للأجيال الجديدة.. إغراق المدمرة إيلات "مش فيلم الطريق إلى إيلات"

الأحد، 22 أكتوبر 2017 12:10 ص
للأجيال الجديدة.. إغراق المدمرة إيلات "مش فيلم الطريق إلى إيلات"
المدمرة إيلات
محمد أبو ليلة

في عصر يوم 21 أكتوبر من عام 1967، وبينما كانت الأجواء هادئة في البحر المتوسط بالقرب من ميناء بورسعيد، ولم يكن قد مر على نكسة يونيو سوى أربعة أشهر، حاولت إسرائيل بعجرفتها الزائدة أن تحقق نصرا معنويا لقواتها، حينما أرسلت المدمرة "إيلات" إلى المياه المصرية الإقليمية بالقرب من بورسعيد بهدف استعراض القوة.
 
_00010_16002alsh3er
 
 
هذه المرة أصدرت القيادة المصرية أمرها بتدمير المدمرة الإسرائيلية خصوصاً أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تدخل فيها المياه الإقليمية المصرية بعد نكسة يونيو، فقد سبق ودخلت مياهنا الإقليمية في يوليو سنة 1967، حينما رصد رادار قاعدة بورسعيد البحرية وقتها هدف متحرك على بعد 18 ميل بحري من نجمة بورسعيد.
 
وقتها أصدر قائد القاعدة العقيد أركان حرب سميح إبراهيم، أمر بتحرك سربي لنشات الطوربيد بقيادة النقيب عوني عازر، والنقيب ممدوح شمس من أجل تدمير المدمرة إيلات.
 
كانت مدفعية المدمرة إيلات عيار 40 ملم أكثر تأثيراً من مدفعية اللنشات المصرية عيار 25 ملم، وانهالت طلقات المدافع على لنش القيادة وقتل 5 من طاقم اللنش، فأمر النقيب عوني مساعده الملازم أول رجائي حتاته بإخلاء اللنش من الأفراد الذين مازالوا على قيد الحياة، وقرر القيام بعملية انتحارية وهي التحرك بأقصى سرعة صوب المدمرة الإسرائيلية للاصطدام بها في المنتصف.
 
وأدرك قائد المدمرة خطة النقيب عوني وأمر بتركيز طلقات مدافع المدمرة نحو لنش القيادة وبالفعل تم تفجير اللنش، على مسافة 30 مترًا من المدمرة واستشهد النقيب  عونى عازر ومساعده ملازم رجائي حتاتة ، كما استشهد طاقم اللنش بالكامل، بينما أصيب ثمانية من طاقم المدمرة إيلات من جراء تبادل النيران مع أطقم الدورية المصرية البحرية إضافةٍ إلى تدمير موتور رادار المدمرة وإصابات مباشرة للجانب الأيمن للسفينة.
 
Assiut_boat
 
إغراق المدمرة
لكن المدمرة عاودت في 21 أكتوبر اختراقها للمياه الأقليمة المصرية، مما جعل القيادة العامة للقوات المسلحة تُصدر توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة ايلات وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بور سعيد لنشين من صواريخ "كومر" السوفيتية- الذي كان مُجهز بصاروخين سطح سطح من طراز ستيكس والذي تزن رأسه المدمرة واحد طن وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف.
 
وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها كما أعدت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي، بمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة. 
 
هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل عل جانبها ، فلاحقها بالصاروخ الثاني فتم إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" على مسافة تبعد 11 ميل بحري شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها الذي يتكون من نحو مائه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحلة تدريبية. 
 
وغرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالي ميل بحري وعاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذي تم بسرعة وكفاءة. 
 
وطلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة، وقتها استجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل في عملية الإنقاذ التي تمت على ضوء المشاعل التي تلقيها الطائرات، ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم.
 
واتخذ هذا اليوم عيدا للقوات البحرية المصرية حيث استطاعت القوات البحرية أن تثأر لزملائها في باقي وحدات الجيش الذين غُدر بهم في حرب الأيام الستة يوم 5 يونيو.
 
s1020106124317

الطريق إلى إيلات
لكن ما حدث من إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بفيلم الطريق إلى إيلات الذي أخرجته إنعام محمد علي سنة 1993فالفيلم كان يحكي بطولة أخرى من بطولات القوات البحرية حينما سرد العمليات التي نفذتها مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية المصري.
 
عندما هاجموا ميناء إيلات الحربي الإسرائيلي وتمكنوا من تدمير سفنتين حربيتين هما بيت شيفع وبات يم والرصيف الحربي – وكانت  السفينتان كانتا تهاجمان المواقع المصرية في البحر الأحمر بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على سيناء- ، ثم عودة هؤلاء الضفادع سالمين بعد إتمام مهمتهم بنجاح، ولكن هذه العملية الفدائية كانت في شهر نوفمبر من عام 1969، وليس لها علاقة بإغراق المدمرة إيلات.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق