كركوك تفتح باب الحرب الأهلية في كردستان.. تصعيدسياسي ومخاوف من تكرار سيناريو حرب التسعينات

الخميس، 19 أكتوبر 2017 06:30 م
كركوك تفتح باب الحرب الأهلية في كردستان.. تصعيدسياسي ومخاوف من تكرار سيناريو حرب التسعينات
كركوك
محمد الشرقاوي

 

جاء التقدم السريع للقوات العراقية في مدينة "كركوك، في ظل خلافات سياسية عميقة بين الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK)، والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)؛ وذلك بعد معارضة الاتحاد الوطني لانعقاد الاستفتاء في هذا الوقت، وخشيتهم من سيطرة مسعود بارزاني على السلطة في حال نجح الاستفتاء.

الأمر الذي أزال الستار عن ضعف الجبهة الداخلية الكردستانية، حيث اتضح وجود خلافات لم تظهر إلا في لحظة المواجهة الحاسمة، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث صراعات داخل الإقليم، وربما اقتتال بين أجنحة الحزبين الرئيسيين، وفق مركز المستقبل للدراسات المتقدمة.

قال المركز إن الخلاف قد يُعيد سيناريو الحرب الأهلية في كردستان العراق التي وقعت في منتصف التسعينيات، وذهب ضحيتها ما يتراوح بين 3 آلاف إلى 5 آلاف شخص، بالإضافة إلى تهجير ما يقرب من 100 ألف شخص.

التصريحات الأخيرة بين قادة الحزبيين كشفت عن تفاقم الخلافات، حيث في حرب مفتوحة إثر تقدم القوات العراقية في مواجهة مقاتلي البشمركة في كركوك، واتهم مسؤولون في الاتحاد الوطني الكردستاني، رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني بـ"سرقة" النفط من أجل تعزيز نفوذه، واتهم برزاني بالخيانة وترك المواقع للقوات العراقية.

العداء بين الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه برزاني والاتحاد الوطني الكردستاني الذي أسسه الرئيس الراحل جلال طالباني، قديم، حتى انهما خاضا مواجهات مسلحة في التسعينات من القرن الماضي، وفق مراقبون، فإن الخلاف زاد حده بسبب الاستفتاء على الاستقلال عن بغداد في 25 سبتمبر.

موجة تصريحات بين الفرقاء، تقول النائبة من الاتحاد الوطني الكردستاني في مجلس النواب العراقي أن طالباني فرض الاستفتاء بالقوة، وأنه رفض الاستماع إلى حلفائه الذين اقترحوا إرجاء الاستفتاء إلى حين إجراء مفاوضات مع بغداد بإشراف الأمم المتحدة، كما رفض اقتراحات الوساطة التي عرضها الرئيس العراقي الكردي فؤاد معصوم.

واتهم الاتحاد الوطني الكردستاني برزاني بسرقة النفط العراقي، قال لاهور شيخ جنكي، المسؤول العام للجهاز الكردي لمكافحة الإرهاب في منطقة السليمانية، معقل الاتحاد الوطني الكردستاني: فيما كنا نقوم بحماية الشعب الكردي، كان مسعود البارزاني يسرق النفط ويعزز نفوذه، مضيفًا: "اعتبارًا من الآن، لن نضحي بأبنائنا من أجل عرش مسعود برزاني".

انتخب برزاني، رئيسًا للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي أسسه والده الملا مصطفى برزاني، رئيسًا لإقليم كردستان عام 2009، ومدد البرلمان ولايته التي كانت من أربع سنوات، سنتين عام 2013.

وفق مواقع عراقية، يشعر قادة الاتحاد الوطني الكردستاني أن برزاني كان يتخذ القرارات بمفرده، وخصوصًا بسبب مرض خصمه جلال طالباني الذي توفي مطلع أكتوبر.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك:"بعض قادتنا تعاونوا في إعادة انتشار القوات الحكومية في كركوك، وسهلوا دخول القوات من دون مواجهات".

وأضاف: "لقد اعلن العبادي عشية الاستفتاء أنه سيصدر الأمر بالدخول إلى كركوك وسيقيل مجلس المحافظة وسيطبق القانون، لكن القادة الأكراد تجاهلوا هذه الدعوات.

وأعلن مسؤول كردي كبير يخوض معارك على الجبهة الجنوبية أن قوات البشمركة انسحبت من بعض المواقع "بعدما قتل نحو عشرة من البشمركة وأصيب عشرات آخرين"، وقال: "كنا نقول منذ أيام أن تجهيزاتنا لن تكون كافية للمعركة، ولكن لم يستمع إلينا".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق