"الميكروجيب" يشعل الحرب بالكنيسة.. هل يحتاج الخطاب الديني المسيحي للتجديد؟ (الحلقة الأولى )

السبت، 28 أكتوبر 2017 05:10 م
"الميكروجيب" يشعل الحرب بالكنيسة.. هل يحتاج الخطاب الديني المسيحي للتجديد؟  (الحلقة الأولى )
البابا تواضروس
هناء قنديل - ماريان ناجى

أشعل القرار الذي أصدره الأنبا يؤانس، أسقف إيبارشية أسيوط وتوابعها، بفرض أزياء محددة على القبطيات؛ خلال زيارتهن للكنيسة، حربا من نوع خاص بين المسيحيين، الذين أبدى عدد كبير منهم، رفضه التام لهذا القرار، باعتباره تضييق على السيدات، ومحاولة لفرض ما لم يفرضه الدين المسيحي عليهن.

ومما زاد اشتعال نيران الخلاف، هو حرص الأنبا يؤانس، خلال كلمته للأقباط، الأسبوع الماضي، على تأكيد هذا القرار، وإصراره عليه، فضلا عن تهديده من لا تلتزم بارتداء الجونلة القصيرة، "ميكروجيب"، والجواكت، كزي رسمي أثناء زيارة الكنسية، سيكون مصيرها المنع من الدخول!!

هذا القرار الذي لم يسبق له مثيل، في تاريخ الكنيسة المصرية العريقة، يطرح سؤالا خطيرا، وهو: هل أصبح الخطاب الديني المسيحي بحاجة إلى التجديد؟!

هذا السؤال كان الكثيرون يعتقدون أنه لا محل له لدى الأقباط، لما تتمتع به الكنيسة من سيطرة على الخطاب الديني لديها، وهو ما يجعله مجددا باستمرار، وبشكل يوائم تغيرات العصر، وهو ما جاءت واقعة الـ"ميكروجيب"، لتكشف عكسه تماما!!

المفكر القبطي الكبير، كمال زاخر، حاول الإجابة عن السؤال الذي طرحته عليه "صوت الأمة"، فقال، إن فكرة طرح الخطاب الديني الكنسي، للتجديد، مشيرا إلى أن الكنيسة بحاجة فعلية لتجديد خطابها، وتحديثه بما يتناسب مع تغيرات العصر.

وأضاف: "تجديد الخطاب الديني للكنيسة، يحمي المسيحية من التطرف، والغلو، وتأهيل رجاله إلى أن يكون رافدا مهما لدعم التقدم، والتحضر، والمدنية، وقيم التسامح والسلام، التي تعد جزءا أصيلا من الدين، ومن تقاليد المجتمع المصري.

ولفت إلى أن الخطاب الديني المسيحي، يحتاج إلى رؤية متكاملة، توفر المراجع التي يستند إليها الخطاب، والمعاهد الأكاديمية التي تتولى مهامه، بما يدرأ ظاهرة التطرف، والانغلاق الفكري، التي يعانيها المجتمع حاليا.

وأبدى زاخر دعمه، والمفكرون الأقباط، لدعوة البابا تواضروس الثاني إلى لقاءات مع الشباب الأقباط، ضمن ندوات تثقيفية، تسعى تجديد خطاب الكنسي.

بدوره، قال المفكر القبطي جمال أسعد، إن الزي القبطي، وبخاصة لدى النساء، يرتبط بأوضاع المجتمع المحيط بالكنيسة، مشيرا إلى أن ما جاء من أحاديث رسل الأقباط عن المرأة، شمل أوصافا للمرأة في زمانهم، وليس أوصافا مطلقة.

وأضاف لـ"صوت الأمة": "كان بولس الرسول يتحدث عن المرأة، بنت زمانها، وليس بنت القرن الـ21؛ لذا فإنه لا أحد يستطيع أن يفتي بأن أزياء اليوم محرمة، ولا يجوز ارتداءها، كما أن عدم ارتداء المرأة للميكروجيب، يأتي في سياق التطور الاجتماعي، وهو ما لا يجب أن ترفضه الكنيسة".

وتابع: "أرفض القرارات الكنسية، التي تتحكم في ملابس الرجال أو النساء، إذ إن دعوة القساوسة للعودة إلى القيم الدينية العليا في المسيحية، لا ترتبط بالملبس، ولا يحق بالتالي للقس أن يشترط الدخول عليه بزي دون غيره".

ووصف "أسعد"، القرار بأنه نوع من الاستبداد الكنسي، الذي يحتاج إلى المراجعة، ضمن إطار تجديد الفكر لدى بعض رجال الكنيسة، بحيث يتم تطوير تعاملهم مع الشعب القبطي، وفق ظروف العصر، وبما يحمي الشباب، من الغلو في بعض القرارات الكنسية.

وأردف "أسعد" قائلا: "الدين المسيحى ليس به حلال أو حرام، وإنما به ما يليق، وما لا يليق، فكل الأشياء حلال، لكن ليس كل الأشياء توافق المسيحية، كما أن الكنيسة ملك للجميع، ومنهم الشرير والخاطىء، بل والزاني، وأيضا هي للطيب والبريء، فكيف إذن يمنع أحد أبنائها عنها لأنه يرتدي زيا يراه القس مخالفا؟!".

ودعا "أسعد" البابا تواضروس الثاني، إلى اتخاذ مواقف واضحة، تساهم في تجديد دماء الفكر الكنسي، وإعادة الأمور لنصابها الصحيح داخل الكنيسة، بدلا من الانتظار حتى يصيبها الجمود، والغلو، اللذان يفضيان إلى التطرف.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق