حزب أنا مش معاهم.. " الوسط" الحائر بين المنشقين عن الإخوان وعاكف في قبره

الأحد، 15 أكتوبر 2017 11:00 م
حزب أنا مش معاهم.. " الوسط" الحائر بين المنشقين عن الإخوان وعاكف في قبره
مهدي عاكف
محمد الشرقاوي

"أنا مش معاهم ".. تتردد تلك الجملة على لسان قادة حزب الوسط، بين حين وآخر، إذ يعلن قيادات الحزب عن عدم وجود أي علاقة لهم بجماعة الإخوان الإرهابية، على الرغم أن أكثر قادته يحاكمون على ذمة قضايا عنف وإرهاب وإنتماء لجماعة محظورة وعلى رأسهم عصام سلطان، نائب رئيس الحزب، في قضية "فض اعتصام رابعة".

مؤخرًا ترددت تلك الكلمات على لسان رئيس الحزب أبو العلا ماضي، حينما أعلن عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن تنصل الحزب من جماعة الإخوان، مكذبًا تصريحات مرشد الجماعة المتوفي في 22 سبتمبر الماضي، حول الحزب.

مهدي عاكف قال في تسجيل أذاعته قنوات تابعة للجماعة الإرهابية بعد وفاته في سبتمبر الماضي: "أنا من أسست حزب الوسط مع أبو العلا ماضي ومجموعة من الشباب"، وأنه في عام 1995 كان مكلفًا بتأسيس الحزب وتم وضع برنامجه الحزبي، معتبرًا أنه من أفضل البرامج الحزبية.

يكمل ماضي: "قرأت للأخوين الكريمين، الدكتور إبراهيم الزعفراني، والكاتب الصحفي قطب العربي، في مقال له بموقع "الجزيرة مباشر" بتاريخ 27 سبتمبر 2017، وأن الزعفراني كان بالسجن في ذلك الوقت – وقت تأسيس الحزب - أي لم يكن موجودًا مما جعله لا يخوض في تفاصيل لم يكن طرفا فيها.

إبراهيم الزعفراني، انشق عن جماعة الإخوان في 2011، وقال على صفحته بفيس بوك: "إنه مع ازدياد شراسة النظام ضد الجماعة في عام 1995 بدأ قسم المهنيين في استحضار فكرة التقدم بطلب تأسيس حزب والذي بدأت فكرته وإعداد العديد من البرامج له فى عهد  المرشد الأسبق عمر التلمساني، في محاولة لفتح جبهة سياسية".

وتابع الزعفراني: "أعدوا برنامجًا جديدًا – توافقت تلك المعلومات مع تصريحات مهدي عاكف - وأسموه حزب الوسط وتقدموا به للجنة الأحزاب، بالفعل في وجود عاكف مشرفًا على القسم، وثار لغط كبير واختلاف حول موضوع الحزب، وحول دور عاكف في التشجيع عليه فى بادئ الأمر، ثم الرجوع عن ذلك نظرًا لحالة الغضب الشديد والمواقف المعارضة بشدة لهذا الإجراء خاصة من قبل "مأمون الهضيبي" وبمشاركة الفاعلين في مكتب الإرشاد".

ويضيف "معرفتي بشخصية عاكف تجعلني أميل إلى أن روحه الشبابية وتشبعه بمناخ الحرية الذى عاشه أكثر من عشر سنوات حين كان رئيسًا للمركز الإسلامي بميونخ بألمانيا، تجعل قناعته وميله أقرب لتأييد إنشاء حزب، لكنه في ذات الوقت لا يستطيع بنشأته المنضبطة شبه العسكرية خلال حياته الأولى فى الاخوان أن يواجه عدم رضا قيادات مكتب الإرشاد المؤثرة، ومعارضتهم بل وتحديهم لهذا العمل".

تابع أبو العلا ماضي:"الأستاذ قطب العربي لم يكن من المجموعة المسؤولة عن تجربة الحزب، وإن كان صحفيًا مهمًا في ذلك الوقت؛ فقام بتغطية الموضوع بشكل جيد كما ذكر هو  في مقاله، لكن بعض المعلومات التي وردت في مقاله كانت غير دقيقة".

قطب العربي، الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة، قال في مقال نشرته "الجزيرة مباشر"، بتاريخ 27 سبتمبر 2017، عن دور عاكف في تأسيس الحزب الناكر للإخوان: "إذا عدنا للوراء قليلًا فسنجد أن عاكف كان صاحب فكرة تأسيس حزب الوسط، وقد كان مكلفًا من مكتب الإرشاد بهذا الملف منتصف التسعينات نظرًا لأنه كان الأكثر إيمانًا من بينهم بضرورة وجود حزب سياسي للإخوان".

وتابع قطب: "شكل عاكف لجنة لصياغة مشروع برنامج الحزب من رفيق حبيب وأبو العلا ماضي والدكتور سليم العوا، ولكن المسارعة بتقديم برنامج الحزب للجنة الأحزاب قبل عرضه على مكتب الإرشاد، تسببت في الأزمة الشهيرة التي انتهت بخروج مجموعة الوسط من الجماعة، وبالمناسبة فقد كانت القضية التي حوكم فيها عاكف عام 1996، وحكمت عليه المحكمة فيها بالحبس 3 سنوات توصف بقضية الوسط، وكنت أول من أطلق تلك التسمية عبر تغطياتي الصحفية".

انتهى أبو العلا ماضي في منشوره: "خلاصة ردي على هذا الموضوع أن الأستاذ عاكف كان يعلم أن هناك حزبًا يجري الإعداد له، لكنه لم يعرف اسمه ولا برنامجه ولا من هو وكيل المؤسسين، كما أن مكتب الإرشاد لم يكن يعلم مطلقًا عن هذا الحزب شيء ولم يوافق على إنشاءه، وحين علم بذلك حاربه حتى آخر لحظة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق