"علشان تكلم الدمايطة محتاج فيزا و تأشيرة".. مفردات لا يعرفها سوى أهالى محافظة الأثاث

الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 06:30 م
"علشان تكلم الدمايطة محتاج فيزا و تأشيرة".. مفردات لا يعرفها سوى أهالى محافظة الأثاث
دمياط
محمد الشرقاوي

لا يعرف أحد عن الدمايطة سوى بعض الكلمات يرددونها أحيانًا على سبيل الدعابة وآخرى للتعبير عن شدة حرص أهالي المحافظة الساحلية المالي أو ما يسمونه بخلًا، ومن تلك الجمل: "تتعشى ولا تنام خفيف، طيب تشرب شاي ولا مش كييف".

تنحصر معرفة محافظات الجمهورية عن شعب دمياط، في أنه "حريص" وفقط، وهم لا يعلمون أن لهذا الشعب قاموس إذا أردت أن تتعامل مع أبنائها عليك التعرف عليه، حتى لا تقع في مشاكل، أو تشعر بأن الذي أمامك يهينك وهو في الحقيقة "يمرح أو يضحك معك"، مع العلم أن باستطاعته أن يذمك بما تظنه مدح.

بمجرد نزول شوارع المحافظة التي تحدها محافظتي الدقهلية وبورسعيد، فلن تفهم شيء سوى بعض الكلمات، طار الحرف الأخير منها، بمعنى "يا محمد" تسمعها "محماااااااااااا".

 في تفاصيل الحياة كافة، جعل الدمايطة لأنفسهم قاموسًا لا يعرفه غيرهم، أو بمعنى آخر لن يفهم مفرداته أحد من خارجهم، بداية من التعامل في الشارع مع الأشخاص، حتى شؤون الزواج والخطوبة، والمشاجرات والضحك والتهكم والسب واللعن، والمقتنيات الشخصية أيضًا.

"رايح الحصة انهارده يا ابراهيم".. للوهلة الأولى يظن البعض أنها "حصة" المدرسة أو الدرس الخصوصي، غير أن عمر "إبراهيم" الذي تجاوز 25 عامًا، حدد معنى الكلمة، وهي: "السهرة" عند خطيبته، وهي كلمة يرددها الشباب لصديقهم الذي انقطع عنهم من بعد خطبته.

"انت يا جرررررع".. كلمة يتردد صداها في كافة شوارع المحافظة، إذا حاول أحدهم النداء على الآخر لتعنيفه، أو أراد مناداته للفت انبتاهه لشيء ما، ومعناها: "جدع".  

في وسط إحدى القرى، جلس مجموعة من الشباب المدعويين بـ"أبو عزة" وهم ركاب "المكن" أي الموتسيكل الصيني، يتسامرون ويضحكون، اشتدت وتيرة "الهزار" إلى النوع "الماسخ" ما دفع أحدهم إلى محادثة الآخر "انت عيل إذر، أو سدغ"، وهم الأمر الذي لم يقبله "الفنيوخ" أو وهو ما يسمونه "الفيييس"، وهو الذي يحب التفاخر بين زملاءه رغم حاجته للمال".

اشتدت وتيرة المحادثة بين "الشلقات أو الشلحفات أو الجلنفات" كما يسمونهم الشباب الناقميين على هذا النوع من شباب المحافظة، وتشابك شاب عشريني مع آخر، وكعادة الدمايطة يبدأون بوابل من السباب والكلمات المصحوبة بالصوت العالي، فتبدأ بـ"ابعد عني لا أحسن أخلي بربورك دم"، وهي تعني "هضربك في وشك أو أنفك – مناخيرك - يجيب دم"، ليأتي الرد الآخر متباينًا بين "متسجرش – يعني متقدرش- أو انت أساسًا عيل إذر – رذل، أو مياس – جعجاع – بوء – وهو الذي لا يقدر على فعل شيء".

"يالعن أبو سماجت أهلك".. كانت تلك الكلمات تعليقًا على "نكتة" حاول بها أحد أصدقاء المتشاجرين تخفيف الوضع، وهي تعني "هزارك تقيل" أو "بايخ"، ليرد الآخر" بطل لكلكة في الكلام" أي بطل رغي.  

بعيدًا عن المشاجرة، ظهر والد أحد الشباب، وحين رآه ابنه، قال:" أبويا جه متحه يا رجالة"، أي: اجري يا رجالة، ما دفع شاب يمسك بسيجارة "بانجو" إلى مناداة الآخر "كيييف العمل" أو "آمييه" أي داري المخدر.

على جانب آخر من القرية، استيقظ رجل خمسيني من نومه ينادي ابنته: "اسرجي النور" أي افتحيه، و"هاتيلي الشبط علشان ألحق العصر"، وهو ما يعني "الشبب"، وأثناء ذهابه للمسجد، وقفت إمرأة تنادي "شارفيس" أي سرفيس.

مضى الرجل الخمسيني في طريقه إلى المسجد، وأثناء مروره ألقى السلام على مجموعة من الرجال الواقفين أمام المسجد، ليأتيه الرد "سعتااااالله وبركاته".

انتهى الرجل من صلاته، ووقف مع مجموعة من أبناء أخيه، يتسامرون في وسط الطريق، وحين رآى أحدهم "عمه" حاول اصطناع حدوته ليلفت بها انتباهه ويحصل على ثقته، ما دفع أخاهم الآصغر "إحنا هنتمظرب يا فاروق"، ما يعني "انت هتعيش علينا".

أثناء وقوف العائلة مر شاب ألقى التحية على زملاءه في المدرسة الواقفين مع عمهم بقوله: "أجعص مسا عليكم يا رجالة" أي أحلى مسا.

لم ينتهى قاموس الدمايطة إلى هذا الحد، كعادة الأمهات المصريات يدعين على أبنائهن بعبارات يراها البعض مضحكة ولكنها دعوات بأخطر الأمراض، كـ" داك داء السل أما يسلك" أي مرض السل، ولو الدعوة بداء الشلل فإنها تضيف "يشلك".

في صباح كل يوم، يقف شباب القرى أمام مواقف سيارات الأجرة لمدينة دمياط "القديمة"، أو "الجديدة"، فيمتلأ الصباح -لو المزاج رايق- بعبارات "صباح الخير عليك يا آيم، أو ورد الوردوش عليك يا آيم"، الآيم هنا يعني الشخص ذو القيمة، وورد الوردوش تعني: "مساء الورد على أحلى ورد"، و"سارح انهارده ولا ايه" ذاهب للشغل.

حال تأخرت السيارة، يزداد صوت الشباب بمواقف السيارات، ولو أنك من خارج المحافظة، تظن أن هناك مشكلة كبيرة، وعشرات القوم يتحدثون في وقت واحد – نفس واحد- كما يقول الدمايطة.

شاب عشريني يتحدث إلى آخر عن ما فعله الأسبوع الماضي في عمله، فيبدأ كلام بكلمة: "ديك النهار- أي نهار يوم مضى، تابعت أبو عزة– سواق الموتسيكل، وهو بيفنيخ المكنة– يقوم  بحركات مهارية بالدراجة النهارية، بس عيل "جفط أو جلياط"- قليل الذوق،  ترب عليا جاته غرقه -دعوة بالغرق- أو غوره- داهية.

الشهر الماضي، افتتحت شركة مطاعم شهيرة إحدى أفرعها بالمدينة القديمة، ما أخذ وابلًا من سخرية أبناء المحافظة أنفسهم، باعتبار أن وجباتها "مسح زور" أي لا تجدي لهم شيئًا.

بقي لدى الدمايطة مفردات قاموس غير ما تم ذكرها، وكلمات آخرى لا يعرفها أغلب الدمايطة مثل: "شباره على صدرك، وشربنظي"، لذا وجب عليك الحذر حال التعامل معهم، غير أن أحد أبناء المحافظة، قال إن عبارة: "شاي حمامة يالا"، هي إحدى العبارات التي يستخدمها التاجر الدمياطي في "تطريق" الزبائن - تجاهله.

أهالي المحافظة لهم عبارات أخرى، يعبرون بها عن ضيق الحال: "من غلبي بسف النشارة"، مرفقة بيمين لا ينفك عن ألسنة أهالي المحافظة: "واللي خلقك".

 

تعليقات (2)
انا طلعت مش دمياط و لا ايه ؟
بواسطة: Mohammed Gadalla
بتاريخ: الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 08:30 م

انت بتقول كلام غريب اوى يا عم انا دمياط و مش عارف نص الكلام دا اصلا . الفكرة أن أغلب المصطلحات دى محصور فى منطقة أو اكتر من مدينة دمياط لكن مش موجود فى كل المحافظة . دمت متألقا يا صديقى

???
بواسطة: ??
بتاريخ: الخميس، 09 أبريل 2020 02:35 ص

????????????????أحسنت

اضف تعليق