الحملة القومية لتطهير القاهرة من التحرش

السبت، 21 أكتوبر 2017 01:33 م
الحملة القومية لتطهير القاهرة من التحرش
عادل السنهورى يكتب:

نرفض أن يسيئ أحد الى سمعة القاهرة وتشويه تاريخها واختزاله فقط فى ظواهر اجتماعية وأخلاقية شاذة وغريبة عن " ابنة المعز" صاحبة الألف مئذنة وقاهرة الخديوى اسماعيل وقاهرة الأزهر . وفى الوقت نفسه نطالب قاهرتنا الحبيبة الساهرة الساحرة، فى شخص مسئوليها ، أن تحافظ على سمعتها كعاصمة تاريخية لمصر. وعلى رونقها وبهاءها وجمالها منذ بدايات القرن العشرين وحتى بدايات السبعينات

استطلاع الرأى الدولى  الذى نشرته مؤسسة طومسون رويترز  دولي لآراء خبراء" حول حظوظ النساء في المدن التي يزيد عدد سكانها على 10 مليون نسمة، وشمل البحث 19 دولة سألوا الخبراء عن "مدى حماية النساء من العنف الجنسي، وعن العادات الثقافية المؤذية، ومدى وصولهن إلى مستوى جيد من العناية الصحية والتعليم والدخل".

وجاءت النتيجة الصادمة  المؤذية والتى آثارت الجدل والخوف أيضا على عاصمتنا بأن القاهرة هى أخطر مدينة على النساء وتلتها كراتشى فى باكستان وكينشاسا فى الكونغو الديمقراطية ونيودلهى الهندية.

هل هذه النتيجة معقولة ومنطقية..؟

الغيورون والعاشقون للقاهرة- وأنا واحد منهم- يرفضون هذا التصنيف، فكيف تشكل القاهرة خطرا على النساء وهى عاصمة التاريخ والتراث والمدينة الآمنة التى لا تنام فى حين أن هناك مدن أكثر نظاما ونظافة وتقدما يمنع السير والسهر فيها بعد السادسة مساءا..هل هى مؤامرة على قاهرة المعز لتلويث السمعة وتشويه التاريخ

هل يمكن لمدينة عدد سكانها حوالى 10 مليون نسمة أن يحكم عليها بسبب تصرفات فردية من صبية أو شباب طائش تربية " عبده موته" و" الألمانى" واديك فى الأرض تحفر"  لا يتجاوز نسبة ضئيلة جدا بأنها مدينة خطر على النساء..! ما هى المعايير للحكم عليها وقتلها معنويا.

دعونا نعترف بأن ظاهرة التحرش بدت فى الظهور والانتشار  وبدت مزعجة للغاية رغم الجهود المبذولة للحد منها سواء من وزارة الداخلية أو جمعيات المجتمع المدنى وحققت نتائج ايجابية وآخرها فى عيد الأضحى الأخير  مع تقلص الظاهرة.

لكن بالتأكيد القاهرة ليست فقط هذه الظاهرة الغريبة ولكنها أيضا ملاذ للسياح العرب والأجانب لزيارتها معالمها التاريخية والتراثية و نهرها الخالد وشعبها الكريم المضياف، فليس معنى الشكاوى الفردية أن العاصمة تحولت الى بؤر تحرشية خطيرة.

مثل هذه التقارير يجب الرد عليها سريعا ولا يمكن أن تتوقف الحياه فى القاهرة على رأى 15 أو 20 أو حتى مائة خبير أو هكذا يدعون لتشويه واحدة من أجمل عواصم العالم رغم كل ما فيها.

هناك تقصير لامداد المؤسسات العالمية المعنية بالمعلومات عن الجهود المبذولة من وحدات حماية المرآة من التحرش فى الشارع والقوانين التى صدرت ضد ختان البنات والعقوبات المفروضة على المتحرشين والمكاسب التى حققتها المرآة فى مصر  وتخصيص عام لها بأوامر رئاسية. ومشروع القانون الذى يناقشه البرلمان حاليا لحماية المرأة من العنف كجزء من استراتيجية مصر 2030. علاوة على مبادرات المجتمع المدني لحماية النساء في التجمعات الكبيرة. من بين هذه المبادرات "بصمة"، و"خريطة التحرش" و "شفت تحرش".

كل ذلك جميل ورائع لكن مازلنا فى حاجة الى مزيد من الجهود لتطهير العاصمة من ظواهر التحرش والتسول والعشوائية والبلطجة حتى تعود لنا القاهرة مثلما كانت فى الماضى .. باريس الشرق

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق