المسيح فى مصر.. من أين وإلى أين؟

تفاصيل اعتماد مسار حج العائلة المقدسة فى مصر بـ«ختم» بابا الفاتيكان

الخميس، 12 أكتوبر 2017 12:00 م
تفاصيل اعتماد مسار حج العائلة المقدسة فى مصر بـ«ختم» بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان
ماريان ناجى

جاء السيد المسيح عليه السلام إلى أرض مصر، تحقيقا لنبؤات الكتاب المقدس، فأرض مصر كانت له الملجأ للهروب من بطش الملك هيرودس فى رحلة استمرت ثلاث سنوات، فمصر هى البلد التى ذكرت فى الكتاب المقدس 697 مرة وقال عنها السيد المسيح «مبارك شعبى مصر»، إشعياء 19: 25. 
 
اتخذ البابا فرنسيس بابا الفاتيكان منذ أيام قليلة قرارا تاريخيا هاما باعتماد مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر كمنطقة حج لمسيحى العالم، وفى ظل هذا القرار سافر وزير السياحة يحيى راشد، الثلاثاء الماضى، إلى دولة الفاتيكان الإيطالية للقاء مسئولى السياحة لاعتماد مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر كأحد برامج الحج المسيحى. 
 
وتضمن برنامج وزير السياحة المصرى حضوره للقداس الذى يترأسه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ويأتى هذا اللقاء انعكاسا لزيارة بابا الفاتيكان إلى مصر فى إبريل الماضى. 
 
وقال يحيى راشد، فى تصريحات صحفية، إن اعتماد مسار العائلة المقدسة كمقصد سياحى دينى لمسيحيى العالم مطلع يناير المقبل، وذلك بموافقة بابا الفاتيكان إنجاز كبير للسياحة المصرية، وأن مسار رحلة العائلة المقدسة له أهمية سياسية واقتصادية كبيرة لمخاطبة راغبى الحج المسيحى لزيارته، كما سيجعل قرار بابا الفاتيكان مصر على قوائم الحج الصادرة عنه. 
 
أما الكنيسة الكاثوليكية فى مصر وباعتبارها التى تتبع الفاتيكان، استقبلت اعتماد بابا الفاتيكان لمسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بسعادة كبيرة، وقال الأنبا يوحنا قلته، نائب البطريرك للكنيسة الكاثوليكية بمصر: «نحن نشعر بسعادة إثر قرار بابا الفاتيكان باعتماد حج مسار رحلة العائلة المقدسة لأنه سيأتى بالكثير من الأموال إلى مصر، وتعتبر خطوة ذات أهمية كبرى لصالح السياحة المصرية، ولكن لا بد أن نعلم أن اعتماد حج مسار رحلة العائلة المقدسة تقليد وليس فى صلب العقيدة المسيحية بل هو تقليد من ضمن الكثير من التقاليد التى نحبها ونحافظ عليه كموروث للتبرك بالأماكن المقدسة التى مرت بها العذراء مريم «البتول» و السيد المسيح، وعندما قال بابا الفاتيكان «آتى كصديق ومرسل سلام وحاج على الأرض التى قدمت منذ أكثر من ألفى عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة»، كانت وراء هذا التقليد الجميل الذى ينتوى اعتماده بمصر، ولا بد أن نعلم أن الحج المسيحى ليس فريضة عقائدية فى المسيحية ولكنه إكرام وتقليد نحترمه، وتعريف الحج فى المسيحية هو فرصة روحية لتغذية الحياة الروحية عن طريق التبرك بالأماكن المقدسة وذكر سيرة السيد المسيح والرسل والشهداء لكى يتجدد النشاط الروحى فى عمق الإنسان وحتى فى الإسلام الحج لمن استطاع إليه سبيلا، وعندما ذهبت إلى القدس لأكثر من مرة تأثرت بالمكان الذى كان به السيد المسيح، ولكننى أدركت أن الله موجود فى جميع الأماكن ولا يقتصر تقديسه فى مكان ومكان آخر لا نستطيع تقديسه. 
 
وتابع «قلته»، فى تصريحات خاصة لـ» صوت الأمة»: «أتمنى كمصرى أن يصبح بعد اعتماد بابا الفاتيكان مسار رحلة العائلة المقدسة أن يستوى هذا المسار بالقدس لما لها من مكانة دينية حول العالم، فالقدس تاريخ وعلم ومقدسة للأديان الثلاثة، فأتمنى أن يأخذ هذا المسار المقدس مثل مكانة وشهرة وقدسية القدس وما تحمله من مكانة دينية وتاريخ وسط دول العالم أجمع.
 
أضاف «قلته»: والذى يذهب إلى الحج هدفه ليس أن يرى المعالم التاريخية أو يرى الوقائع ولكنه هدفه تجديد إيمانه والعمل على تغذية روحه بالإيمان من خلال التبرك بالأماكن المقدسة، ويشعر أن هنا مر السيد المسيح وهنا جلست السيدة العذراء مريم، أى تجديد الإيمان وصحوة ضمير وتوجه إلى الله، ونسعد بمد تعاوننا ككنيسة كاثوليكية ونسعد بتعاون الكنيسة المصرية الأرثوذكسية فى هذا الأمر أيضا، ولا بد أن نتكاتف من أجل الخروج بمظهر مشرف فى أولى رحلات الحج المقدسة فى يناير المقبل لمسار العائلة المقدسة ونعمل على تحديد نقاط وأماكن الزيارات مع مد العون للحجاج المسيحيين والعمل على راحتهم لأن أولى رحلات الحج إلى مسار العائلة المقدسة يمس سمعة مصر، ويمس سمعتنا كمصريين، فلا بد أن نظهر فى مشهد جميل منظم متحضر حتى يتجمل قرار اعتماد بابا الفاتيكان بجهود المصريين فى الظهور بمظهر مشرف أمام العالم، وهذه فرصة لبلدنا لتصحيح أوضاعنا وتصحيح صورتنا كمصريين وكبلد يستطيع أن يواكب وأن يكون متحضرًا وأن ينافس فى سباق دول العالم الشرس.
 
جدير بالذكر أن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر جاءت نتيجة هروب السيدة العذراء مريم والسيد المسيح من بطش الملك هيرودس من فلسطين إلى مصر، ومكثا فيها ما يقرب من ثلاث سنوات، وبدأت الرحلة من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق غرب العريش، ثم دخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهه الفرما الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد، ومن ثم توجهت إلى مدينة تل بسطا بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وعندما وجداها مليئة بالأوثان، توجهت العائلة المقدسة للجنوب حتى وصلت مسطرد، ومن مسطرد انتقلت شمالا إلى بلبيس.
 
وعبرت العائلة المقدسة نهر النيل متوجهة إلى سمنود وهناك استقبلهم شعبها استقبالا حسنا، كما يوجد «ماجور كبير» مصنوع من الجرانيت يقال إن السيدة العذراء استخدمته فى صنع العجين أثناء وجودها كما يوجد أيضا بئر ماء باركه السيد المسيح بنفسه.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق