للحفاظ على ما تبقى

آليات داعش لمواجهة خسائر الأرض والمقاتلين واستمرار البقاء

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 09:00 ص
 آليات داعش لمواجهة خسائر الأرض والمقاتلين واستمرار البقاء
داعش
محمد الشرقاوي

هزائم وانشقاقات وقتلى وتغيرات فكرية تهدد بقاء تنظيم داعش الإرهابي، ما دفع التنظيم لتبني استراتيجيات جديدة للحفاظ على ما تبقى، وتوسيع دائرة التحرك بين الدول وتجنيد خلايا تمكنه من البقاء، في ظل ضربات عسكرية هي الأقوى على مدار العام الحالي.

التنظيم الإرهابي، تبنى في بداية تأسيسه سياسات تنتهجها كافة التنظيمات الإرهابية "القاعدة" و"الإخوان"، ما بين استغلال الإسلام، واللعب على الوتر الطائفي، والإغراء المالي والزواج للشباب، في ظل ضغوط مجتمعية، كان يواجهها عناصره.

وفق مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، يعول تنظيم "داعش" في المرحلة الحالية على نمط معين من العناصر التي يمكن أن تنضم إليه، غالبًا ما سيختلف، بشكل أو بآخر، عن النوعية التي تمكن من استقطابها عند بداية تأسيسه وسيطرته على مناطق واسعة داخل العراق وسوريا.

وحدد المركز البحثي عدة آليات يستخدمها التنظيم خلال الفترة المقبلة، أولها "استقطاب الراغبين في الانتقام"، خاصة أن تلك العناصر ستنضم لكل ما يحقق لها هدفها، كذلك "استغلال المتخوفين من التطهير الطائفي"، وذلك في ظل الإجراءات التي قد تتخذها بعض الميليشيات التي تدعي أنها تشارك في الحرب ضد التنظيم، رغم أنها كانت سببًا رئيسيًا في تصاعد نشاطه واتساع نطاق نفوذه في الفترة الماضية.

وأضاف المركز أنه من الممكن "تجنيد الباحثين عن عائد اقتصادي"، وذلك يدفع الكثير من ضعاف النفوس إلى الانضمام إلى صفوف التنظيم حيث سيتم توفير مبالغ مالية يراها البعض طائلة من أجل تحقيق أهدافه.

وأوضح المركز أن فروع التنظيم ستكون أكثر اتساعًا مقارنة بالتنظيم الرئيسي، نظرًا لتعددها وانتشارها الجغرافي، وممن الممكن أن تلجأ لتجنيد "الكوادر القاعدية" –قادة سابقين بالقاعدة-  وذلك لأن لديها خبرة في تنفيذ العمليات الإرهابية.

ويفسر ذلك أسباب تركيز "داعش" على التمدد في مناطق نفوذ فروع "القاعدة"، مثل حركة "شباب المجاهدين" في الصومال، وتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في منطقة الساحل والصحراء، وحركة "بوكو حرام" في نيجيريا، حيث مثلت عناصر تلك المجموعات المكون الرئيسي لفروع "داعش" في هذه المناطق.

من ضمن الآليات التي قد تلجأ لها داعش، تجنيد "الكتلة السائلة"، وهي الكتلة التي تضم العناصر المتطرفة التي تعمل بشكل فردي، والتي ربما يكون لديها الأرضية الفكرية التي تؤهلها للانخراط في صفوف التنظيم. وتتواجد هذه العناصر في المناطق التي يتصاعد فيها نشاط التنظيم، بشكل يمكن أن يدفعه إلى التركيز على الوسائل الدعوية التقليدية مثل الدعوة الفردية في عمليات تجنيدهم، بدلاً من الاعتماد على الآليات الأخرى مثل مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تكون أكثر تأثيرًا في عمليات تجنيد الإرهابيين الأجانب.

كذلك تجنيد العناصر الإجرامية، بحسب المركز قد تعتمد فروع داعش على العناصر المنخرطة في أنشطة إجرامية، خاصة أن ذلك يمكن أن يساعدها في توسيع مصادر تمويلها، من خلال عمليات الخطف والتهريب والتي توفر لها موارد مالية كبيرة تستطيع من خلالها تمويل أنشطتها الإرهابية الأخرى.

إضافة إلى تجنيد "المرتزقة"، وسوف تعول تلك التنظيمات على هذا النوع من المقاتلين في عمليات التجنيد خلال الفترة القادمة؛ لتعويض التراجع الملحوظ في عدد العناصر الإرهابية التي انضمت إليها في المرحلة الماضية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق