في برنامج "قابل للنقاش": تجارة السلاح وأزمات الشرق الأوسط في موازين العلاقات العربية الروسية

الخميس، 12 أكتوبر 2017 10:19 م
في برنامج "قابل للنقاش": تجارة السلاح وأزمات الشرق الأوسط في موازين العلاقات العربية الروسية
المسلمانى و نوفر رمول

ناقشت حلقة هذا الأسبوع من برنامج "قابل للنقاش" الذي تعده وتقدمه نوفر رمول، على شاشة تلفزيون دبي، موضوع العلاقات العربية الروسية، على ضوء زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لروسيا، وعقد قمة هي الأولى من نوعها، خلال تاريخ العلاقات الثنائية السعودية - الروسية.

ولإثراء النقاش استضافت الحلقة من لندن، الكاتب والمحلل السياسي السعودي سلمان الدوسري، ومن أبو ظبي أحمد المسلماني، الكاتب والمستشار السابق للرئيس المصري كما استضافت من موسكو، نيكولاي سوخوف، الباحث الروسي بمعهد الاستشراق، ونائب رئيس مركز الدراسات الشرق أوسطية.

تناول النقاش بالبحث والتحليل مراحل وأسباب التقارب الراهن بين العرب والروس، ونقاط الخلاف الرئيسية في ملفات الشرق الأوسط الساخنة، وآفاق التعاون الاقتصادي، وسبل تفعيل التعاون الإستراتيجي بين الطرفين.

وأجمع المتحاورون على أهمية العلاقات مع موسكو في تحقيق التوازن المطلوب في الشرق الأوسط، وتخفيف التوتر المتصاعد، وإيجاد حلولٍ توافقية للأزمة السورية، إضافة إلى محاربة الإرهاب الذي بدأ يتلقى ضربات قوية في المنطقة.

 

وحول دواعي التقارب العربي الروسي، وأهمية القمة السعودية الروسية في تهيئة الأرضية لبناء جسور الثقة بين الطرفين، أكد الكاتب الصحفي سلمان الدوسري أن "ما تغير هو انتهاء حقبة الحليف الأوحد" معتبراً أن "الرابحين هم من يفتحون علاقات مع القوى العالمية الكبرى".

 وأوضح أن الرياض تنتهج سياسة متوازنة في الانفتاح على الدول الكبرى، وإن كانت العلاقات مع موسكو شهدت توترا في الفترة الماضية، "إلا أن وروسيا عادت بشكل قوي خلال العقد الماضي، بعد أن استشعرت أن الولايات المتحدة تريد إبعادها من المنطقة".

ورأى الدوسري أن السعودية دولة مهمة لاستقرار المنطقة، لذالك فإن "روسيا تدرك جيدا أنه بدون السعودية لا يمكن محاربة الإرهاب، ولا بد من مد جسور تعاون ناجع مع المجموعة العربية والإسلامية في الإطار العام".

وأصل الباحث نيكولاي سوخوف لمراحل العلاقات العربية الروسية، مركزا على ما وصفه بتذبذب هذه العلاقات مع السعودية، وخلص إلى القول إنه "ليس من الممكن أن نتجاهل مرحلة الصدام السياسي تلك، إذ يتذكر الروس أن السعودية وقفت ضدهم في جبهاتٍ عدة، ولم تعد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلا في عام 1991 ".

وألمح سوخوف إلى أنه مع بداية الحرب الأهلية في سوريا توقفت العلاقات حتى 2015 عندما تغيرت القيادة في السعودية، وتغيرت السياسة الخارجية، معتبرا أن  زيارة ولي العهد السعودي لروسيا في 2015 كانت بداية الانفتاح على روسيا "لأن القيادة السعودية الجديدة فهمت أن العلاقة مع روسيا يجب أن تكون أكثر مرونة، وهكذا بدأ عهد جديد من الإيجابية تكلل بزيارة العاهل السعودي لموسكو قبل أيام".

المسلماني: نحن اليوم إزاء سعودية جديدة وروسيا جديدة

من جانبه قال الكاتب الصحفي أحمد المسلماني إن عهد الحرب الباردة قد ولى، لافتا أن "المرحلة الراهنة مرحلة براجماتية، حيث تحل المصلحة محل الصديق والعدو" وأضاف قائلا: "نحن الآن إزاء السعودية وروسيا الجديدتين، فالسعودية تمثلها رؤية 2030 وهي رؤية سياسية واقتصادية وثقافية جديدة، كما أننا إزاء روسيا بوتين جديدة، يميزها التواجد العسكري والاقتصادي، وهكذا فإن روسيا تحتاج إلى السعودية والسعودية تحتاج إلى روسيا حيث يجب أن تكون هناك استثمارات سعودية في روسيا، وهناك مشاريع روسية في السعودية".

وأشار المسلماني إلى أن علاقات السعودية مع روسيا قائمة من قبل هذه الزيارة، لكنها بالتأكيد ستوسع مجال التعاون، وخلص إلى القول إن "دبلوماسية الصواريخ هي الرؤية الأمريكية في المنطقة، وإيران لديها إس 300 وتطلب إس 400 والكل يتعامل بدافع المصلحة، والبرجماتية سيدة الموقف، وهكذا فإن السعودية الجديدة مثل روسيا الجديدة تتطلع لمصلحتها أولاً، وهو موقف صائب جداً".

وفي السياق ذاته أوضح الدوسري أن سعي السعودية للحصول على أسلحة من روسيا أو غيرها ليس رسالة موجهة للولايات المتحدة ولا إلى غيرها، إذ ان السعودية تبحث عن مصالحها "خصوصا أن تجارة السلاح مفتوحة على مصراعيها وروسيا إحدى أفضل مصنعي السلاح في العالم".

وبرر الدوسرى المسعى السعودي قائلا "في حرب اليمن تجلت هذه المصلحة، فعندما أوقفت الولايات المتحدة توريد السلاح للسعودية بسبب كونها تقاتل هناك، لتأمين حدودها  في وجه التدخل الإيراني، فإنه من المفيد أن يكون هناك شركاء آخرون".

وختم بالقول إن صواريخ إس 400 هي نفسها التي تحاول تركيا، العضو في الناتو، الحصول عليها، رغم المعايير والشروط الموجودة داخل الحلف، وليست هناك مشكلة في تنوع مصادر توريد السلاح.

ومن جانبه رأى نيكولاي سوخوف أن شراء السعودية للسلاح الروسي المتطور رسالة إلى إيران "فبهذه الصفقة تحاول السعودية أن تشير لروسيا إلى وجود بديل لشراء الأسلحة في المنطقة". .

وبرر الدوسري حضور روسيا المتنامي في المنطقة بكونه نتيجة انحسار سياسة إدارة الرئيس أوباما، خلال مأموريتيه الرئاسيتين، واصفا موسكو بالبارعة في ملأ الفراغ الأمريكي، وأوضح أنه  "لو لم تسمح إدارة أوباما بدخول روسيا إلى سوريا في 2014 لما استطاعت الدخول إلى المنطقة بهذه القوة".

وأكد الدوسىري أن القوة الروسية تأخذ منحى متزايدا، إذ ترى موسكو أن عليها  أن تلعب دورا سياسيا ودبلوماسيا في جميع مناطق العالم "فهي أخذت على حين غرة في ملف ليبيا ولا تريد أن تتخلى عن مصالحها في المنطقة العربية".

الموقف ذاته في سوريا

أما نيكولاي سوخوف فعبر قائلا إن الموقف الروسي سيستمر على ما هو عليه في سوريا في شكل عمليات عسكرية وسياسية "تهدف إلى استقرار الدولة وعودها إلى طبيعتها" معتقدا في الوقت ذاته  أن تصريحات وزير الخارجية الروسي لافروف والرئيس بوتين تصبان في نفس التوجه وهو "المحافظة على وحدة سوريا مع مراعاة حقوق المكونات، مع اقتراب انتهاء الحرب على داعش من نهايتها" وخلص إلى أن "الحل في سوريا مرهون بما سيسفر عنه تفاقم تناقض مصالح المتحالفين ضد داعش".

وفي سياق العلاقات العربية الروسية ، أكد أحمد المسلماني أن "مصر فتحت صفحة قوية مع روسيا بعد ثورة 2013 في مصر" آملا عودة أفواج السياح الروس إلى مصر في القريب العاجل، مشيرا إن أن مصر كانت لديها علاقات قوية مع روسيا ومع الولايات المتحدة.

وأوضح المسلماني أن تحديد ما تريده الدول العربية من روسيا ليس سهلا، وأن العالم الآن يتغير، إذ هناك ثلاث قوى كبرى تهيمن على المشهد العالمي اليوم، هي أمريكا وروسيا والصين "والعالم العربي يحتاج إلى تحديد ماذا يريد من روسيا ومن أمريكا، فالسياسة تفاوض وأخذ وعطاء، والأزمات لا تزال عندنا أكثر مما هي عند الآخرين" ليصل إلى القول إن تنافس الأقطاب يمكن أن يكون أداة للاستقرار كما يمكن أن يكون عاملا للاستقطاب، والكرة في ملعبنا، وعلى العرب أن يبحثوا عن مصالحهم وكيفية تحقيق الاستقرار.

الكاتب الصحفي سلمان الدوسري ذهب إلى القول "إنه يحسب لروسيا أنها لا تتخلى عن حلفائها، بينما تسببت أمريكا في قلق كبير لحلفائها إبان فترة الرئيس أوباما" ورأى أن ذالك القلق ربما حفز تلك الدول للبحث عن أحلاف أخرى.

وبرر ما وصفه بالوفاء الروسي للحلفاء قائلا "روسيا بدفاعها المستميت عن نظام الأسد ترسل رسائل إلى حلفائها بأن لديها مقدارا كبيرا من المصداقية في الوقوف معهم" داعياً الدول العربية للبحث عن مصالحها وأن تعمل على حماية تلك المصالح .

واشترط  الدوسري، لحصول العرب على  حصة  فعلية من الأقطاب، أن يقيموا تحالفات قوية ومثمرة، وأن لا يُعولوا على العالم عربي ، والجامعة العربية، وغير ذلك من المسميات غير المجدية، على حد تعبيره.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة