الرجل الذى تسلق العمارة

الخميس، 26 أكتوبر 2017 01:09 م
الرجل الذى تسلق العمارة
هبه العدوى تكتب:

هل تتذكرون الرجل الذي تسلق العمارة ذات الإحدي وعشرين طابقا  ..فقط  لينكّس علم اسرائيل من فوق سفارتها في القاهرة؟

بدا لي وقتها  كسبايدر مان.. و طالما تسائلت عن نفسية وهمّة هذا الرجل  ..

لو كنت أمتهن العمل الصحفي لقمت فورا بالبحث عنه.. فهو نموذج رائع لضياع المجهود هدراً ..أعذروني فما قيمة إنزال علم إسرائيل إن ظلت تمارس (عنصريتها ) ضدنا كعرب في نفس ذات المكان ولكن مختفية خلف وجوده جديدة !!

أراد ( أحمد الشحات ) محو إسرائيل حقاً من الوجود،  ذلك أن الوجود هو ذلك الحيز الذي يقع في محيط دائرتك الشخصية ودائرة اهتماماتك !!

وأتسائل :

-هل ما زالت إسرائيل في حيز وجود مجتمعنا المصري كعدو ؟

2

قرأت عن بروتوكلات حكماء صهيون منذ سنوات من قبيل فضولي المعتاد أمام المعلومة .. لا أكثر ولا اقل .. وأتذكر يوم قرأتها شعرت كما لو أنهم- كعادتهم الصهاينة يبالغون دوما في حديثهم عن خطتهم الجهنمية وقوتهم اللامنتهية..

لا أخفيكم سرا .. فنعم البروتوكلات قد تكون أسطورة وقد لا تكون .. لكنك امام واقع مطابق لها .. كما أن هذا الشعب المصري في أغلبه يستقي معلوماته من الروايات .. وعندما قرأت نقض حقيقة البروتوكلات وجدت أن السبب راجع لكونها مشابهه لكتاب شهير أو رواية ..

دعوني أحدثكم  إذن عن أكثر الجمل التي لفتت نظري وليكن الحكم لكم :  

مثلا في البروتوكول السابع :

(نستهدف إرهاق كل دولة تقف في طريق مخططاتنا بحروب مع جيرانها وإلا فلا بد من افتعال حرب عالمية)

والبروتوكول الخامس :

(نشر التعصبات الدينية والقبلية التدخل قي كل معاهدة ولو سراً - تجريد الشعوب من السلاح - السيطرة على الرأي العام)

البروتوكول الرابع :

( المادية وتحويل المجتمع لأناني غليظ القلب منحل الأخلاق يكافح من أجل الذهب واللذات)

مختصرا البروتوكلات منذ وضعت خطتها من قُرابة المائة عاموهي عبارة عن خطة مُحكمة سياسية وإجتماعية وإقتصادية للسيطرة علي العالم .. والتي تتم بتفتيت دول العالم وتجريدها بالتظم الرأسمالية المتطرفة والإعلام الداعي للعري والفجور من أخلاقه تماما .. اضف لذلك تشجيع الحكومات الإستبدادية حتي تتعطش الشعوب للحرية.. وهنا يأتي دورهم كشعب الله المختار الوحيد فيظهر من بين جَنَبَات قومهم الصهيوني المُخلِّص الذي ياتي فيفرض الأخلاق ويضع حدود حتي لشارب الخمر هذا الذي يأذي المجتمع لو تعامل معه وعقله مخمورا بنص كلامهم..

 قد تكون تلك الخطط كذبا وقد لا تكون ..ولكن الواقع أننا أمام حقيقة فوضي تسود الكثير من دول العالم وخاصة العالم العربي ..وحقيقة وجود خطة نُفذت بتمام الحرفية علي مدي المائة عام السابقة ..

وحقيقة أطماعهم التي كانت وما زالت (من النيل للفرات ) .. في إعتقادك عزيزي القاريء بنسبة تقارب كم  قد تكون البروتوكلات مطابقة للواقع؟؟

ولنفرض جدلا أنها كذبا .. ألم يضع ( هرتزل ) حجر الأساس الذي عليه قامت الدولة الصهيونية؟؟ .. خاصة أنه كان دائم البحث عن بديل لإندماجهم في أوربا الشرقية والغربية .. ووضع كتيبه الأول الذي فيما بعد قامت عليه ما يعرف بالمنظمة الصهيونية العالمية والتي إنتخب رئيسا لها ..

قل لي عزيزي القاريء .. ما رأيك في تأسيس وطن كامل قائم علي (العنصرية ) .. وأنهم شعب الله المختار الوحيد الأحق بإقامة دولة الأخلاق في الأرض ؟

أي جنون هذا .. وأي عبث !!

 

 

4

عبر المصريون القناة في حرب 1973 .. مستردين أرضنا سيناء الحبيبة  في عزة وكرامة .. يقولون في كتب التاريخ أن عتادنا كان يُشكِّل ثلث عتادهم .. ولكن روحنا المصرية المجتمعة علي (قوة الله أكبر) فاقت كل ما اعدوا له ..

أتخيل العقلية الإسرائيلية تفكّرت كثيرا في الدرس .. درسته علي أعلي المستويات فأستوعبوا أننا عندما تضامننا  معا كمجتمع مصري وعربي, كان النصر ..

ولكن هل راجع المصري وأولاده وأحفاده أسباب نصرهم ؟!

 

5

في صفي الخامس الإبتدائي أعددت مجلة كاملة عن الإحتلال الإسرائيلي للوطن الفلسطيني وأخذت عليها جائزة من المكتبة .. بدأتها بكلمة أحفظها جيدا :

-الحرب كلمة تثير الذعر والخوف .. والسلام كلمة تثير الإرتياح والأمان .. كلاهما كلام لكن الفرق بينهما شاسع كالفرق بين السماء والارض ..والحب والكره ..

 

الآن تريد إسرائيل أن تغسل وجه (حربها ودمويتها ), بمياه المحبة والإخاء والسلام .. هي تعيّ جيدا أن جيلي قد تشرّب عشق الوطن وكره المغتصب أيا كانت هويته .. ولكنها تستهدف جيل أولادي .. مرتدية لهم رداء الإنسانية .. تماما كالذئب الذي يتنكر لكي يوقع فريسته ..

 فهل نحن علي هذا القدر من الوعي ؟؟

 

6

( فرّق تَسد ) سياسة الشيطان الأكبر

التشاحن والبغضاء  .. هذا الإصبع الذي تشهره في وجه أخيك متهما له بأفظع الإتهامات ..كلما سالت دماء كلما إنطلقنا نتهم بعضنا البعض بدلا من الوقوف صفا واحدا, نتشرذم فتضيع قوتنا ..

وكان ومازال الهدف من إقامة دولة العنصرية وسط العالم العربي هو تفتيته ..رددوا علينا هذه المقولة كثيرا ..

إنظر إلي حالنا الآن .. لن اتحدث عن وطن عربي مفكك ومنشغل عن آخره في صراعاته الداخلية .. ولكني سأحدثك عنّا .. عنّك أيها المصري والمصرية ..

عن قوتنا المهدرة أكثر ..عن روحنا التي- دون إجتماعنا - لا قائمة لها .. حدثني عن نفسك وماذا فعلته لتلملم كل من حولك .. لتجمع ولا تفرق ..لتبني ولا تهدم .. لتسعي باحثا عن يقين المعلومة بدلا من إنسياقك خلف الشائعات..

هكذا أنت تفتت مجتمعك .. تفكّر في دورك امام سياسة الشيطان الأكبر ..

أنت قوة مصر ..

فلا قوة لوطن, دون قوة أفراد مجتمعه المجتمعين بنية رفع راية  نصره ..

بسم الله الرحمن الرحيم

ولا تنازعوا فتفشلوا واصبروا

صدق الله العظيم

في يوم 18 أغسطس سنة 2011 .. إعتدت إسرائيل علي جنودنا داخل أراضينا المصرية .. أدي ذلك لمقتل 3 مصريين وإصابة ثلاثة آخرين .. تجمع المصريين حول العمارة التي تقع السفارة الإسرائيلية في طابقها ال21 ..منددين بالحادث ومطالين بطرد السفير الإسرئيلي من مصر.. حاولوا إسقاط العلم الإسرئيلي بالألعاب النارية فلما باءت محاولاتهم بالفشل, تسلق أحمد الشحات العمارة .

ماذا لو وُظِفت همّة وعزيمة هذا الرجل وغيره من المصريين  صوب وجهتهها الصحيحة؟

صانعا لمياه الهمّة المندفعة بلا هدف واضح, مجارٍ تروي بها عطش وطن .. ضل طريقه للحضارة رغم كونه -يوما ما- كان له فيها الريادة !!

 

ماذا عنك أيها المصري أصل  الحضارة, هل تظن أن إسرائيل ستهاجمك  بمزيدا من الهجمات الحرة المباشرة ؟

 أم أنها ستتعمد تغييب وعيك وتضييع طاقتك في  (اللاشيء ) ..الذي يتضمن  ( التشاحن ومساحات كرهك لأخيك المصري ) ؟

 حتي إذا ما قضيت عليك بتدميرك لذاتك ولعلاقاتك مع من حولك من المصريين, قُضِي الأمر ونالت هي حلمها في إسرائيل الكبري ؟

لا تجعلها أبدا تنال مرادها .. تلك هي أرضك وأرض أجدادك وأولادك ..

أرض السلام والمحبة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق