وعادت القاهرة

السبت، 14 أكتوبر 2017 01:57 م
وعادت القاهرة
أحمد الشربتلى يكتب:

لم أكن أتخيل وأنا أكتب كلماتي المقتضبة في مقالي السابق على صدر صفحات جريدة صوت الأمة بعنوان (أما آن لمصر أن تعود بعد فشل حسابات النقود) وهو المقال الذي تحدثت فيه عن ضرورة عودة دور القاهرة في القضايا العربية ، لم أكن أتخيل أنني سأجد لكلماتي صدى على أرض الواقع واكتفيت حينها بالقيام بدوري كإعلامي في طرح الأفكار والرؤى إلا أنه بعد مرور أيام معدودة من نشر المقال تواردت أنباء عن نجاح مصري في رعاية اتفاق للتهدئة في سورية ، تكفلت فيه القاهرة بوقف إطلاق النار ووقف التصعيد في منطقة الغوطة الشرقية ومنطقة حي القدم جنوب دمشق بما يدعم الحلول السياسية للأزمة السورية المستعصية منذ سنوات .
ويأتي الاتفاق الجديد ضمن سلسلة من اتفاقات التهدئة السابقة التي قامت القاهرة برعايتها في مناطق سورية مكتظة بالسكان .
 
وقد اعترف عدد من الفصائل المسلحة في سورية مؤخرا بنزاهة الدور المصري في الأزمة مرحبة بتدخل القاهرة كوسيط مباشر بينهم من جهة وبين النظام السوري وحليفته روسيا من جهة آخرى وهو ما يشير إلى طبيعة الحضور المصري الفاعل في هذه القضية وقوة التأثير والعلاقات الطيبة مع كافة آطراف الأزمة  .
 
أما في فلسطين القضية المحورية لمصر فسنجد أن القاهرة احتضنت إتمام اتفاق المصالحة الشامل بين حركتي فتح وحماس لتنتهي بذلك حالة الانقسام الفلسطينية المستمرة منذ عام 2007 ، ووفق تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تدخلت القاهرة في هذا الملف مؤخرا بهدف مساعدة الفلسطينيين في بدء مرحلة جديدة من وحدة الصف الفلسطيني بما يمهد للإنطلاق نحو سلام عادل بين فلسطين وإسرائيل وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة التي تلبي طموحات الشعب الفلسطيني المشروعة في حياة آمنة ومستقرة تحت إطار ما يعرف "بصفقة القرن" 
وهنا لم يرقَ لإسرائيل الدور المصري في إتمام المصالحة وفقا لموقع "ديبكا" الإسرائيلي ومركز "أطلس" للدراسات الإسرائيلية ، وهو ما يشير إلى أهمية هذا الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية والذي يقضى على آمال أسرائيل في بقاء الإحتلال .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة