"شرعنة" الصرف الصحى على النيل بأسوان .. و«جِنّية» مطروح مازالت تعشق بحركم وحيّكُم

الخميس، 02 نوفمبر 2017 03:50 م
"شرعنة" الصرف الصحى على النيل بأسوان .. و«جِنّية» مطروح مازالت تعشق بحركم وحيّكُم
اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان واللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح
كتب – محمد أبو النور

للتاريخ بابان، أحدهما باب المجد والفخر والخلود، وهو باب يسع العظماء، الذين خدموا دينهم ولغتهم وأوطانهم، والثاني باب الفشل والإهمال وعدم المسؤولية، يظهر فيه الفاشلون والمهملون ومن على شاكلتهم.

ويبدو أن اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان، قد اختار الدخول من الباب الضيق، ويكفيه فى هذا المجال "شرعنة تلوث النيل"، وإذا لم يرتكب المحافظ سوى هذه الجريمة والإصرار عليها، فى هذه المحافظة السياحية العالمية، فكفى بها جريمة، فحتى هذه اللحظة لم يتوقف الصرف الصحى فى النيل مباشرة ، بما يوازى 120 ألف متر مكعب يوميا،والأهم من ذلك أن الرئيس السيسى ، خلال مؤتمر الشباب الأخير بأسوان،قد استمع إلى أحد شباب المحافظة بصدد هذه المشكلة ، ومع ذلك مازالت مستمرة ، ويتم شرعنتها وتقنينها بإخفائها عن الأعين من خلال تركيب 40 ماسورة تقريباً لغرض الصرف.

وعلى العكس من ذلك تماما، نجد اللواء علاء أبو زيد، محافظ مطروح والذى مازال يحافظ على رونق وجمال المحافظة، ويبذل من وقته وطاقته وجهده مع الحكومة والأهالى والمجتمع المدنى لتظل المحافظة بعيدة عن التلوث بكافة أنواعه المائى والهوائى والسمعى.

 لم يتوقف ضيق أفق محافظ أسوان عند تلوث النيل فقط ، بل أضاف إليه كارثة أخرى، وهى انتشار القمامة بأهم ميادين وشوارع المحافظة، حتى شاخت وهرمت أسوان  "متحف" الحضارة على وجه الأرض، فى ميادين البنوك والمحطة وأسماء الله الحسنى وغيرها من الشوارع، وعلى النقيض من ذلك يحدث من محافظة مطروح، والذى وضع قضية رفع القمامة أولا بأول ، قضية حياة أو موت للمحافظة الجميلة بسحر شواطئها وطرقها وجبالها ووديانها ونهارها وليلها شتاءا وصيفا.

 

فى أسوان أيضا يخيم شبح البطالة على الشباب والفتيات، الذين أضاعوا نصف أعمارهم فى التعليم، وكذلك أرباب الحرف والمهن،وقد كشف أحدث تقرير صادرعن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن الفئات العمرية ما بين 15 إلى 64عاما ، تصل فيها معدلات البطالة بين الذكور والإناث لـ 13 % بنسبة 9.6 % للذكور و24 % للإناث،وأن معدلات البطالة بلغت 15.3% من إجمالي نسبة البطالة في جميع محافظات مصر، وبواقع11.5 % للذكور و32.1% للإناث، فى محافظة سياحية لو تم استغلال مواردها وإمكانياتها وكنوزها مابقى فيها عاطلا،وفى محافظة مطروح والتى تعتبر محافظة بلا موارد ولا آثار ولا متاحف، تكاد تختفى فيها البطالة نتيجة العديد من المشروعات التى تستوعب طاقة الشباب ، ومن أهما مشروع الضبعة ،الذى أنهى أزمة عدد كبير ممن يعانون من البطالة، إضافة إلى مشروعات أخرى استثمارية وسياحية لدعم الشباب و تلبية مطالبهم.

 

يُخال إليك وأنت تنظر لمحافظة أسوان ومحافظها، أنك ستجد من يخطط لهذه "اللوحة الفنية" بطريقة عكسية تماما دون أن يدرى، فبدلا من أن يضيف المحافظ إلى عبق التاريخ والآثار وجمال النيل ، الذى تتمتع به أسوان ، شيئا جديدا مثل النظافة وعدم العشوائية وطرد شبح البطالة، إذا به يضيف إليها أزمة جديدة ، وهى أزمة الإسكان والتى تنمو وتتشعب وتتوغل منذ عام 2008 ولم تجد حلا  حتى الآن سوى رتوش قليلة على وجه هذه المحافظة مهد حضارة العالم، وعلى العكس من ذلك ، نجد محافظ مطروح ، الذى لاتكاد تنقطع جولاته المكوكية فى ربوع المحافظة ، ومع الحكومة لتوفير السكن فى الريف والحضر، حتى تظل مطروح محتفظة بصورتها التى رسمناها لها فى خيالنا وذاكرتنا أطفالا نحبو عن "يا ساكنى مطروح جِنّية فى بحركم ، الناس تيجى وتروح وانا عاشقه حيكم"، هذا عن مطروح .. فماذا عن أسوان ؟؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق