ما بعد انتهاء داعش.. "اللامركزية" الإرهاب الأكثر شراسة حول العالم

الجمعة، 27 أكتوبر 2017 05:00 م
ما بعد انتهاء داعش.. "اللامركزية" الإرهاب الأكثر شراسة حول العالم
داعش - أرشيفية
محمد الشرقاوي

كشفت العمليات الإرهابية الأخيرة على الساحة العالمية تغيرات في آليات واستراتيجيات التنفيذ من قبل الجماعات الأكثر عنفًا أبرزها داعش والقاعدة، ما يؤكد دخول العالم في موجة قد تكون أكثر دموية، ذلك لصعوبة الحد منها واكتشافها.
 
مراكز بحثية تناولت حادث الواحات الإرهابي الأخير، الذي أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة، أنه نتاج تحول في عقل الجماعات الإرهابية، والتي تعيش حالة من "اللامركزية"، وانتشار عناصرها بلا قيادة في المنطقة.
 
الدكتور شملان يوسف العيسى، دكتور العلوم السياسية بجامعة الكويت، قال في مقال له نشرته صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، إن الإرهاب في المنطقة العربية لم ينتهِ بعد من القضاء على تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا، مضيفًا: "من المؤكد أن العناصر الإرهابية انتقلت إلى ليبيا.. حيث أصبحت القاعدة الرئيسية لاستقطاب المقاتلين الذين غادروا العراق وسوريا ومعها عناصر التنظيمات الليبية الإرهابية الذين كانوا يحاربون في العراق وسوريا، ومعهم بعض المقاتلين الأجانب منذ عام 2014".
 
وأضاف الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، أن السلطات المصرية تواجه تحديًا كبيرًا يكمن في اتساع نطاق الإرهاب وانتشاره بلا قيادة في المنطقة، وهذا يعني انتهاء مفهوم القيادة المركزية للإرهابيين، فالإرهاب اليوم يحتاج إلى فرد أو عدة أفراد يشكلون خلية إرهابية يداهمون فيها نقاطًا أمنية محددة.
 
واستند الباحث إلى تقرير مؤشر الإرهاب في العالم لعام 2016، الصادر عن معهد الاقتصاديات والسلام، الذي أشار إلى أن 98%، من العمليات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة عام 2016 نفذها أفراد "ذئاب منفردة"، ذلك من إجمالي 61 عملية إرهابية. ووصلت نسبة العمليات الإرهابية التي يقوم بها فرد واحد في أوروبا الغربية إلى 90% خلال الفترة من (2006 – 2015) يقودها متطرفون إسلاميون.
 
بحسب الباحث، فإن تلك الإحصائيات والتطورات تعني صعوبة كشف العمليات الإرهابية التي يخطط لها وينفذها إرهابي واحد، مؤكدًا أن العناصر الإرهابية اتجهت إلى تبني استراتيجية جديدة تعتمد على الاختيار بين المدينتين بدلاً من التمركز في منطقة معينة وإعلان السيطرة عليها.
 
وأوضح العيسى، أن تنظيم داعش لم ينتهِ بعد هزيمته في العراق وسوريا، وأنه أثبت قدرته على الحركة والاستمرار ولو بأساليب وطرق جديدة، إذ خرج مقاتلوه وأنصاره من سوريا والعراق إلى دول مجاورة، وبدأ التنظيم يتبع السرية وأسلوبًا قتاليًا مختلفًا عن السابق، وقد كانت مصر إحدى المحطات التي لقى فيها التنظيم حاضنة اجتماعية جعلته يقدم على عمليات إرهابية جريئة بمواجهة رجال الأمن المصري في أماكن مختلفة في الإقليم المصري.
 
المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في "لاهاي" الأمريكية، توصل بعد عدة بحوث ودراسات إلى أن بنية الإرهاب شهدت عملية "لا مركزية" واضحة من خلال ظاهرة "الذئاب المنفردة" والكسب على الإنترنت، وانتشار العمليات الفردية على مدار السنوات الماضية.
 
ويشير التقرير الصادر في يوليو 2017، إلى أن نتائج تحليل الواقع الاجتماعي والديموجرافي كانت أكثر عواقب هذه العمليات الإرهابية خطرًا، إذ اتضح منها أن 56 إرهابيًا من منفذي هذه العمليات كانوا من مواطني البلد الذي تعرض لهذه العمليات الإرهابية، أي ما يشكل 73% من مجموع المنفذين. وتضاف إلى هؤلاء نسبة 14% من جنسيات مختلفة، منهم من يتمتعون بإقامة دائمة في البلد الذي نفذت فيه العمليات، إضافة لبعض اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق