4 استراتيجيات لإنهاء الحرب في سوريا

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 05:47 م
4 استراتيجيات لإنهاء الحرب في سوريا
سوريا
السيد عبد الفتاح

قبل أيام أعلنت قوات سوريا الديمقراطية تحرير الرقة بالكامل من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، والذي اتخذ منها في السنوات الماضية عاصمة لخلافته التي أعلنها.  إلا أن هناك من يرى أن تخليص أو تحرير المدينة من داعش لا يعني انتهاء الأخطار والتحديات التي مازالت قائمة في الحرب على الإرهاب، وفي القضاء النهائي على داعش. وهذا ما ذهب إليه الباحثان البريطانيان ديفيد كين ولاري أتري، من أن طرد مقاتلي داعش من الرقة ربما يكون السبيل لدحر هذا التنظيم الإرهابي، إلا أن تداعيات الحرب والأسباب التي أدت إلى اندلاعها لا تزال باقية، وبالتالي فإنه من المحتمل أن يعود هذا التهديد في أشكال جديدة على جبهات مختلفة.

وأوضحا في مقال لهما نشره موقع"أون ديمراكسي" أنه على الرغم من أن الغالبية العظمى من السوريين تحتقر "داعش"، فإن الدمار والقتل في الرقة من شأنه أن يقود إلى مضاعفة مظالم السوريين الذين يشعرون بأن المجتمع الدولي تخلى عنهم. وأنه يواجه صناع القرار في الغرب تحديات خطيرة إزاء كيفية حماية السوريين والضغط من أجل التوصل إلى نهاية دائمة للحرب السورية ؛ وبخاصة لأن تحرير الرقة لن يكون نهاية للحرب السورية التي عمد خلالها نظام الأسد إلى رعاية التهديد الجهادي من أجل التمسك بالسلطة.

واستعرض المقال أربع أولويات إستراتيجية لإنهاء الحرب السورية، أولها الانتقال من "الحرب على الإرهاب" إلى إستراتيجية "أكثر شمولا" تركز على بدائل لاستخدام القوة وعدم قتل المدنيين، فضلاً عن دراسة أسباب انضمام الأفراد إلى الجماعات الإرهابية المسلحة، وبخاصة لأن العديد من السوريين انضموا إلى الجماعات الجهادية في سوريا هربًا من نظام بشار الأسد وليس بسبب أي تقارب أيديولوجي، وهناك آخرون التحقوا بداعش بسبب معاناتهم من العوز والبطالة والانهيار الكامل للخدمات.

وأشار المقال إلى أن الإستراتيجية الثانية يجب أن تركز على معالجة قلة الموارد ومساعدة الفارين من الرقة على نطاق أوسع. وعلى الرغم من استعداد الغرب لدفع الكلفة الباهظة للأعمال العسكرية، فإنه يرفض تقديم المساعدات الكافية بهدف تقويض نظام الأسد، ولكن المجتمع السوري يحتاج إلى المزيد من الدعم لا إلى الإغاثة فقط، لاسيما أن غياب المعونات الاقتصادية لسوريا يصب في مصلحة نظام الأسد والمنتفعين من الحرب والتنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.

أما الإستراتيجية الثالثة فتتمثل في مضاعفة الجهود للتوصل إلى حل دبلوماسي؛ إذ ينبغي على الحكومات الغربية استخدام نفوذها لضمان حقوق السكان النازحين والضغط من أجل فترة انتقالية مقبولة، ويبدو أن روسيا ونظام الأسد هما الأكثر نفوذًا ولكن في حقيقة الأمر يعاني نظام الأسد من الكثير من الضعف ويواجه معارضة عامة هائلة وشرسة، ومن ثم فإنه إذا تم إقناع روسيا وإيران (داعمي الأسد) بقبول فترة انتقالية فإن الأسد لن يكون لديه أي خيار، وحتى مع أن روسيا لا تدعم "تغيير النظام" ومن المستبعد أن تستسلم لمطالب رحيل الأسد عن السلطة، ولكنها في الوقت نفسه لن تتحمل الالتزام المادي المكلف لدعم نظام مكروه لأجل غير مسمى، وليس بإمكان روسيا أيضاً أن تتحمل فاتورة إعادة اعمار سوريا، ومن ثم فإنه يمكن للدول الغربية الضغط على روسيا.

وتشمل الإستراتيجية الرابعة، التي يقترحها المقال، تعزيز ظهور ترتيبات جديدة لنظام الحكم، في حال إذا كان السلام ممكنا، ذلك أن المطالبة بتغيير النظام لن تنجح من دون توافر خطة ذات مصداقية تتضمن تقاسم السلطة واللامركزية. وعلى الأطراف الغربية عدم فرض رؤيتها الخاصة وإنما البحث عن سبل لمنع روسيا وإيران ونظام الأسد من فرض رؤيتهم، والأولوية هي تمكين السوريين وحمايتهم ودراسة جميع الخيارات علناً، فضلاً عن مساعدة المجتمع المدني والشباب والنساء في القيام بدور فعال في عملية السلام وإعادة الاعمار.

ويختتم الباحثان بأن التوصل إلى اتفاق سلام لا يعني القضاء على الكثير من التهديدات الأخرى وأبرزها اضطهاد الأقليات والقضية الشائكة للحكم الذاتي للكرد لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وإذا أراد الغرب فعلاً التغلب على مشاكل الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، فإنه سيكون في أشد الحاجة إلى استراتيجيات سلام واسعة النطاق تضع حلولاً للصراعات التي تغذيها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق