بانسكي vs تيريزا ماي.. الأول يدافع بفنه عن الحقوق الفلسطينية والثانية تحتفي بوعد بلفور

الخميس، 02 نوفمبر 2017 04:30 م
بانسكي vs تيريزا ماي.. الأول يدافع بفنه عن الحقوق الفلسطينية والثانية تحتفي بوعد بلفور
تيريزا ماي
محمود علي

شتان بين الفنان البريطاني روبرت بانسكي ورئيسة وزراء الحكومة البريطانية تيريزا ماي، فعلى الرغم من أن الاثنين مواطنين بريطانيين، إلا أن هناك اختلاف واضح وواسع بينهما اتجاه القضية الفلسطينية بصفة خاصة والصراع العربي الإسرائيلي عامة.

ففي الوقت الذي دافعت فيه تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية عن وعد بلفور المشؤوم الذي يعرف بوعد من لا يملك لمن لا يستحق، ودعت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحفل نظمته في لندن للاحتفال بوعد بلفور، نظم الفنان البريطاني بانكسي، وهو فنان جرافيتي إنجليزي مشهور جدا، لكنه لا يعلن هويته الحقيقية ولا يكشف وجهه، يعتقد أن اسمه روبرت بانكسي، في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، مراسم "اعتذار" عن إصدار بلاده هذا الوعد الذي مهد لقيام الكيان الإسرائيلي.

صورة ملكة بريطانيا في مراسم الاعتذار كانت حاضرة، حيث استضافت ممثلة ارتدت قناعًا علية صورة أليزابيث الثانية في حفل شاي بريطاني تقليدي خمسون طفلا فلسطينيا جاؤوا من مخيمي عايدة والدهيشة للاجئين الفلسطينيين في المدينة، وارتدى الأطفال خوذ معدنية عليها العلم البريطاني وأثار خرق للرصاص، بينما تم نصب أعلام بريطانية تالفة في المنطقة.

وقال الفنان البريطاني، في بيان مقتضب، إن "النزاع جلب الكثير من المعاناة للناس على الجانبين. ليس من الملائم الاحتفال بالدور البريطاني فيه"، وأزاحت "الملكة" الستار عن لوحة إسمنتية حفر عليها نقش "أ ر، آسفة" في إشارة إلى الحرفين الأولين من اسم الملكة "أليزابيث ريجينا".

وتحل اليوم الخميس، الذكرى المئوية الأولى لوعد بلفور عندما أصدر وزير الخارجية البريطاني في حينه، آرثر بلفور، بيانا يقول فيه إن حكومته "تؤيد إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين" في الثاني من نوفمبر الثاني 1917.

وعلى الرغم من الكارثة الإنسانية التي نزلت بالمواطنين الفلسطينيين نتيجة هذا الوعد المشؤوم، والنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني بأكمله، أعلنت رئيسة الوزراء البريطاني تيريزا ماي أن بلادها ستحتفل "بافتخار" بوعد بلفور.

وقالت ماي التي تترأس حكومة المحافظين اليمينية: "نحن فخورون بالدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل وبالتأكيد سنحتفل بالمئوية بافتخار"، وأثار قدوم الحكومة البريطانية هذه الدعوة غضب دولة فلسطين، حيث طالبت السلطة بمقاضاة بريطانيا بسبب عزمها إحياء مئوية وعد بلفور ، ووصف رياض المالكى وزير الخارجية الفلسطينى فى تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية "تمادى الحكومة البريطانية بالإصرار على الاحتفال بمئوية وعد بلفور بدلا من الإستجابة للمطالب الفلسطينية بالاعتذار عنه".

وقال المالكي إن الموقف البريطانى "يمثل تحديا كبيرا لرأى الشعب البريطانى والمجتمع الدولى وفلسطين حيال الموضوع ويعكس لامبالاة حقيقة للمسئولية التاريخية والجريمة التى ارتكبتها بريطانيا قبل مئة عام"، مضيفًا أن هذا الموقف "يجب مجابهته بإجراءات فلسطينية مضادة عن طريق الجانب القانونى برفع دعاوى قضائية ضد الحكومة البريطانية سواء فى المحاكم البريطانية أو الأوروبية على ما تم ارتكابه من جرائم ضد الشعب الفلسطينى".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق