من "يا صفايح الزبدة السايحة" لـ "السوستة مفتوحة" أسلوب المعاكسات بين الماضى والحاضر

الإثنين، 09 أكتوبر 2017 06:43 م
من "يا صفايح الزبدة السايحة" لـ "السوستة مفتوحة" أسلوب المعاكسات بين الماضى والحاضر
الفنان الراحل عبد الفتاح القصرى
إسراء الشرباصى

"يا صفايح الزبدة السايحة يابراميل القشطة النايحة .. يا ارض احفظى ما عليكى" كلمات لا تنسى من الفنان الراحل عبد الفتاح القصرى ملاعبا حاجبيه وهو يتغزل فى سيدة مرتدية الملاية اللف ويرن الخلخال فى قدميها، ليعكس من خلالها أسلوب الغزل الشعبى البسيط والحياة الاجتماعية والأخلاقية فى هذه الفترة الزمنية التى تحلى بها جيل الثمانينات، والتى ظهرت من خلال الأعمال الفنية حينذاك، وذلك على الرغم من حرية المرأة فى ارتداء كل ما يروق لهن من الفساتين القصيرة وخلافه إلا أن التحرش لم تظهر فى قاموس هذه الأجيال.

فإذا عدنا بالزمن إلى الخلف نجد الرجال يغازلون السيدات بتحريك الـ "كرافتة" وكلمة "بونجور يا فاندم" ولم يتلفظ الرجال بكلمة تجرح مشاعر السيدة.

إلى أن يتطور أسلوب الغزل مع السنوات والأجيال لتتلقى الفتايات أسوء ألفاظ الغزل والذى يصل به الأمر أحيانا إلى تحرش لفظى وجسدى، وعلى سبيل المثال نستمع إلى مقولة انتشرت فى السنوات القليلة الماضية وهى "السوستة مفتوحة" وتتعالى أصوات الضحك إذا نظرت الفتاة إلى "سوسة" ملابسها لتتأكد من صحة كلام المغازل.

 فالغزل قديما كان يحمل كلمات تدل على جمال السيدة ومدحها وهو الذى رأيناه فى الأعمال الفنية كما استعمل الشباب حينذاك الأغانى الرومانسية من العندليب عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وغيرهم من فنانين الزمن الجميل ليعبروا من خلال كلمات الأغانى عن إعجابهم بالسيدة أو الفتاة، وحاليا يستخدم أيضا الشباب الأغانى فى الغزل ولكن مع اختلاف الأسلوب، "مش هارووح" و "زقه زقه زقا" و "هاتى اطة" كلمات أغانى يهين الشاب بها مشاعر الفتاة المعجب بها.

وقديما نجد الأهالى والمارون يتدخلون للتصدى للمعاكسات فى الشوارع حفاظا على السيدات بينما حاليا نجد الفتاة تتعرض لأبشع مظاهر المعاكسات والتى تصل إلى التحرش وأحيانا للاغتصاب ولم يتصدى أحد المارة لمثل هذا المشهد تجنبا للمشاجرات.

وأعرب الفتايات عن رفضهن لمثل تلك المعاكسات التى قد تصل إلى التحرش وخرجوا فى مسيرة بشوارع وسط البلد العام الماضى مرتدين فساتين قصيرة وكانت هناك دعوة تحت عنوان "فستان زمان والشارع كان أمان" ونالت اعجاب عدد كبير من الفتيات عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" للنزول بفساتين قصيرة موديل السبعينيات تحديا للتحرش،فى إطار الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة.

وظهرت العديد من الحملات على رأسها "امسك متحرش" للحد من ظاهرة التحرش ولحماية الفتايات من الاعتداء اللفظى أو الجنسى خاصة فى التجمعات والاحتفالات والاعياد.

 

1
 

فتحكى فتاة على الـ "فيس بوك" مشهد تحرش جماعى ظهر بالأمس علنا فى شارع اللبينى بمنطقة فيصل مستغلين الازدحام الشديد فى الشوارع واحتفالات المصرين بعد الانتهاء من مباراة مصر والكونغو قائلة " قبل أي شيء اقسم بالله انا ربنا عالم انا حالتي النفسية واعصابي حاليا متدمرين ازاي من اللي شوفته، المكان تحديداً : اللبيني – فيصل، في وسط الزحمه والعربيات والناس والوحوش اللي لا يقال عليهم غير وحوش مفترسة مش بني ادمين وقالعين ملط، كنت مروحة بيتي ويشاء القدر اني ارجع لما مصر تكسب الماتش! تاكسي قدامي كان فيه بنتين والناس موقفه الشارع مش قادرين نتحرك خطوة واحده حتى لاقيت مجموعة مفترسين فتحو بيبان التاكسي ودخلو شدو البنتين من جوا التاكسي وسحلوهم فالارض وكان تحرش جماعي بيحصلهم

اقسم بالله دا حصل قدام عيني اخدو البنات سحلوهم وكانو حواليهم والبنات وسطهم !! صويط البنات لسه بيرن في ودني وللأسف مافيش دكر واحد قدر ياخد البنات من وسطهم"

وكان قد أعلن محمود البدوي رئيس الجمعية المصرية لحقوق الإنسان، أن متوسط عدد حالات التحرش يبلغ 100 ألف حالة شهريًا وتابع "البدوي" خلال مداخلة هاتفية لأحد البرامج التليفزيونية أن هذا يشمل التحرش، بدءًا من الألفاظ الخارجة أثناء المعاكسات، حتى التلامس الجسدي، ووصولا إلى الاعتداء الكامل، مشيرًا إلى أن كل هذا يجرمه القانون.

وعلى الرغم من المحاولات المستميتة من قبل الجهات المعنية لمواجهة هذه الظاهرة وانتشار الشرطة النسائية فى الأماكن المزدحمة وخاصة فى الأعياد إلا أن التحرش منتشر فى جميع أنحاء البلد وبحسب الإحصائيات العالمية، حيث احتلت مصر المرتبة الثانية عالميا في نسبة التحرش الجنسي، بنسة 64% من السيدات في مصر يتعرضن للتحرش والاعتداء الجنسي، وذلك وفقًا لتقارير منظمات الدفاع عن حقوق المرأة العالمية، والتي أكدت أن مصر في المركز الثاني من التحرش الجنسي بعد أفغانستان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة