انتبه المناهج التعليمية ترجع إلى "السلف"

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017 11:00 م
انتبه المناهج التعليمية ترجع إلى "السلف"
وزارة التربية والتعليم - أرشيفية
رامى سعيد

- مطالب بعودة "نظرية التطور" للمناهج التعليمية

- عضو بتعليم البرلمان: نرفض الحذف ومن حق الطالب معرفه كل ما هو علمي بجانب الموقف الديني    

 

الصراع والجدل بين العلم والدين دائما ما تأخذ شكلا صداميا خاصة في الأوطان العربية ، التي يغلب عليها الطابع الديني أكثر ما يؤثر ويعمل فيها "العلم" ونظرياته ومنهجه وبحثه العلمي- والشاهد هنا حذف نظرية "التطور" لتشارلز داروين عالم التاريخ الطبيعي والجيولوجي، من المناهج التعليمية المصرية لأكثر من ربع قرن.   

ويقول الدكتور خالد منتصر الكاتب الصحفي في إحدى مقالاته تعليقًا على هذا الحادث"  إنها فضيحة أن أدرس أنا منذ أكثر من ربع قرن "نظرية التطور"  في الصف الثالث الثانوي ولا يدرسها ابنى! فضيحة أن يظل وزراء التعليم راضخين للتيار السلفي المسيطر على مفاصل التعليم المصري ومنسحقين أمامه مرتعشين من تدريس تلك النظرية التي صارت من أبجديات علم البيولوجي، ولا يوجد مجمع علمي محترم إلا وصارت نظرية التطور هي الأيقونة والحقيقة المدهشة التي تثبت الأيام ويثبت التقدم عبقرية صاحبها، الذى أعتبره من أهم، إن لم يكن أهم، عباقرة العلم على مر التاريخ، لأنه وببساطة وبمجرد نشاط عقلى وخيال جسور وجهد ضخم رهيب يحتاج إلى مؤسسات علمية لا إلى فرد، تمكّن من التوصل إلى تلك النظرية التى كلما اكتُشفت حفرية أو دُرست خريطة جينية أو تقدم علم وراثة ظهر وبرز دليل جديد على صحتها وقوتها ومدى إفحامها وتماسك بنائها العبقرى، بل إن تلك النظرية الآن يعتمد عليها الباحثون فى تطوير صناعات وتفسير ظواهر وتجديد مفاهيم، وتجاوز الأمر علم البيولوجى ليمتد إلى علوم إنسانية أخرى، هل سنجد فى كتاب الأحياء هذا العام فصلاً عن نظرية التطور أم ستكون كسابقيك من وزراء التعليم مرتعشاً تطبق نظرية "برهامى" فى التقهقر وليس نظرية "داروين" فى التطور؟!"

 

فيما هاجم المستشار أحمد عبده ماهر القائمين على المناهج التعليمية، لحذفهم عددا من النظريات العلمية لتعارضها مع الفهم الديني المغلوط، قائلا" المناهج التعليمية عندنا جيه من تحت الطشت.. والمشايخ والسلفيين لازم يحلوا عننا".

 

وأوضح عبده لـ" صوت الأمة " أن أغلب ما يتم تدريسه بالمناهج التعليمية يؤثر سلبًا على عقل التلاميذ والطلاب مدللاً على ذلك بالتفسيرات المغلوطة للمرأة التي يتم تصوريها على أنها خلقت من ضلع أعوج إضافة إلى غوايته  لأدم وحثه على الأكل من الشجرة التي أدت إلى طردهما من الجنة".

وأشار المستشار أحمد عبده ماهر إلى أن أدراك السلفيين للحقائق العملية منغلق ومحدود، موضحًا أنه لا أمل في التقدم خطوة واحدة إلى الأمام إلا عندما نتخلص من الأفكار المغلوطة التي يروجها السلفيين ومشايخهم فى كتباهم وخطبهم.

وأكد عبده على ضرورة تدريس نظرية التطور لتشارلز داروين عالم التاريخ الطبيعي والجيولوجي، حتى يتفهم الطلاب علم الأحياء وتاريخ الكائنات البشرية، وعلم الجيولوجيا، إضافة إلى كل النظرية العلمية الأخرى كالنسبية وغيرها من النظريات التي ساهمت في فهم الكون وتطوير الفكر الإنساني.

 

وعلقت الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، على حذف نظرية التطور من المناهج التعليمية قائلة" من حق الطالب أن يتعرف على النظريات العلمية كما هى، مع إضافة رأي ، الدين حال تعارضها معه.

وأوضحت نصر لـ"صوت الأمة " أن أى نظرية مهما ثبت خطأها من الأمانة العلمية طرحها على الطلاب، مع إيضاح شروحها، وتنقيحها للوصول إلى النظرية الصحيحة، وليس حذفها بالكامل من المناهج، مشيرة إلى أنها تساعد على فهم الطالب لتاريخ النظريات والمحاولات العلمية المستمرة لفهم طبائع الأشياء.  

وتجدر الإشارة إلى أن بابا الفاتيكان فرانسيس أعلن أن نظريتى التطور والانفجار الكبير العلميتين صحيحتان، قائلا إن "الرب ليس بساحر يمتلك عصا سحرية"، وقد أدلى البابا بتلك التصريحات خلال كلمة ألقاها بالأكاديمية البابوية للعلوم، وقال خبراء إنها تضع حدا "للنظريات الزائفة" حول الخلق والتصميم الذكى التى شجعها سلفه البابا بنديكيت السادس عشر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق