العلاقات المصرية الفرنسية.. من عبد الناصر إلى السيسي

الإثنين، 23 أكتوبر 2017 06:10 م
العلاقات المصرية الفرنسية.. من عبد الناصر إلى السيسي
السيسي
محمود علي

تشهد العلاقات الفرنسية المصرية تطورًا ملحوظًا في السنوات القليلة الماضية، حيث تحسنت كثيرًا في عهد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند إلى أن وصلت إلى ذروتها في عهد الرئيس ايمانيول ماكرون، الذي من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في باريس غدًا الثلاثاء لمناقشة تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي المشترك، فضلا عن بحث تعزيز العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.

ويستعرض صوت الأمة في هذا التقرير مراحل العلاقات المصرية  الفرنسية منذ تولي الرئيس عبد الناصر حتى ثورة يناير ومن ثم يونيو والتي كانت شاهده على تحول مستوى العلاقات إلى مرحلة أكثر تعاونًا وتنسيقًا.

وتشهد العلاقات المصرية- الفرنسية منذ تولي الرئيس عبد الناصر حتى ثورة الـ25 من يناير تعاون مثمر، فبحسب الهيئة العامة للاستعلامات تميزت السياسةُ الخارجية الفرنسية، منذ فترة حكم الجنرال ديجول، مرورًا بمن خلفوه، بالتعاون الاقتصادي، والتجاري، والتقني على المستوى الثنائي، وبالفهم الواعي للتطورات الإقليمية والدولية .


العلاقات بعد ثورة يناير

وتشهد العلاقات الفرنسية المصرية تقاربًا ملحوظًا، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، فقد بلغ عدد الزيارات الرسمية بين البلدين أكثر من 20 زيارة على مستوى رؤساء ووزراء وكبار المسئولين منذ نوفمبر 2014، عكست جميعُها تقاربًا في وجهات النظر إزاء القضايا الثنائية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية، وكذلك رغبة البلدين في تقوية شراكتهما التي تمتد عبر قرنين من الزمان في المجالات الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية .

وشهدت العلاقة بين الدولتين المزيد من التعاون خاصة في المجال العسكري، حيث أمدت فرنسا مصر بالعديد من الأسلحة المتطورة مثل طائرات الرافال وحاملات الطائرات من طراز ميسترال والفرقاطة فريم و4 فرقاطات من طراز جو ويند، بجانب نقل التكنولوجيا العسكرية إلي مصر، فضلا عن التعاون المصري الفرنسي في مجال مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية والتنسيق الدائم في الملفات الإقليمية والدولية في مختلف المحافل الدولية.


التعاون السياسي

تلاقت وجهات نظر مسئولي القاهرة وباريس عبر حوارات ثنائية، حول عملية السلام في الشرق الأوسط، وأخذت الدولتان مواقف متقاربة على مستوي عدد من القضايا ، أهمها الاتفاق علي خلق تعبئة دولية من أجل محاربة المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن الإقليمي والعالمي .

كما توافق رؤي الدولتان حول الدعوة لاستئناف مفاوضات السلام لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، حيث شدد البلدان على ضرورة دعم مفاوضات السلام، ووحدة الصف العراقي، حيث اتفقت الدولتان على دعم برنامج السلطات العراقية الذي يهدف إلى وحدة الدولة العراقية بغرض دعم الاستقرار الداخلي في العراق ، والانتقال السياسي لحل الأزمة السورية، حيث اتفقت الدولتان على التطبيق الكامل لإعلان "جنيف " المؤرخ في 30 يونيو 2012، كما الحل السياسي للأزمة الليبية، حيث أخذ البلدان مبادرة أكدت تمسك الدولتين بوحدة الأراضي الليبية وسلامتها، والانخراط في طريق الحوار برعاية الأمم المتحدة   .


التعاون الاقتصادي

 فعلي المستوي الاقتصادي تنوع التعاون بين البلدين مابين استثمارت مباشرة وتبادل تجاري وتمويل تفضيلي، ،وقد بلغت المبادلات التجارية الفرنسية المصرية ملياري يورو في عام 2015، حيث بلغ حجم الصادرات الفرنسية 1,5 مليار يورو وحجم الواردات 0,5 مليار يورو. ومثّل تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر الفرنسي إلى مصر 250 مليون يورو لفترة 2015- 2016 وقد بلغ مخزون الاستثمار 3,5 مليار يورو في عام 2015.

وقد اتسع مؤخرا الحضور الاقتصادي الفرنسي في مصر المتمثل في 160 فرعًا لمنشآت فرنسية توظف أكثر من 30000 شخص.

وتستفيد المنشآت الفرنسية من مزايا حقيقية في القطاعات الواعدة في الاقتصاد المصري أي الصناعة والصناعة الزراعية، والمعدات الكهربائية والأدوية والتوزيع واستغلال النفط والغاز والسياحة والبنى التحتية،  تؤكد العقود البارزة الموقَعة  جودة العلاقة الاقتصادية الفرنسية المصرية.

التعاون العسكري

وعلي المستوي العسكري عقدت عدد من الاتفاقيات العسكرية وكذلك إجراء التدريبات الثنائية العسكرية كل عامين علي الأراضي المصرية وتشارك الدولتان في تدريبات بحرية تعرف بـ"كليو باترا"، وهي تقام في الأعوام ذات الأرقام الزوجية، وقد أقيمت آخر تدريبات بحرية من هذا النوع على سواحل الأسكندرية في الفترة من 8 إلى 13 ديسمبر 2012، حيث شارك الجانب الفرنسي في هذه التدريبات من خلال الفرقاطة "جان بارت" وا" لسميرية". وتُجرَى أيضًا تدريبات جوية ثنائية بين البلدين تحمل اسم "نفرتاري"، وكان آخرها التي أُجريت من 29 أكتوبر إلى 12 نوفمبر 2012.

وتتعاون الدولتان كذلك في التجهيزات والمعدات العسكرية . فمنذ منتصف السبعينيات، يُوجد جزء كبير من المعدات العسكرية المصرية فرنسية الصنع من طائرات الميراج، والألفاجيت، والمروحية غازال، وأجهزة الاتصال والإشارة. كما يتم تبادل الخبرات العسكرية بين البلدين في مجالات التكنولوجيا، وصيانة المعدات .

و حافظت الدولتان دائما على علاقات عسكرية قوية ترتكز على عدة اتفاقات ثنائية، خاصة اتفاق التعاون العسكري والفني الذي تم التوقيع عليه معاً بالأحرف الأولى كل من المشير/ طنطاوي والسيدة/ اليو-ماري، وزيرة الدفاع الفرنسية أثناء زيارتها للقاهرة في 30 يونيو 2005 مما أعطى دفعة مميزة في العلاقات العسكرية بين البلدين .

كما أن هناك حوار دائم بين البلدين في مجال التكنولوجيا وصيانة المعدات وتبادل الخبرات، وفى اكتوبر 2015  شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى مراسم التوقيع على خطاب للنوايا حول الأمن والدفاع بين وزارتيّ الدفاع المصرية والفرنسية، بالإضافة إلى عقد شراء حاملتيّ المروحيات من طراز “ميسترال ”.

وفى 16 فبراير 2015 حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح بين الجانبين المصري والفرنسي والتي ستقوم بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز “رافال” وفرقاطة متعددة المهام من طراز “فريم” لمصر، فضلاً عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة للطائرات والفرقاطة .

وتسلمت مصر أول دفعة من طائرات ” رافال” وعدها 3 طائرات في يوليو 2015 ، تلاها تسليم 3 آخرين في يناير 2016 .

وفي 25 يونيو 2015 تسلمت مصر الفرقاطة ” تحيا مصر” من طراز ” فريم” بمرفأ لوريان الفرنسي ، ودشنها الرئيس السيسي في 17 مارس 2016.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق