أكتوبر ودرس الدروس

الخميس، 05 أكتوبر 2017 08:39 م
أكتوبر ودرس الدروس
بقلم د. حاتم العبد

عجيب هو أمر هذا الشهر، ارتبط في عقل وفكر ووجدان العرب والمسلمين عمومًا والمصريين خصوصًا بالنصر المبين، وعبور المذلة والعار، إلى العزة والشرف ؛ عبور الانكسار والتخاذل، إلى الكرامة والإباء. 
 
من منَّا لا يعرف بيتًا فيه شهيد في حرب العزة والكرامة، حرب أكتوبر-رمضان المجيد ؛ من منَّا لا تترقرق الدموع في عينيه فرحًا عند ذكر أكتوبر وانتصاراته ؛ من منَّا لا يبتهج ويسرّ عند سماع سيرة طيب الذكر، الرئيس القائد الشهيد أنور السادات !!
 
عجيب الأمر أنّ كل من فقد عزيز عليه ؛ أبًا أو ابنًا، أخًا أو زوجًا، في حرب العزة والكرامة، لا تدمع العين بذكره، بل على العكس، تزخر بالفرح وتفعم بالبهجة وتفيض بالسرور.
 
السؤال المنطقي لماذا ؟! لماذا لم ولن تدمع العين على فراق حبيب، وغياب أليف في حرب العزة والكرامة ؟! وما هو درس الدروس من تلك الملحمة وهذا النصر العظيم ؟!
 
إنه الإيمان، إيمان بالله، وإيمان بقدسية الأرض، وإيمان بحرمة العرض ؛ ثم إنه استبدال التوكل بالتواكل ؛ والأفعال بالأقوال ؛ واللحمة بالفرقة ؛ والتطبيق العملي بالشعارات الجوفاء. 
 
إن درس الدروس، والعبرة من أكتوبر المجيد، هو استمرارية الجهوزية لدرء أي تفكير بالمساس بالأمن القومي العربي ؛ ولزومية الوحدة بين الأشقاء وحتمية تكاتفهم ووجوبية تراص صفهم. 
 
إن الدماء الذكية التي روت أرض سيناء الحبيبة، ينبغي أن تبقى دومًا أمام أعيننا، وفِي قلب تفكيرنا. 
 
لا ينبغي علينا أن ننسى أو نفرط في التمعن في هذا النصر ومذاق طعمه، ولا ينبغي علينا أن نكل أو نمل من تذكير أنفسنا وأولادنا به.. أدام الله علينا حلاوة النصر والفرح والسرور.
 
رحم الله شهداء العزة والكرامة، رحم الله كل من بذل دمه وماله من أجل مصر ؛ رحم الله رجل الحرب والسلام، القائد الشهيد أنور السادات.
 
وكل عام وجميعنا بخير.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق