مراحل أكثر عنفًا واحتمالات اندماج مع "القاعدة"

الضغط الأمني يخنق الإرهابية.. تحولات خطيرة في عقل اللجان النوعية للإخوان

الخميس، 05 أكتوبر 2017 04:00 م
الضغط الأمني يخنق الإرهابية.. تحولات خطيرة في عقل اللجان النوعية للإخوان
تنظيم القاعدة
محمد الشرقاوي

في ليل السبت الماضي، وقع انفجار محدود استهدف سفارة ميانمار بحي الزمالك، لم يسفر عن أي إصابات، وادعت حركة حسم الإرهابية، أحد أذرع جماعة الإخوان، مسؤوليتها، زاعمة أن الانفجار انتقام من حملة جيش ميانمار على مسلمي الروهينجا، في حين نفت وزارة الداخلية المصرية وجود أي عمل إرهابي، وأن الحادث انفجار في إحدى إسطوانات الغاز. 

وقالت الحركة في بيان لها، إن مسلحين تابعين لها شنوا الهجوم مع التأكيد على حرصنا الشديد على عدم وقوع إصابات داخل صفوف المدنيين والأبرياء أثناء التنفيذ وإلا لرأيتم جحيما مشتعلا ما تمكنتم من إيقافه، وفق البيان.

الرد الأمني كان سريعًا، وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، الإثنين، عن مقتل ثلاثة من كوادر حركة "حسم" في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة، في منطقة المقابر الكائنة في منطقة 15 مايو جنوب القاهرة، وأن ذلك بعدما توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني تفيد تردد مجموعة من كوادر الجماعة الإرهابية، وأنهم بصدد الإعداد الفعلي لتنفيذ عمل عدائي خلال المرحلة الراهنة.

العملية الإرهابية هي المرة الأولى التي تعلن فيها "حسم" مسؤوليتها عن الهجوم على أي سفارة، فعملياتها كانت تستهدف رجال الشرطة والقضاة، ما يعني تحولًا في عقلية الجماعات الموالية للإخوان الإرهابية، والتي سبق وهددت بضرب المصالح الأجنبية في مصر.

دائمًا ما تنفي تلك الحركات صلتها بجماعة الإخوان الإرهابية، إلا أنها تتبنى إيديولوجية "الإخوان" وروايتهم بشكلٍ علني، وفق مراقبون فإنها تنتمي إلى جيل أكثر "قطبي" عنفًا.

مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قال في عرض بحثي، بعنوان: " تفجير القاهرة يكشف الميل الجهادي للإخوان المسلمين"، إن التفجير يظهر تحسن قدرات تلك اللجان الإرهابية، واستند القراءة البحثية، إلى تقرير للباحث مختار عوض، بعنوان "مسح الأسلحة الخفيفة" في يوليو 2017، يقول إن الموجة الأولى من اللجان النوعية للإخوان في مصر، والتي برزت بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، لم تكن مدربة وكانت مسلحة بقنابل مولوتوف ومسدسات صغيرة.

وأوضح الباحث أنه في منتصف 2016، أظهر صعود "حسم" و"لواء الثورة" أن هذه الجماعات أصبحت مدربة بشكل جيد وباتت تملك أنظمة فعالة للقيادة والتحكم ووسائل اتصال محترفة، وهو ما ظهر في استهداف مسؤوليين كبار في الدولة، كذلك شخصيات مدنية استجابة لدعوات قادة الجماعة الإرهابية.

إريك تراجر، باحث في معهد واشنطن، قال إن تلك اللجان تتجه إلى موجه أكثر عنفًا، بدليل أنها نشرت صورًا على موقع "تويتر" أظهرت أنها مشَّطت منطقة السفارة قبل التفجير، لتشير إلى أنها كانت قادرة على شنّ اعتداء أكثر دمارا بكثير.

وأضاف مؤلف الكتاب "الخريف العربي: كيف ربح الإخوان المسلمون مصر وخسروها في 891 يومًا"، إن القدرات المتنامية للجان النوعية للإخوان تؤكد أن الفجوة بينها وبين الإرهابيين السلفيين الجهاديين تتقلص حتمًا.

بات من المؤكد، أن تنظيم "القاعدة" عازم على استمالة تلك الجماعات، وذلك من أول ظهور تلك الجماعات، حيث روجت وسائل إعلام القاعدة لبيانات حسم منذ أواخر 2016، وأصدر التنظيم الذي يرأسه أيمن الظواهري، بيان حداد على مهدي عاكف، المرشد السابق للجماعة الإرهابية، إريك تراجر، قال إنه في حال نجحت مثل هذه المبادرات، قد تسعى حركة "حسم" وجماعات مماثلة إلى الاستفادة من خبرة تنظيم "القاعدة" وقد تصبح حتى أكثر تهديدًا.

مؤشر يؤكد قرب ذلك، فمحاولة استهداف سفارة ميانمار في القاهرة، تزامن مع دعوات لتنظيم القاعدة الإرهابي، بتنفيذ عمليات في إقليم "أراكان" ردًا على عمليات التطهير العرقي ضد مسلمي الروهينجا.

دعت الجماعة الإرهابية إلى شنّ هجمات ضد مدنيين أجانب ومصريين لسنوات، في يناير 2015، بثت قنوات تلفزيونية تابعة للجماعة بيانًا يدعو الرعايا الأجانب والشركات الأجنبية والدبلوماسيين والسياح إلى مغادرة مصر، كذلك ما تسمى "الهيئة الشرعية للإخوان بيانًا بعنوان "فقه المقاومة الشعبية"، الذي أيّد استخدام العنف ضد المسيحيين وكل المتعاونيين مع الدولة.

اللجان النوعية لجأت إلى تطوير استراتيجيات التحرك، للحد من الخسائر التي تتعرض لها من قوات الأمن المصرية، وهو ما كشف عنه صلاح الدين يوسف، المتحدث باسم "لواء الثورة" في حوار نشرته صفحة "ق – QAAF" أحد صفحات اللجان الإليكترونية للجماعة، قال إن التنظيم بصدد تطوير آليات تجنيد آمنة "لاستيعاب كل الراغبين في سلوك درب المقاومة، وفق قوله.

الضغط الأمني على تلك الجماعات، نجح في خفض وتيرة الأعمال الإرهابية، ما دفع تلك اللجان إلى استخدام استراتيجية "الهجمات الإرتدادية"، في محاولة العودة للساحة، بعمليات أكثر عنفًا، في محاولة لتكبيد القوات الأمنية خسائر كبيرة بأقل عدد من الأشخاص.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق