مئة عام من وعد بلفور

الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 10:26 م
مئة عام من وعد بلفور
بلفور
أحمد علام

مئة عام مرت على إصدار رئيس خارجية بريطانيا (آرثر جيمس بلفور) إلى اللورد(ليونيل وولتر دى روتشيلد) يشير فيها إلى إنشاء وطن لليهود في فلسطين، وهو الوعد الذي يطلق عليه (وعد من لا يملك لمن لا يستحق). 
 
هو الوعد الذي أصدر في 2 نوفمبر عام 1917م والذى أيدته فرنسا وإيطاليا عام 1918، وأمريكا عام 1919، واليابان عام 1920م. والذى كان بمثابة بداية شرارة الإرهاب الدولي عن طريق اغتصاب أرض فلسطين، بوصفهم إياها أرض دون شعب واليهود شعب دون أرض، وقد عملت الحكومة البريطانية على دعم الهجرة إلى أرض فلسطين من أجل تنفيذ وعد بلفور، مما أدى إلى تزايد كبير في عدد اليهود الموجودين في فلسطين بعد أن كان لا يزيد عددهم عن 5% من سكان فلسطين، كما صادق مجلس عصبة الأمم على صك الانتداب البريطانى على فلسطين والذى تضمن وعد بلفور والعلاقة التاريخية بين الشعب اليهودى وفلسطين وهي بمثابة كذبة قد صاغ الوراقون فنونها في إحكام، كما عملت بريطانيا على تطوير مشروع الاستيطان في فلسطين، وقد عملت بريطانيا على تنفيذ كل ما بوسعها على دعم الهجرة وتنفيذ وعد بلفور. 
 
 
هذا الوعد الذي يمثل اختراقا واضحا للمواطنة والتعايش وهتك حرية المواطن الفلسطينى واغتصاب أرضه، فاليهود جاءوا من كل دول العالم فكانوا يتعايشون في بلاد مختلفة، فأخذت دولتا فرنسا وبريطانيا على التفكير في تجميعهم في مكان واحد والتخلص منهم ونفيهم من أوروبا وارسالهم إلى فلسطين لأن هناك سيرة موسى ويعقوب ويوشع، فزعموا الأسباب الدينية التي تبرر جرم ما فعلوا، ولكن الحقيقه كانت من مخاوفهم السياسية من اليهود، وقد أعطوا هذا التصريح الصبغة الدينية بتسميته (وعد) ليصبح شيئا مقدسا بالنسبة لهم، وقد رفض العرب هذا التصريح وطالبوا بريطانيا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ثم تمثل رد فعلهم في عمل هجمات مسلحة في القدس ضد اليهود كما حدثت عدة اضطرابات في يافا وتل أبيب.
 
 
ورغم الإجماع الدولي القانونى على ان هذا الوعد باطل لم تتراجع إسرائيل وبريطانيا عنه، وترجع أسباب بطلانه إلى أن التصريح ليس عهد وليس لهذه الرسالة أى قيمة قانونية باعتبار أن وعد بلفور يمنح أرضا لم تكن لبريطانيا أى رابطة قانونية بها وقد خولت لنفسها الحق في أن تتصرف في أرض ليست لها عليها أى ولاية وتعطيها للآخرين دون العودة إلى أصحاب إقليم بلاد الشام ما يجعل هذا الوعد باطلا من وجهة نظر القانون الدولي وغير ملزم للفلسطينيين، فهذا يمثل صورة انتهاك لحقوق شعب فلسطين وهذا يعتبر مخالفا لمبادئ الأخلاق والقانونين الدولي والإنسانى، إذ ينص القانون الدولي على رفض انتهاك حق الشعوب في الحياة والإقامة في بلاده. 
 
 
فلسطين أرض خلقت للسلام ولم تر يوما سلاما.

 

تعليقات (1)
علام
بواسطة: Allam
بتاريخ: الخميس، 02 نوفمبر 2017 12:24 م

????

اضف تعليق


الأكثر قراءة