وزير الثقافة السوداني: "هاجي مصر بدعوة أو من غير".. ولا توجد خلافات بيننا

الجمعة، 20 أكتوبر 2017 09:02 م
وزير الثقافة السوداني: "هاجي مصر بدعوة أو من غير".. ولا توجد خلافات بيننا
وزير الثقافه السودانى الطيب حسن بدوى
رسالة الخرطوم- بلال رمضان

قال وزير الثقافة السوداني الطيب حسن بدوي، إن السبب الأساسي في اختيار مصر كأول ضيف شرف في معرض الخرطوم الدولي للكتاب، يتعلق بشق موضوعي، يتعلق بالتاريخ والجغرافيا والعلاقات المشتركة، وكذلك فهو أيضًا سبب سياسي، بأن يكون عام 2017 عام للتبادل الثقافي بين مصر والسودان، وفي الحقيقة فنحن سعداء جدًا بأن تكون مصر هي الضيف الأول، فهي الأول دائمًا وستظل ولهذا كان من البديهي جدًا أن يتم اختيار مصر.
 
جاء ذلك خلال حوار صحفي عقده وزير الثقافة السوداني مع الوفد الصحفي المصري المرافق لوزارة الثقافة المصرية، خلال استضافة مصر في معرض الخرطوم الدولي للكتاب: إننا نعمل الآن على طرح الدول المقترحة لكي لاختيار الدولة التي ستحل ضيف شرف الدورة المقبلة، وذلك وفق مجموعة من المعايير التي تؤكد في البداية على أنها سوف تكون عربية.
 
وعلق الطيب حسن بدوي، على سؤال وجه إليه حول ما بزر في الفترة الماضية بين خلاف سياسي ثقافي، يتعلق في أحد جوانبه بالآثار، قائلا إن الفريق أول ركن بكري حسين صالح، النائب الأول لرئيس جمهورية السودان، عبر عن هذا الخلاف بأننا أسرة واحدة، وأنه من الطبيعي جدًا أن تظهر اختلافات وتباينات، ولكن هذه الخلافات تظل دخل جدران بيت الأسرة الواحدة، والتي من المؤكد أنها لا تفرقها، ولهذا فإن هذا الخلاف ينظر إليه من هذه الزواية، كما قال أنه لا مكان لمصر إلا وللسودان مكان فيه، ولا مكان للسوادن إلا ولمصر مكان فيه، فمصر لن تتحرك من مكانها، وكذلك السودان، وفي هذا الإطار فإن أي خلاف مهما كانت طبيعته، سياسية أو ثقافية، أو غير ذلك، فهو خلاف طبيعي داخل الأسرة الواحدة.
 
وقال وزير الثقافة السوداني، إن الحضارة السودانية، هي حضارة ضاربة في الجذور منذ 7 آلاف عام، فالظرف التاريخي للسودان مر بظروف متعمدة بهدف التشويه من أجل عداء وإضعاف السودان طمعًا في موارد السودان، وهذا العداء بخاصة من الدول الغربية، وهذه القضايا ساهمت بطريقة أو بأخرى بإظهار السودان، بالشكل الذي لا يليق، وخاصة أنه فرض على السودان حصار لأكثر من 20 عاما.
 
وأكد الطيب حسن بدوي، أنه لا يرى أية خلاف بين مصر والسودان، وأن خير دليل على ذلك، هو وجود وزير الثقافة المصري، في السوادن، خلال معرض الخرطوم الدولي للكتاب، وكذلك وجود وزير الثقافة السوداني في معرض القاهرة الدولي للكتاب السابق، مؤكدًا أنه خلال اللقاء التي جمعت بينه وبين حلمي النمنم، لم يتم النقاش على الإطلاق في أية خلاف، وهو ما يؤكد على أنه لا يوجد خلاف بين البلدين، واصفا هذه الخلافات بأنها "متوهمة"، مؤكدًا على أن الإرداة السياسية بين مصر والسودان، تهزم هذه المحاولات الفاشلة.
 
وحول القضايا التي تم طرحها بينه وبين حلمي النمنم، قال وزير الثقافة السوداني إن أهم القضايا تمثلت في التعميق والتعزيز وتحريك التبادل الثقافي بشكل أكبر حتى نستطيع أن نواجه من خلاله التحديات، والاستفادة من الظروف الجديدة التي بزرت للبلدين مصر والسودان، خاصة الاستفادة من دعم الإرادة السياسية لوزارة الثقافة، وهو برأيي حدث نادر حظيت به الثقافة بدعم من القيادة السياسية وجعلت عام  2017 عاماً للثقافة المشتركة بين البلدين.
 
كما أشار الطيب حسن بدوي، إلى أنه ناقش مع حلمي النمنم، خلال افتتاح معرض الخرطوم الدولي للكتاب، الاستفادة من طاقة الشباب في ظل قضايا الإرهاب والتطرف، وخاصة أنها كادت أن تزيل بعض الدول.
 
وحول تأثير رفع الحصار الاقتصادي وتأثيره على انخفاض القوة الشرائية للجنيه السوداني، وصناعة النشر والثقافة بشكل عام، قال وزير الثقافة السوداني: لا شك أن هذا الحصار أدى أمور سلبية كبيرة، منها تجشيع الفئات على التمرد وحمل السلاح ضد الحكومة، وما شاهدناه خلال فترته، من إحداث خلل، وبالتأكيد تأثرت صناعة الكتاب والنشر بشكل كبير، ولهذا فبعد انتهاء معرض الخرطوم الدولي للكتاب، سوف نعقد اجتماعات موسعة مع الناشرين السودانين، لحل المشكلات والعقبات التي تواجههم.
 
وأضاف وزير الثقافة السوداني: ولكن ما نود قوله في هذا السياق، إن رفع الحصار عن السوادن، لا يعني أن الأزمة انتهت بهذه السهولة، فهذا الحصار استمر لعشرين عاما، ما يعني أننا بحاجة إلى إعادة ترتيب البيت، لينعكس بالصورة الإيجابية.
 
وحول دور الثقافة خلال الفترة المقبلة بعد رفع الحصار، أكد الطيب صالح بدوي، على أن دورها كبير جدًا، ويتمثل في التأكيد على أن السودان بلد سني وسطي لا يدعم الإرهاب، بل ونحارب الإرهاب، وأننا المستفيد الأول من الاستقرار، وأن نماذج السودان في مكافحة الإرهاب عديدة، منها إدارة الحوار مع الشباب الذي يتم استقطابه للإرهاب وتحويلهم إلى شباب صالح في المكتب.
 
وحول منع أو مصادرة الكتب في معرض الخرطوم الدولي للكتاب، قال وزير الثقافة السوداني: إننا نتعامل مع هذا الأمر، من خلال أحد المعايير التي وضعها اتحاد الناشرين العرب، والتي اتخذناها معيارا أساسيًا لنا، وهو قيام الناشرين بالإبلاغ عن قوائم الكتب قبل المشاركة في المعرض، فمن البديهي أن لكل مجتمع قيم وسلوك يتمسك به، ويحرص على ألا يتم المساس بها، ولهذا فنحن نحرص على الالتزام بالمعايير التي وضعها اتحاد الناشرين العرب، ما يعني أنه لا وجود للأزمة لدينا.
 
وعلق الطيب صالح بدوي، على سؤال وجه إليه حول رؤية البعض للسودان بأنها بلد طارد للمبدعين والكتاب، قائلا: هذا الرأي مناقض، فمن الممكن القول بأن الخرطوم تقرأ والبيئة طاردة، ولكن كيف هذا، ولدينا كم كبير من الناشرين يشاركون في معرض الخرطوم الدولي للكتاب من أجل تسويق إصداراتهم وبيعها، ولكننا نفهم أن هناك بعض الظروف المختلفة التي يمكن أن تجري في السودان مثلما جرت في عدد من الدول، فالسودان مر بظروف صعبة جدًا منذ 1956، وهو يتعرض لاستهداف غربي بشكل كبير، واستهداف من محيطه في بعض الأوقات، وهو بالتأكيد أثر بشكل كبير على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وأسهم في انفصال الجنوب، وهذه كلها مؤامرات استطاع السودان أن يصمد أمامها.
 
وأضاف وزير الثقافة السوداني: ورغم كل هذه المؤامرات التي واجهها السودان، والصورة التي يتم تصدريها عنه بأنه بيئة طاردة للمبدعين والكتاب، يمكن النظر إليها من زواية أخرى، وهي أن السودان أخرج كفاءات عديدة متنوعة متواجدة في أنحاء العالم.
 
40ec1464-df5a-4bae-a578-a212b6b99d1f
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق