منافسة الكبار وسوق الطاقة.. تقارير دولية تكشف أسباب دعم قطر للإرهاب

السبت، 28 أكتوبر 2017 04:13 م
منافسة الكبار وسوق الطاقة.. تقارير دولية تكشف أسباب دعم قطر للإرهاب
تميم بن حمد
محمد الشرقاوي

كشفت تقارير دولية، عن أسباب الدعم القطري المتواصل للإرهاب، خاصة في محيطها الإقليمي، حيث كانت هناك أبعاد سياسية واقتصادية وراء ذلك.

وتابعت التقارير، أن قصة دعم قطر للإرهاب بدأت برغبتها في المنافسة على سوق الطاقة الأوروبي الواعد وذلك في ظل رغبة أوروبية بتقليل الاعتماد على النفط الروسي، وإن كان الحل الواقعي لقطر للمنافسة على هذه السوق الأوروبية هو مد أنابيب تمر من خلال سوريا للوصول بالغاز القطري إلى تركيا حيث يتم تسييله ثم تصديره إلى الجانب الأوروبي، ورفضت سوريا أكبر الحلفاء لروسيا تمرير هذه الأنابيب عبر أراضيها حتى لا تنافس قطر روسيا في سوق الطاقة الأوروبية.

وتابعت التقارير أن الرفض السوري دفع الدوحة للتفكير في إطاحة النظام الحاكم في سوريا، فحاولت قطر بكل الوسائل إزاحة نظام الأسد من السلطة واستبداله بنظام حليف لها لكي تتمكن من مد هذه الأنابيب، ولذا لم تتردد قطر فى دعم العديد من المنظمات الإرهابية فى سوريا مثل "داعش" وغيرها لتصل إلى هدفها المذكورة.

ومن بين الأسباب التي دفعت إمارة الإرهاب لمد جذوره في الإقليم، كان التخلص من المنافسين، فالإمارة الصغيرة وضعت رأسها برأس الكبار، فحاولت التخلص من كل المنافسين لها من وجهة نظر الدوحة. 

وحاولت قدر استطاعتها زعزعة الدول العربية الأخرى، والسيطرة على مصر من خلال دعم جماعة الإخوان الإرهابية المتحالفين معها ثم دعم منظمات إرهابية بداخل الدولة المصرية ولم تتردد قطر أيضا في دعم قوى الإرهاب في ليبيا وفي العراق.

فمصر تبعا لما ذكرته جريدة نيويورك تايمز، تمتلك واحدا من أكبر الاكتشافات البترولية في البحر المتوسط، تستطيع من خلاله منافسة قطر على سوق الطاقة الأوروبية.

وتمتلك ليبيا خامس الاحتياطي العالمي من الصخور البترولية القابلة للاستغلال والذي يجعلها منافسا محتملا وشرسا في السوق الأوروبية خاصة مع قرب الحدود بين ليبيا وأوروبا، ولذا فكان إضعاف ليبيا من خلال دعم قوى الإرهاب بها إحدى الوسائل للإطاحة بالمنافس الليبي المحتمل.

أما دعم داعش فى العراق فكان يهدف التنظيم الإرهابي إلى إقامة كيان سني يعوق قدرة إيران المنبوذة سياسيا واقتصاديا آنذاك، من الحصول على منفذ للوصول بمنتجاتها البترولية للبحر المتوسط عبر العراق ثم سوريا.

وانطلاقا من هذه الشواهد، فإن دعم الإرهاب في سوريا ومصر وليبيا والعراق أصبح هدفا اقتصاديا وبعدا استراتيجيا للنظام القطري.

ويقول الدكتور توفيق حميد، الباحث في مجال الإسلام السياسي، إن ما ساعد قطر على تنفيذ هذا المخطط هو تحالفها مع الإخوان، الذين هم من ناحية يحلمون بحكم مصر منذ أنشأهم حسن البنا عام 1928 ولديهم فيها قاعدة شعبية عريضة، ومن ناحية أخرى هم على علاقة طيبة بمعظم الجماعات المتطرفة فى عدة دول نظرا لانتمائهم جميعا لفكر مفكر الإخوان وفيلسوفهم "الأعظم" سيد قطب.

وكان وصول الغاز القطري إلى أوروبا بسعر منخفض عاملا مؤثرًا لإحباط الرغبة في الاستثمار في الصخور البترولية في العقدين القادمين ما كان سيعطي الفرصة لنمو وتطوير "الطاقة البديلة" لكي تحل محل الطاقة المستخرجة من البترول.

وكان البديل الوحيد لوصول الغاز القطري إلى أوروبا بسعر رخيص في حالة عدم سقوط نظام الأسد هو أن تتعاون قطر مع إيران لإيصال الغاز من الحقل القطري الإيراني في منطقة الخليج العربي "وهو ما يعد أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم"، في أنابيب تمر عبر إيران لتصل عبر الحدود إلى تركيا ثم إلى أوروبا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق