«التحالف الإسلامي العسكري» أول صدام بين الرئيس والبرلمان

الخميس، 17 ديسمبر 2015 11:44 ص
«التحالف الإسلامي العسكري» أول صدام بين الرئيس والبرلمان
سماح محمد

ما بين مؤيد ومعارض لانضمام مصر إلي التحالف الإسلامي العسكري؛ فإن سبب انضمام مصر هو مواجهة الأفكار التكفيرية المتطرفة لـ«داعش» وتنظيم القاعد.

وقد أعلنت المملكة العربية السعودية، عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمواجهة التنظيمات التكفيرية المسلحة، يضم في عضويته 34 دولة في القطر العربي والقرن الإفريقي.

وجاء اعتراض بعض القوي السياسية بمصر على اختيار إسم التحالف، ووصفوه بأنه بمثابة إعلان وفاة للقوة العربية المشتركة، لوجود عدد من الدول الداعمة للإرهاب في المنطقة العربية، فيما رأى البعض أن هذا القرار كان لابد من أتخاذ رأي مجلس النواب، والبت في أمره من قبل الأعضاء، وقد وصفه البعض بأنه أول صدام بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونواب البرلمان.

وفي ذات السياق أكد الدكتور يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيحية، أن موافقة مصر علي الدخول في التحالف الإسلامي العسكري، التي تقوده الممكلة العربية السعودية، ويضم 34 دولة إسلامية لمواجهة الإرهاب لا يعتبر صدامًا بين البرلمان ورئيس الجمهورية.

وأضاف «العزباوي» في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن البرلمان فور انعقاده سيقوم بمراجعة هذا التحالف ومن حقه الموافقة أو الرفض عليه.

ومن جانبه قال مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعب الإشتراكي، إن التحالف الدولي الإسلامي به دول تتناقض مصلحتها مع مصر، مثل تركيا وقطر خاصة بشأن الصراع في سوريا وليبيا.

وأضاف «الزاهد»، أن رفض أحزاب التيار الديمقراطي لإنضمام مصر للتحالف الاسلامي لمواجهة الارهاب، بسبب ضم التحالف عدد كبير من قيادات الإرهاب.

ورفض التيار جر جيش مصر لمستنقع حروب خارج أراضيها قائلًا: «أن مواجهة الإرهاب تبدأ من رؤية تعتمد على وحدة أراضي الدولة ومواجهة أسباب التبعية والفقر والفساد».

وقال النائب محمد مصطفى سليم، نائب حزب الوفد بدائرة ديروط بمحافظة أسيوط، إنه يدعم التحالف الدولي الإسلامي بكل قوة.

وأضاف «سليم»، أن اجتماع الدول الإسلامية على عمل التحالف جاء متأخرًا بعد ما تمكن الإرهاب من الانتشار.

وفي سياق متصل، قال الفقيه الدستوري، عصام الإسلامبولى، إنه عقب انعقاد البرلمان سيتم مناقشة انضمام مصر للتحالف الإسلامي العسكري، التي تقوده المملكة العربية السعودية ويضم 34 دولة إسلامية لمواجهة الإرهاب.

وأضاف «الإسلامبولي»، أنه علي المجلس البرلماني القادم الموافقة أو الرفض على هذا التحالف، مؤكدًا أن هذا الأمر لا يؤدي إلى صدام بين البرلمان والرئيس.

وقال النائب سمير صبحي أبو شامة، عضو مجلس النواب عن دائرة شبين القناطر، إنه يدعم بكل قوة التحالف الإسلامي العسكري لضرب الأرهاب بالمنطقة العربية.

وأضاف «صبحي»، أن إعلان مصر دخولها التحالف الإسلامي العسكري هو قرار سيادي مدروس على أعلى مستوى، ولابد من هذة الخطوة للقضاء علي الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة بالكامل.

وكما أعلنت حملة «لا للأحزاب الدينية»، إن التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية، بمثابة إعلان وفاة للقوة العربية المشتركة، لافتة إلى أن التحالف يضم عددًا من الدول التي تدعم الإرهاب.

وأكدت الحملة فس بيان لها، أمس الإربعاء، أن تأسيس التحالف الإسلامي العسكري يحمل خطورة بالغة، متسائلة: "لماذا لم يتم تأسيس هذا التحالف على القومية الموحد بعيدًا عن الطائفية".

وهاجم عبدالله ناصر حلمي أمين عام إتحاد القوى الصوفية للتحالف الإسلامي الجديد، الذي يواجه تنظيم «داعش» الإرهابي بقيادة السعودية، متسائلًا عن الهدف من هذا التحالف.

وأكد «حلمي» في بيان له، على أن التحالف ليس له أي جدوى حتى الأن، ويظهر للعالم أنه مجرد تكوين تحالف سني كبير، ليس لمواجهة «داعش»، بل من أجل مواجهة أطماع إيران في المنطقة.

وكانت السعودية قد أعلنت عن تشكيلها لتحالف عسكري إسلامي يضم 35 دولة بهدف محاربة الإرهاب.

وفي ذات السياق، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التحالف الإسلامي العسكري لم تُنشر أي تفاصيل كثيرة عنه، لكن ما هو إلا خطوط عريضة.

وأضاف «بدر الدين»، أن هذا التحالف سيشكل كتلة للدول الاسلامية لمكافحة الإرهاب الذي يهدد الجميع، فالمكافحة يجب أن تكون من الجميع وهذه هى الفلسفة الأساسية.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن هذا التحالف ليس له علاقة بالأزمة السعودية اليمنية.

وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الإجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن التحالف الإسلامي العسكري يعتبر إعلان إعلامي للعلاقات عامة، وهو تحالف استخباراتي.

وأضاف «صادق»، أن هناك بعض الدول ستواجه المشاكل في المفاوضات، منها مصر وتركيا وقطر؛ بسبب الخلاف الذي حدث بينهم.

وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن التحالف الإسلامي العسكري، والتحالف العربي في اليمن كلاهما موجهين لإيران؛ لأن إيران والعراق وسوريا ولبنان في التحالف العربي باليمن.

ومن جانبه قال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن أي جهود دولية تُبذل لمحاربة الإرهاب، جهود مشكورة يقف الجميع خلفها ويدعمها بكل قوة، إلّا أن تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 34 دولة، لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية، خطوة لها أبعاد وحسابات يجب أن تؤخذ في الاعتبار، وعلى رأسها مصير فكرة القوة العربية المشتركة التي سبق وأكدت عليها مصر.

أعرب «السادات»، في بيان رسمي، عن تحفظه على وجود دول مثل تركيا وقطر ضمن هذا التحالف، رغم تأييدهم الصريح للإرهاب ولجماعات بعينها في ليبيا، متخوفًٍا من أن يكون الدافع الرئيسي لتكوين التحالف، الأزمة السعودية اليمنية، ورغبة السعودية في إنهائها بغطاء أممي.

أوضح «السادات»، أن مصر وإن كانت تؤيد بشدة كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة ظاهرة الإرهاب، لكن يجب على الدولة أن تتمهل وتفكر جيدًا قبل اتخاذ أي خطوات أو مبادرات تتعلق بقضايا مصيرية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق