ضوابط الملابس في المسيحية.. دلالة التقاء الأديان

السبت، 21 أكتوبر 2017 10:31 م
ضوابط الملابس في المسيحية.. دلالة التقاء الأديان
د. هدى درويش

الحجاب هو أحد الثوابت في جميع الأديان والعقائد، غير أنه مع ظهور الاتجاهات العلمانية والغربية والتغيرات الثقافية والدعوات الجديدة إلى التحديث والتغيير لمواكبة العصر ومسايرة التطور أدى ذلك إلى إهمال الأصول التى تقوم عليها القيم والمبادئ الدينية بل ومهاجمتها والحجاب مثال على ذلك.

إذن فالحجاب علمياً وشرعياً يدخل في دائرة الثوابت المتفق عليها في جميع الشرائع و الأديان سواء الوضعية القديمة أو الرسالات السماوية، ويكفي الحجاب بآدابه وسلوكياته وقيمه أنه أمر حثت عليه كافة الأديان.

وتأكيدًا على توافق الأديان في قوانين احتشام المرأة واحترامها وتوقيرها في كل المجتمعات وانطلاقا من القرار الصائب بشأن ضوابط ملابس النساء المسيحيات الذى أعلنه الاسقف الانبا يؤانس للأقباط الأرثوذكس وما لاقاه من ردود فعل إيجابية في اجتماع كتدرائية الملاك ميخائيل أبين أنني كنت منذ ما يقارب العشر سنوات أفردت كتابًا حول الحجاب بين الأديان والعلمانية والحداثة أوضحت فيه ان المسيحية ديانة أخلاق، فمنذ العصور الأولى وهى تؤكد على الربط بين العفة واللباس باعتبار ان العفة ليست معنى مجردًا ساكنًا في القلب بل تتجلى مظاهرها في السلوك والملبس، ومن أشهر النصوص التي توضح النموذج الخُلقى لهيئة المرأة المسيحية التقية في الأسفار المقدسة ما جاء في تيموثاوس: " أريد أن تظهر النساء بمظهر لائق محشوم اللباس, متزينات بالحياء والرزانة , غير متحليات بالجدائل والذهب واللآلئ والحلل الغالية الثمن , بل بما يليق بنساء يعترفن علناً بأنهن يعشن في تقوى الله , بالأعمال الصالحة! " تيموثاوس: 2/ 9 - 10.

ومن الجدير بالذكر ان المسيحية تحرم إجراء المكياج لتعديل الخلقة أو العمليات الجراحية لتغيير الخلقة فجاء : "لا تزوقي وجهك الذي خلقه الله. فليس فيه شيء ينقص زينة، لأن كل ما خلقه الله فهو حسن جدًا، ولا يحتاج إلى زينة. وما زيد على الحسن فإنّه يُغير نعمة الخالق" الدسقولية ص 27.

وعلى الرغم من مظاهر الحداثة والتطور والتغييرات التي تحدث في المجتمعات من جراء غلاة العلمانيين ومؤيدى العولمة فلا يزال الحفاظ على الشكل والمظهر الخارجي للمرأة يتصدر المبادئ الأخلاقية التي تسير عليها المجتمعات ولا نجد فرقًا بين اليهودية والمسيحية والإسلام حتى ان اليهودية في أصولها تعد أكثر تشددًا وحرصا على ملابس المرأة ومبادئ احتشامها وسلوكياتها بوجه عام .

فما جاء في قرار أسقف ابراشية أسيوط ومواجهته للتجاوزات التي تحدث بسبب انتشار الملابس الخارجة عن الحشمة والاحترام للمرأة انما هو تطبيق لما جاء في النصوص الانجيلية التي تقضى بأن تغطية رأس المرأة المسيحية هو دليل مجدها وشرفها وأن قناعها هو علامة عفتها .

وفى الوقت نفسه هو سرور للملائكة التي تحضر الصلاة وهى مغطاة.

فإلى كل من يعادي الحجاب والحشمة ، إلى كل من يعتبر الحجاب رمزا إسلاميا خالصا ، نقول ..  لقد حثت كافة الأديان عليه، وبهذا تنكرون أصلا أصيلا في الأديان.

 

تعليقات (1)
معلومات قيمة
بواسطة: Dr Qamar
بتاريخ: الإثنين، 23 أكتوبر 2017 10:23 ص

رائعة ماشاءالله اللهم زد فزد وبارك في علمكم

اضف تعليق