كردستان "للخلف در".. حكومة أربيل تعرض على بغداد "تجميد" نتائج الاستفتاء

في خطوة مفاجئة، عرضت حكومة إقليم كردستان العراق، على الحكومة العراقية "تجميد" نتائج الاستفتاء الذي جرى في الخامس والعشرين من سبتمبر الماضي.

وأصدرت الحكومة بيانًا فجر اليوم ـ الأربعاء ـ حمل مبادرة منها للحكومة المركزية في بغداد لحل الأزمة المشتعلة بين الطرفين عقب الاستفتاء. وجاء بالبيان: " إن الوضع المتوتر والخطير الذي يواجه‌ كردستان والعراق، يفرض على الجميع أن يكونوا بمستوى المسئولية‌ التاريخية‌، وعدم السماح بدفع الوضع نحو المزيد من القتال والمواجهة بين القوات العراقية‌ والبيشمركة‌.

مضيفًا :"إن الهجمات والصدامات بين القوات العراقية وقوات البيشمركة منذ الـ 16 من الشهر الجاري وحتى اليوم ألحقت خسائر بالجانبين، كما يمكن أن تؤدي إلى نزيف مستمر، وبالنتيجة تدمير النسيج والعلاقات الاجتماعية بين المكونات العراقية. ومن دون شك فإن القتال بين الجانبين لن يؤدي إلى انتصار أي طرف، بل يقود البلد إلى دمار شامل وفي جميع جوانب الحياة. لذا ومن منطلق الشعور بالمسئولية‌ تجاه شعب كردستان والعراق، نقترح على الحكومة‌ والرأي العام العراقي والعالمي:

وحمل البيان 3 مقترحات قالت الحكومة إنها تعرضها من منطلق الشعور بالمسئولية تجاه شعب كردستان والعراق، وتعرضها على الحكومة العراقية والرأي العام العراقي والعالمي.

تمثلت هذه المقترحات في الوقف الفوري لإطلاق النار وكل العمليات العسكرية في إقليم كردستان. وتجميد نتائج الاستفتاء الذي جرى في كردستان العراق. والبدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور العراقي.

وعلى الرغم من أن هذه المبادرة يمكن اعتبارها بمثابة تراجع من الجانب الكردي وخاصة من رئيس الإقليم مسعود بارزاني، إلا أنها على ما يبدو جاءت متأخرة، كما أنها لا تلبي رغبات حكومة حيدر العبادي، التي سبق وأن طالبت مرارًا بإلغاء وليس تجميد نتائج الاستفتاء، وبالتالي فإن هذه المبادرة لم يكن غريبًا ألا تلقى الاهتمام من الجانب العراقي، وأن ترفضها القوى السياسية المؤثرة في العاصمة بغداد.

وأول هذه المواقف جاء على لسان رئيس الوزراء العراقي، الذي شدد خلال لقائه بالرئيس التركي أردوغان، اليوم، في أنقرة، على أن الحكومة عازمة على بسط سيطرتها على جميع الأراضي العراقية والمنافذ الحدودية ومنابع النفط والثروات الطبيعية.وهو موقف كثيرًا ما كرره العبادي في جميع تصريحاته.

أما الرد الآخر فجاء على لسان المتحدث باسم فصائل الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، بقوله إن هذه المبادرة "لا قيمة لها"، مؤكدًا على شرط الحكومة المركزية بـ"إلغاء" نتائج هذا الاستفتاء. إذ أن التجميد يعني الاعتراف بالاستفتاء، وطلب الحكومة واضح بإلغاء الاستفتاء".