته عن هجمات ويستمنستر في مارس 2017، ولكن التحقيقات الأمنية البريطانية أشارت إلى عدم وجود صلة للتنظيم بالهجمات، كما ادعى التنظيم مسئوليته عن عملية إطلاق النار في كازينو بالعاصمة الفلبينية مانيلا في يونيو 2017، واتضح فيما بعد أن منفذ الهجوم كان شخصًا مقامرًا يعاني من الديون والإسراف في شرب الخمور.

وتكرر هذا النهج من جانب داعش في هجوم لاس فيجاس الأخير، فقد سارع التنظيم عبر "وكالة أعماق" إلى إعلان مسئوليته عن الهجوم، والتأكيد على أن منفذ الهجوم هو أحد "جنود الخلافة" الذين "اعتنقوا الإسلام قبل عدة أشهر".

الأمر لا يقتصر على داعش وحده، فأغلب التنظيمات الإرهابية، تحاول صنع بطولات زائفة، في مصر ظهر زيف تلك الجماعات ومحاولاتها المضنية في التصارع على تبني العمليات الإرهابية، كانت أبرز تلك العمليات، استهداف العميد عادل رجائي، قائد بالجيش المصري في 22 أكتوبر 2016، تبنتها حركة "لواء الثورة"، أحد اللجان النوعية لجماعة الإخوان الإرهابية، غير أن حركة حسم – أحد لجان الإخوان – أعلنت هي الأخرى مسئوليتها عن الحادث.

كذلك الهجمات على كمائن الطرق الصحراوية والتي نفذتها حركة "حسم" الإرهابية، غير أن داعش أعلن أنه المسئول عنها تحت ما يسمى "داعش مصر".

ضمن الدراسة البحثية للمستقبل، والتي بعنوان: "لماذا يتبني "داعش" هجمات مرتبطة بالعنف المجتمعي؟"، قالت إن التنظيم تجاوز مجرد الترويج للعمليات الإرهابية التي ينفذها تابعوه إلى تبني أي عملية عنف مُسلح تحدث في الدول الغربية، حتى ولو لم يتم تنفيذها من جانب عناصر مُنتمية للتنظيم، بحثًا عن فرصة لتجديد صورة التنظيم الذي بات يُواجه مشكلة وجودية على خلفية الهزائم العسكرية التي يتلقاها، وفقدانه الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق