"الكتاب أولاً".. إقبال جماهيري في معرض الخرطوم رغم رفع الحصار (صور)

في الوقت الذي شهد فيه معرض الخرطوم الدولي للكتاب، في دروته الـ13، حالة من التهاني والمباركات بين الناشرين العرب والسودانين، بعد قرار العقوبات الاقتصادية عن السودان، عبر عدد منهم عن تخوفاتهم من تأثير هذا الإيجابي بشكل سلبي على جمهور المعرض الذي قدم مفاجأة للناشرين منذ الأيام الأولى للمعرض، الذي تحل عليه مصر، كأول ضيف شرف.

 

 

ففي البداية قال الناشر المصري رضا، صاحب دار رؤية للنشر، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أنه على الرغم من رفع الحصار الاقتصادي عن الشعب السوداني الشقيق، وانخفاض القيمة الشرائية للجنيه السوداني، خاصة وأن الدولار الأمريكي يتخطى الـ20 جنيها، إلا أن الجمهور مازال يقبل على المعرض ليرفع شعار الكتاب أولاً.

 

 

وأشار رضا عوض، إلى أن جمهور معرض الخرطوم الدولي للكتاب، هو جمهور قارئ من الدرجة الأولى، يقبل على المعرض من أجل شراء الكتب فقط، ويقدر قيمة الكتاب المطبوع، في وقت تتعرض فيه صناعة النشر لتحديات كثيرة.

 

 

وفي نفس السياق، قال الناشر أحمد سعيد، صاحب منشورات الربيع العربي، إن جمهور معرض الخرطول الدولي للكتاب، جمهور خاص، والمعروف عنه إنه عاشق وقارئ لكتب التراث والفقه، إلا أن الواقع له رأي أكثر إيضاحا من ذلك، فالجمهور الذي يقبل على كتب التراث هو نفسه الذي يقرأ الأدب بكافة فنونه المختلفة، وليس أدل من ذلك، هذا الإقبال على دور النشر المصرية، التي تحظى بشهرة كبيرة هنا، مثل مدبولي، ويقبل القارئ السوداني على إصداراتها.

 

 

وأشار سمير علي الشاهد، المدير المسئول عن دار الطلائع، إلى أنه يحرص على المشاركة في معرض الخرطوم الدولي للكتاب، منذ 8 سنوات، ودائمًا ما يدهشه جمهور المعرض من حرصه على المعرفة.

 

 

وأوضح سمير الشاهد، أن جمهور معرض الخرطوم الدولي للكتاب، محب لكتب التراث والتنمية البشرية واللغات الأجنبية المتعددة، لافتاً إلى أن مصر في كل معرض تقوم بشحن 18 كونتر محملاً بإصدارات الناشرين المصريين إلى معرض الخرطوم، وهو رقم لا يحدث مع مصر إلا في هذا المعرض.

 

 

وأشار المدير المسئول عن دار الطلائع للنشر، إلى أن السبب في هذا يرجع إلى أن المكتبات السودانية، تقوم بحجز "طلبيات" قبيل معرض الخرطوم الدولي للكتاب بأيام، بالاتفاق مع الناشرين المصريين، نظراً لإعفاء هذه الشحنة "الكونتر" من الجمارك بين مصر والسودان.

 

 

وفي نفس السياق، أشار سمير الشاهد، إلى أن القارئ السوداني، لا يبخل على الإطلاق في شراء الكتب التي قد تدفعه كثيرًا إلى العودة لمنزله البعيد عن المعرض سيراً على الأقدام مقابل شراء كتاب.

 

 

ومع هذا الإقبال الكبير الذي يشهده معرض الخرطوم الدولي للكتاب، بعد رفع الحصار الاقتصادي، رأى سمير الشاهد، أن هذه الدورة ربما لا تتأثر كثيرًا بانخفاض القوة الشرائية للجنيه السوداني، بعدما أصبح الدولار الأمريكي يعادل ما يزيد عن الـ20 جنيها سودانياً، لافتاً إلى أن الناشرين سوف يتراقبون ذلك ابتداءً من الدورة المقبلة.