المتحدثون لا يتحدثون!!!

الأحد، 15 أكتوبر 2017 01:37 م
المتحدثون لا يتحدثون!!!
احمد ابراهيم يكتب :

وظيفة المتحدث الرسمي بإسم الوزارات والمؤسسات قديمة في العالم وهي في غاية الأهمية فالمتحدث هو واجهة المؤسسة التي يمثلها ويتحدث باسمها سواء كانت محلية أو دولية واختيار القائم بها يتم بعناية فائقة ولا يصلح لها أي شخص فيجب أن يكون مفوها ولبقا ويتمتع بقدر كبير من الذكاء والعلاقات الاجتماعية ورحابة الصدر هذا بالإضافة إلى الأمانة والشفافية في المعلومات.
 
وإذا كانت هذه الوظيفة قديمة في العالم فإنها حديثة في مصر وبدأت في أواخر عهد الرئيس مبارك حينما تم تعيين السفير ماجد عبدالفتاح متحدثا بإسم رئاسة الجمهورية ومن بعده السفير سليمان عواد وبعد ذلك تم تعيين د مجدي راضي متحدثا لمجلس الوزراء في عهد د احمد نظيف وبعد ثورة يناير كانت هناك توجيهات بالتوسع في تعيين متحدثين رسميين ومستشارين إعلاميين لكل الوزارات والمؤسسات الحكومية للتواصل المستمر مع وسائل الإعلام نظرا للظروف التي تمر بها البلد وبعد ثورة 30 يونيو أصبحت هناك حاجة ملحة لذلك نظرا لانتشار الشائعات وتلاحق الأحداث واتذكر في هذه الفترة الدور الكبير والهام الذي قام به العقيد أحمد محمد علي المتحدث العسكري وايضا السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية وكذلك اللواء هاني عبداللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية ثم جاء من بعدهم مجموعة متميزة من المتحدثين الرسميين قاموا بدور مهم في التواصل مع المواطنين من خلال وسائل الإعلام ساهموا بشكل كبير في نشر الحقائق وإجهاض الشائعات مثل السفير حسام القاويش في مجلس الوزراء، العميد محمد سمير في الدفاع ، د حسام عبدالغفار في وزارة الصحة ،محمود دياب في التموين ، د خالد الوصيف في الري ،بشير حسن في التربية والتعليم ، د محمد اليماني في الكهرباء ،هاني يونس في الاسكان هكذا كان الماضي،
 
 أما اليوم فإن المتحدثين لا يتحدثون ومعظهم إن لم يكن جميعهم لا يتواصلون مع وسائل الإعلام ولا يردون على تليفوناتهم ويفتخرون بذلك بل بعضهم اصلا مجهول للإعلام ما عد الزميل هاني يونس متحدث الاسكان الذي مازال يتواصل مع الإعلام بشكل متميز فهو يعلم أهمية وظيفته كما يجب استثناء المتحدث العسكري نظرا لطبيعة عمله،
 
المتحدث الرسمي يجب أن يعلم جيدا أهمية دوره والتعاون مع وسائل الإعلام بالمعلومات لأن البديل هو كثرة الشائعات وإثارة البلبلة في المجتمع وهنا يجب الإشادة بالتقرير الذي يصدره مركز معلومات مجلس الوزراء لمحاربة الشائعات وتوضيح الحقائق فهو يعالج قصور المتحدثين الرسميين في أداء عملهم،
 
حينما كنت متحدثا رسميآ لوزارة النقل وهي وزارة خدمية بالأساس وكل قطاعاتها مرتبطة بحياة المواطنين وتتعامل معهم بشكل يومي  كانت لي تجربة شخصية تمنيت تعميمها حيث قمنا بتعيين متحدثين رسميين لكل القطاعات التابعة للوزارة(السكة الحديد ، الطرق والكباري ، مترو الأنفاق ، النقل البحري ، النقل النهري ، النقل البري ، الموانئ ) حتى يكون هناك تواصل مع وسائل الإعلام على مدار الساعة هذا بالإضافة إلى  تعليمات الوزير إلى رؤساء القطاعات بالتواجد المستمر في الإعلام لتوضيح الحقائق وقتل الشائعات في مهدها وتسليط الضوء على الإيجابيات لبث روح التفاؤل والأمل في نفوس المواطنين 
 
والأمانة تقتضي القول بأن إيمان المسئول باهمية الإعلام تنعكس على شخصية المتحدث الرسمي فقد كان من حسن حظي أنني عملت مع د سعد الجيوشي وزير النقل الأسبق والذي كان يرى أنه أجير عند المواطن ولذلك يجب أن تكون هناك شفافية مع وسائل الإعلام حتى يعلم المواطنون كل ما يدور في الوزارة لدرجة انه كان يسمح لوسائل الإعلام بحضور اجتماعاته المغلقة فليس لديه ما يخفيه أو يخاف منه ،  
 
عدم قيام المتحدث الرسمي بدوره أو غياب المعلومات يؤدي إلى اختلاقها وانتشار الشائعات وضياع كل الجهود التي تبذلها الدولة وبالتالي إشاعة اليأس والإحباط في المجتمع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق