في اليوم العالمي للفتاة.. العالم يحارب "ثقافة التحرش"

الأربعاء، 11 أكتوبر 2017 10:16 ص
في اليوم العالمي للفتاة.. العالم يحارب "ثقافة التحرش"
تحرش

 يحتفل العالم اليوم "الأربعاء" باليوم العالمي للفتاة وسط اهتمام لافت بقضية التحرش التي تحولت الى ظاهرة كونية تعددت فيها الاجتهادات والرؤى من جانب مثقفين كبار رأى بعضهم انها اشكالية متعددة الجوانب والأبعاد وتصل احيانا "للتحرش بالأوطان والأحلام المشروعة للشعوب". 
 
واليوم العالمي للفتاة الذي بدأ منذ عام 2012 ليكون في الحادي عشر من شهر اكتوبر كل عام هو الاحتفال الدولي الذي جاء بناء على قرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم التاسع عشر من ديسمبر عام 2011 لدعم فرص الحياة الأفضل للفتيات في شتى انحاء العالم واثبات قدراتهن وتحقيق تطلعاتهن المشروعة. 
 
وجاء هذا اليوم العالمي للاعتراف بحقوق الفتيات في التعليم والصحة والعمل ومساندتهن دوليا في مواجهة تحديات متعددة من بينها التحرش والعنف والتمييز او عدم المساواة فضلا عن الأمية و الختان وزواج الأطفال والزواج المبكر للفتيات فيما تقدر الأمم المتحدة عدد الفتيات في العالم تحت سن ال18 عاما بأكثر من مليار فتاة يشكلن "مصدرا للقوة والطاقة والابداع بما في ذلك الفتيات اللاتي يعشن في ثنايا حالات الطواريء والأزمات".
 
واحتفل موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في الفضاء الرقمي "فيس بوك" باليوم العالمي للفتاة جنبا الى جنب مع غيره مما يعرف بوسائط الاعلام الجديد فضلا عن الصحافة المطبوعة ومايعرف بوسائل الاعلام التقليدية وسط طروحات ثقافية تؤكد على اهمية دور الفتاة في بناء عالم افضل وغد اكثر اشراقا .
 
ولئن اتفق العديد من المعلقين في الصحف ووسائل الاعلام المختلفة حول العالم على ان التحرش يشكل تحديا يطعن حقوق الفتيات في كل مكان بالكوكب الأرضي فقد تحرك المصريون لبناء "ثقافة مضادة للتحرش" استنادا على منظومة القيم المصرية الأصيلة التي تلفظ هذه الظاهرة الدخيلة فيما تشكل احكام القضاء العادل وروادع القانون وادوات العدالة وضوابط المجتمع وثقافته الرئيسة سياجا وعقابا ضد المتورطين في هذه الممارسات الفجة التي تهدر الكرامة الانسانية بقدر ماتشكل خروجا صادما على ناموس الأخلاق المصرية .
 
واذا كانت بعض الجامعات في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة قد استحدثت مساقات دراسية لمناهضة التحرش فواقع الحال ان التحرش ظاهرة شاملة وقد يتسع نطاق القضية ابعد من نظرات جائعة او ايماءات جامحة وحركات مبتذلة غاب عنها النبل وفرت منها الشهامة لتشمل التحرشات بالهويات والأوطان فضلا عن التمييز او الاضطهاد على اساس عرقي او ديني او مذهبي وطائفي وجهوي.
 
ولأن "التحرش" بات ظاهرة عالمية ومتعددة الجوانب والأبعاد فقد اجتذب اهتمامات مثقفين واكاديميين ينتمون لتخصصات متنوعة مابين القانون والاجتماع والتربية والدراسات الثقافية فضلا عما يعرف "بالدراسات النسوية" بينما تشكل الظاهرة هما واضحا لمثقفين بارزين في مصر والعالم العربي مثل الدكتورة نوال السعداوي التي تناولت هذه الظاهرة غير مرة.
 
وتناول هذه المثقفة المصرية الكبيرة لظاهرة التحرش ينطلق من رؤية شاملة حيث ترى "اننا نعيش في عالم واحد يعاني من مشاكل مشتركة مثل التحرش بالفتيات والبطالة" ومن هنا ردت على طرح كانت مجلة الايكونوميست البريطانية قد نشرته في شهر مايو الماضي يتهم الرجال العرب بأنهم "يعانون من ازمة ذكورية بسبب تزايد الفقر وعجزهم عن الانفاق مما يجعلهم اكثر عنفا وتحرشا بالنساء" بطرح مضاد بعنوان "الحالة المؤسفة للعالم".
 
ودحضت نوال السعداوي في طرحها ماسعى اليه الطرح المنشور في مجلة الايكونوميست لمحاولة الصاق العنف ضد النساء والتحرش بالفتيات بالرجال العرب وكأنه "موروث بالجينات العربية دون اي مقارنة مع الاسرائيليين او الأمريكيين " مثلا وموضحة ان "العنف الذكوري يرتبط بالعنف الاقتصادي الذي تمارسه القوى الكبرى في العالم" لتخلص الى ان مثل هذه الطروحات الغربية التي تتخذ احيانا صورة "ابحاث اكاديمية" تحولت الى ظاهرة تستهدف تشويه شعوب بعينها لصالح قوى سياسية معينة.
 
كما انتقدت الدكتورة نوال السعداوي محاولة البعض في الغرب مثل اصحاب الطرح المنشور في مجلة الايكونوميست البريطانية تصوير جريمة "ختان الاناث" كأنها هوية العرب رغم ان اغلب الدول العربية لاتمارس ختان الاناث معتبرة انه لم يعد هناك شييء اسمه "الحياد في عالم شرس قائم على الخداع والبطش".
واذا كانت المثقفة المصرية الكبيرة الدكتورة نوال السعداوي قد شخصت بحق حالة من حالات التحرش الثقافي فان بعض المثقفين المصريين والعرب عموما اشاروا في طروحات الى ان الأمر يتعلق احيانا "بالرغبة فى شن هجمة ثقافية عنيفة على المجتمعات العربية "..
 
فالتحرش عندما يتحول الى ثقافة مستحبة لدى البعض يكون الأمر كارثة ثقافية حتى لو تقنع بعض المتحرشين بأقنعة اكاديمية او رطانات ايديولوجية للتعمية على بؤس الطرح واعوجاج التنظير وفساد المسعى وبهتان النوايا.
 
واذا كان نموذج المثقف النقدى مطلوبا بشدة فى اى مجتمع فهذا النموذج الذى يدفع نحو التقدم يختلف كل الاختلاف عن ثقافة التحرش المستمر بذلك الاستقرار المجتمعى المطلوب شعبيا للنضال من اجل الغد الأفضل ناهيك عن "التحرشات بالحلم المصرى الكبير فى التقدم الجدير بالمصريين من جانب قوى الشر التي لم تتردد في توظيف الجماعات الارهابية الظلامية في سعيها الآثم لعرقلة مسيرة التقدم بأرض الكنانة".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق