القمع في قطر.. لماذا تصمت الجزيرة؟

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017 07:22 م
القمع في قطر.. لماذا تصمت الجزيرة؟
حسن شرف يكتب:

استغربت كثيرا من تقرير نشره موقع الجزيرة صباح اليوم كان عنوانه: القمع في مصر.. لماذا تصمت فرنسا؟.. ما الذي يمكن أن تقوله فرنسا؟.. هل تعتقدها دولة تتمتع بالغباء الذي تتمتع به دولتك؟ 
 
هل سحبت مصر جنسيتها من معارضيها وقاتلي شبابها وشيوخها؟ للأسف لم تفعل، كما فعلت قطر مع 3 قبائل عربية بارزة في الدوحة لمجرد أنهم عارضوا سياسة نظام الحمدين القائم على القتل وسفك دماء أبناء الوطن العربي- هل عرضت هذه الأخبار في الجزيرة، بالطبع لا.
 
 
من الواضح أن محرر الجزيرة لم يتابع مؤتمر الزعيمين جيدا أو لم يلتفت إلى ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو أن فرنسا تدافع عن حقوق الإنسان وتعلم أن الرئيس السيسي يدافع عنها هو الآخر، لكنه وحده يحكم على هذه الظروف حسب الأوضاع المصرية.
 
 
ماكرون قال أيضا علّ الكهرباء قطعت في الدوحة أثناء الخطاب: أدرك الظروف الأمنية والوضع الذى يتحرك ويعمل فيه الرئيس السيسي، حيث يواجه تحديات عدة ومحاربة المجموعات الإرهابية والأصولية الدينية العنيفة، ولا يمكن أن ننسى هذا الإطار الذي يحكم فيه الرئيس.
 
وتابع ماكرون: حريص على سيادة الدول، ولا أقبل أن يعطيني أي رئيس دروسا فى إدارة بلدي، ولا أعطي دروسا للآخرين، وانظروا ما آلت إليه الأوضاع في العراق وليبيا، لقد أردنا أن نعطى دروسا خارج السياق، وأن نقضي على نظم سياسية لم تكن تتفق معنا، في القيم، ولكن ماذا كانت النتيجة، عدد أكبر من العنف والقتل والتطرف- هل سمعت- أرى أن هذه الرسالة تحديدا يجب أن تنقلها إلى تميم، حيث إنها يمكن أن تعطيه ردسا في كيفية قيادة الدول.
 
 
عدد كبير من العاملين في مجال حقول الإنسان أجمعوا على أن قطر تمارس انتهاكات صارخة ضد شعبها، وأن السلطات في الدوحة تتعامل مع مواطنيها بالإهانة وعدم احترام حقوقهم وحرياتهم التي كفلها لهم القانون الدولي والأعراف العامة، كما أنها لا تتوافر فيها مقومات الدولة الديمقراطية، حيث إنه يوجد قبائل قطرية ممنوعة من التوظيف أو العمل بالدولة، أو ترقية بعض العاملين من هذه القبائل في مناصب معينة- هل تضامنت معهم في الجزيرة؟ بالطبع لا ولن تفعل.
 
 
فضائح قطر في ملف العمالة الأجنبية ليست الوحيدة في ملف الإمارة الصغيرة، فهناك ملف آخر أشد خطرا كشفه موقع "ويكيليكس" عن وقائع الاتجار بالبشر في الأراضي القطرية، لتكتسب الدوحة سمعة إضافية كونها عاصمة الإرهاب، بأنها أحد المقاصد المفضلة لراغبي الاتجار في البشر.
 
"ويكيليكس" نشر وثيقة مسربة أرسلها مسؤول الاتصال بالسفارة الأمريكية بالدوحة إلى وزارة الخارجية الأمريكية، بتاريخ 8 مارس 2007، تحدث فيها عن انتهاكات ضخمة في مجال حقوق العمالة في قطر، واتهامات ضد النظام القطري تتعلق بالاتجار بالبشر ومعاملات مهينة للعمالة الوافدة.
 
ورصد المسؤول الأمريكي الكثير من الانتهاكات التي يشهدها سوق العمالة القطرية، متحدثا عن أن سيدات يتم استقدامهن من شرق وجنوب آسيا وأفريقيا للعمل كخادمات في المنازل، إلا أن هناك تقارير تتحدث عن إجبارهن على العمل بالجنس، واستندت الوثيقة إلى تقرير شكاوى سفارات دول إندونيسيا وسيرلانكا والفليبين، والتي قدر عددها بـ 3400 شكوى في العام 2007 وحده. 
 
لا المساحة ولا الوقت يكفيان للحديث عن جرائم قطر ضد الإنسانية، وتبقى الجزيرة منبرا للإرهاب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق