صحيفة بريطانية: كينيا غارقة في أزمة سياسية عميقة بعد إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية

أكدت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، الصادرة اليوم الاثنين أن كينيا غرقت في أزمة سياسية عميقة منذ أن ألغت المحكمة العليا هناك نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 8 أغسطس الماضي وفاز فيها الرئيس أوهورو كينياتا، وذلك بعد الكشف عن بعض التجاوزات.

وأشارت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، إلى انسحاب مرشح المعارضة أودينجا، في وقت سابق من الشهر الجاري، من الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر إعادتها يوم الخميس المقبل، بزعم أن المفوضية العليا للانتخابات لم تقم بإصلاحات كافية لضمان إجراء انتخابات نزيهة.

وأضافت أن ذلك أدى إلى اندلاع الاحتجاجات في مدن المعارضة بالبلاد، فضلا عن استقالة مسئولة بارزة بالمفوضية وهروبها إلى الولايات المتحدة بالأسبوع الماضي بحجة تلقيها تهديدات بالقتل وتحذيرات من إجراء انتخابات الخميس المقبل بشكل يحيد عن العدل والحرية.

واستكمالا لتدهور الأوضاع السياسية في كينيا، أشارت الصحيفة إلى مقتل أكثر من 35 شخصا إثر اشتباكات اندلعت في أعقاب إعلان فوز كينياتا في أغسطس الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين ودبلوماسيين قولهم إن مفوضية الانتخابات نفذت معظم التغييرات التقنية التي طالبها أودينجا في أعقاب قرار المحكمة العليا، ولكنهم حذروا من أن تصاعد التوترات السياسية في البلاد والمشاجرات داخل المفوضية من شأنها أن تهدد بإلغاء تصويت الخميس أو تعطيله.

وفي هذا، قالت الصحيفة إن كلا المخرجين من شأنهما أن يهددا بمزيد من الشلل السياسي والاقتصادي في البلد المتصدر اقتصادات شرق أفريقيا.

بدوره قال دبلوماسي غربي، إن مفوضية الانتخابات على استعداد لإجراء انتخابات الخميس المقبل، إلا أن البلد نفسها غير مستعدة لذلك سياسيا.

وتابعت الصحيفة البريطانية، إن أيا من كينياتا أو أودينجا غير مستعد فيما يبدو لإجراء تسوية حتى مع تعميق وتصاعد الأزمة، فقد رفض الرئيس قرار منافسه بالانسحاب من السباق الرئاسي ووصف الأمر بأنه حيلة من رجل يدرك جيدا أنه لا يستطيع الفوز.

من جانبه، قال أودينجا إنه على استعداد لإعادة النظر في قراره فقط في حال تلبية معظم طلباته بإصلاح مفوضية الانتخابات، بينما تعهدت صفوف المعارضة بتنظيم ما اسمته بـ "أم الاحتجاجات" في يوم الاقتراع، فضلا عن قيام مؤيدي أودينجا الأسبوع الماضي بمهاجمة دورات تدريبية تديرها لجنة موظفي عملية الاقتراع.