بـ10 جنيهات يمكنك مشاهدة الحلم حين يصبح حقيقة

العاصمة الإدارية.. معجزة الصحراء

الإثنين، 16 أكتوبر 2017 02:00 م
العاصمة الإدارية.. معجزة الصحراء
العاصمة الإدارية
منال العيسوى - تصوير : أحمد هندى

*  فى العاصمة الإدارية الجديدة: إنجاز كالإعجاز يكذب خرافات الإخوان والمضللين

* حجم الإنجاز يعد تأكيدًا على أن من بنى الأهرامات، يستطيع أن يعيد أمجاده فى ظل قيادة طموحة

يحاولون أن يهونوا على أنفسهم خلال الساعتين (مدة الرحلة)، فيتهامس بعضهم عن نسب الإنجاز التى تحققت فى العاصمة الإدارية الجديدة، فيقول نفر منهم: «إحنا بنحقق نسب الإنجاز السريعة دى بسبب ضغط رؤساء الشركات المنفذة للمشروع، وإلا سنتعرض لغرامات».. فيقول غيره: «الحاجة اللى مفروض تاخد شهر بتاخد أسبوع.. واللى بتاخد أسبوع تخلص فى يومين».

يقاطعهما سائق الميكروباص: «يا أساتذة.. ها نخش من أى طريق.. فيه 3 طرق ليها؛ العين السخنة، أو طريق السويس، أو الدائرى الإقليمى الجديد».. فيحدد وجهته، ويبدأ طريقه على نغمات أم كلثوم.
 
تشعر حينًا بعد الآخر بالخروج، وفى معجم آخر الهروب، من الزحام أو التكدس، الذى تسبب فيه سكان القاهرة وضواحيها، وأقاليم مصر القادمون إلى العاصمة يوميًا، وتجد هواءً نقيًا تستنشقه أنفك فى راحة ومتعة، يفصلها سؤال السائق عن الأجرة،  وهو يردد: «نلم الأُجرة يا أساتذة.. خلاص وصلنا».. حتى وصل.
هنا العاصمة الإدارية الجديد.. طريق ممهد ولا توجد لافتات إرشادية لأى مكان أو طريق سوى لافتات مكتوب عليها «مشروع إنشاء خزانات المياه- مشروع شبكات المياه- مشروع 110 الحربى- مشروع إنشاء طريق العاصمة الإدارية أورسكوم».. ثم تجد «كارفانات» العمال المقيمين بشكل دائم فى مواقع العمل، وتجذب حركة سيارات النقل واللودر حركة عينيك.
 
تقترب أكثر، فتجد مشروعات وُضع لها الأساس، وأخرى تنتظر الطوب الأحمر للبناء، وثالثة ما زالت فى طور التنفيذ.. العمل متناثر فى مواقع عديدة على مساحات مترامية الأطراف؛ فهذا موقع المرحلة الأولى من إنشاء العاصمة الإدارية، على مساحة 10 آلاف فدان، وتضم أكثر من 18 مبنى حكوميًا، والتى سيتم نقل عمل هذه المؤسسات إليها فى نهاية العام، أبرزها مبنى مجلس الوزراء، ومبنى البرلمان، وأيضًا الرئاسة (الحى الحكومى).
 
وعلى بعد كيلو مترات صغيرة، تجد عمارات الحى السكنى، تقف معلنة أن هذا العدد تم الانتهاء منه وتشطيبه بالكامل، وعددها 226 عمارة مجرد نقطة فى بحر بالعاصمة الجديدة، حيث تنفذ وزارة الإسكان 25 ألف وحدة سكنية بمساحات تتراوح ما بين 100 و 180 مترا مربعا، سيتم طرح 2000 وحدة منها للحجز نهاية الشهر الحالى.
 
أما منطقة الفيللات، فترى حجم العمل بها وتصميماتها الإبداعية تخبرك عن أكثر من 3 آلاف فيللا بمساحات تتراوح بين 200 و 400 متر، تم الانتهاء من 90 % منها، وتقف كعروس فى ليلة الزفاف.
 
وبالقرب من الحى الحكومى، تجد شركات المقاولات تبدأ تنفيذ حى السفارات والقنصليات والهيئات الاقتصادية والحكومية الأخرى، ربما يخبرك عامل بسيط بأنه يشارك فى بناء قصر، لا يعرف أن هذا الحى سيتناقل العالم أخباره فى يوم قريب بعد تسليمه العام المقبل. وخلال تنقلك بين أرجاء العاصمة الإدارية، ستجد أبراج الكهرباء وسط الصحراء بطول الطريق من وإلى العين السخنة والسويس، ومحطات المياه وشبكة توزيعها؛ لتخبرك بأنه تم الانتهاء من مشروعات المرافق الأساسية والصرف الصحى، بتكلفة بلغت 10 مليارات جنيه، تم الانتهاء من 90 % منها، بل يمكنك أيضًا إجراء كل المكالمات والإرسال والاستقبال عبر الإنترنت.. أنت لست فى صحراء أنت فى حلم تحقق بنسبة كبيرة. أما الجانب البحرى.. فتجد مساحة مترامية الأطراف، تم تمهيدها وإنجاز أكثر من 80 % على مساحة تصل إلى 8 كيلو مترات، فهى أكثر مرتين من الحديقة المركزية فى نيويورك، ثم المدينة الترفيهية التى تتجاوز مساحتها 3.5 مساحة يونيفرسال ستوديور الأمريكية.
 
وأنت فى العاصمة الإدارية الجديدة، ستعرف أن هذا الطريق الترابى ذى الاتجاهين الممتد من جوار الكوبرى الدائرى الإقليمى، وحتى نقطة دخول المواقع التنفيذية، ويتخذه الميكروباص، الذى يستقل العمال والمهندسين، سيكون أحد الطرق الرئيسية داخل العاصمة، حيث يربط بين كل المواقع، وفى نهايته يقبع موقع المطار الخاص بالعاصمة، التى ترى على مرمى البصر أرض الهبوط للطائرات، وفى أحد جانبيه المبنى الإدارى.
 
لكن الطريق السريع، وعند اللافتة، التى تشير لك أن هذا طريق السويس، تجد لافتة فندق الماسة، التى تأخذك داخل الحلم، وقبل الوصول إليها تخبرك التحويلة بعد 200 متر لطريق المنصة الرئيسية، التى أُعدت على أحدث طراز؛ ليخبرك كل مربع فيها كيف أبدع العمال والصنايعية والمهندسون المصريون فى محاكاة أفخم الأماكن فى الدول الأوربية، لتقتنيها مصر بين ضلوعها، وتشعر بأن الحلم أصبح حقيقة، بكثير من الصبر والمثابرة والإبداع والثقة فى القيادة الحكيمة. وفى نهاية مُعايشة «صوت الأمة»، التى ترد على كل من يحاول أن يشوه المشروع تحت شعار «الفنكوش»، أو يقلل من حجم الإرادة، التى يمتلكها المصريون، وإن كان مشروع قناة السويس الجديدة، إثبات على هذه الإرادة، فالعاصمة الإدارية الجديدة، تعد تأكيدًا على أن من بنى الأهرامات، يستطيع أن يعيد أمجاده فى ظل قيادة حكيمة، تستطيع أن تخطط، وتبنى مصر الجديدة بأيادٍ مصرية وعقول مصرية.
 
العاصمة الادارية (1)
 
العاصمة الادارية (2)
 
العاصمة الادارية (3)
 
العاصمة الادارية (4)

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة