روسيا والناتو.. اجتماعات رغم الخلافات

الخميس، 26 أكتوبر 2017 03:26 م
روسيا والناتو.. اجتماعات رغم الخلافات
الناتو
محمد الشرقاوي

ينعقد اليوم الخميس، اجتماع سفراء مجلس روسيا – الناتو بمقر الناتو في بروكسل، وذلك بعد إعلان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في أفغانستان وقبل اجتماع وزراء الدفاع في الحلف الذي سيعلن زيادة عدد الوحدات غير المقاتلة في أفغانستان.

وبحسب وكالات روسية، لم تعلن الأطراف المشاركة في الإجتماع عن قائمة المواضيع التي ستثار فيه، وفي الوقت نفسه، سيشارك الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان، زامير كابولوف لأول مرة.

وفق الوكالات، كانت اجتماعات مجلس روسيا _ الناتو قد بحثت ضرورة الحد من مخاطر الحوادث العسكرية، بما في ذلك منع وقوع حالات خطيرة في أجواء بحر البلطيق. واقترح الجانب الروسي إقامة حوار منظم بين العسكريين الروس والناتو لهذا الغرض.

وتمر العلاقات بين الناتو وروسيا بأزمات متفاوتة، ويوجه الناتو، اتهامات لروسيا حول التهديد المزعوم لدول "البلطيق"، ولكن موسكو أكدت فى أكثر من مناسبة بأنها لن تهاجم أي بلد من حلف شمال الأطلسي، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنهم في الناتو يدركون جيدا عدم وجود خطط لموسكو لمهاجمة أي دولة، ولكنهم ببساطة يستخدمون هذا لنشر المزيد من المعدات والجيش على الحدود الروسية.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الأربعاء، ينوي الحلف الموافقة على إنشاء تشكيلين عسكريين جديدين لتعزيز نقاط الضعف لديه فى حالة نشوب نزاع محتمل مع روسيا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في حلف شمال الأطلسي، إن التغييرات تتعلق بإنشاء وحدة جديدة لوجستية سيتركز عملها على سرعة نقل الخدمات اللوجستيات، وإنشاء وحدة لحماية الطرق البحرية فى المحيط الأطلسي والقطب الشمالي، وهي مهمة فى مسألة عمليات التسليم إلى أوروبا، ولا سيما من التهديدات التي تشكلها الغواصات الروسية.

وأشار المسؤولين إلى أنه سيتم بحث هذه القضية فى نوفمبر القادم فى الاجتماع التفصيلي لوزراء دفاع دول الناتو.

وفي وقت سابق، أعلن الناتو أنه ليس مستعدا في الوقت الحالي لاستئناف التعاون مع روسيا، الذي انقطع على خلفية الأحداث في أوكرانيا.

وأوضح الجنرال بيتر بافيل رئيس اللجنة العسكرية للحلف في تصريح صحفي: "نحن نقول لشركائنا الروس إننا منفتحين للحوار، ولسنا منفتحين لاستئناف التعاون".

يشار إلى أن العلاقات بين روسيا وحلف الأطلسي تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، بسبب الأزمة الأوكرانية.

وفي يونيو 2014، علق الحلف كافة أشكال التعاون مع موسكو، ردا على ما وصفته الدول الغربية بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

كما سرع الحلف عمليات الدفاع عن الدول الأعضاء فيه بشرق أوروبا ووسع وجوده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، وضاعف حجم قوات الرد السريع 3 مرات، وأضاف إليها قوة جديدة يبلغ عديدها 5 آلاف عسكري للتدخل السريع.

وبدأت العلاقات بين الناتو وروسيا منذ العام 1991، وتقربت روسيا من الحلف بتوقيعها عام 1994 على اتفاق «الشراكة من أجل السلام». وفي قمة للحلف استضافتها باريس عام 1997 أعلن الروس والغربيون أنهم من الآن فصاعدا ليسوا خصومًا إنما شركاء، ووضع الطرفان خارطة عمل مستقبلية لتعزيز أطر التعاون وتنسيق الجهود الأمنية وتوطيد العلاقات المشتركة.

وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الحرب على الإرهاب العالمي بدت للروس ثغرة يمكن من خلالها إطلاق مرحلة جديدة في علاقتهم مع الأطلسيين.

وهذا ما حصل في قمة الناتو في 28 مايو 2002 في روما حيث أعلنت ولادة مجلس روسيا – الناتو، الذي من خلاله يتم طرح الهواجس الامنية لدى الطرفين ووضع استراتيجية مشتركة لمكافحة الارهاب، وقد برهنت روسيا عن حسن نواياها في هذا السياق بتسهيل مرور ونقل معدات القوات المتعددة الجنسيات المشاركة في الحرب في أفغانستان.

وأدى الصراع الأوكراني إلى تراجع جديد للعلاقات بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا، فضلا عن مخاوف من عودة حالة الشك والعداء التي سادت خلال الحرب الباردة.

وحدث أن تدهورت العلاقات لسنوات على الرغم من وجود بعض التعاون المثمر بينهما في أفغانستان وجهود مكافحة القرصنة وعمليات حفظ السلام المشتركة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة