خالد الجندي.. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله؟

الجمعة، 03 نوفمبر 2017 05:00 م
خالد الجندي.. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله؟
خالد الجندي الداعية الإسلامى
كتب- محمد الشرقاوي

بابتسامة عريضة يطل الداعية الخمسيني ذو الوجه البشوش- كما يظن متابعوه- أثناء حديثه عن قضايا وأمور دينية، امتثالا للحديث النبوي: "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، غير أن تلك الابتسامة جعلت البعض يحكامونه بتهم "التهاون في صحيح الدين"، رغم تصنيفه كأحد رجال تجديد الخطاب الديني.. فضلا عن حديثه الشاذ عن كل ما يخص الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامى، ما دفع الكثير لإسقاط حديث الرسول (ص) عن من أسماهم "الرويبضة"، الذين يتحدثون فى أمر العامة.

بفتاوى شاذة وغريبة على مسامع العامة، نجح الشيخ خالد الجندي صورة ذهنية في عقول المصريين، تارة "متشددة" وآخرى "متهاونة"، كان آخرها، اعتبار التماثيل الحجرية مثيرة للغرائز الجنسية، وذلك ردًا على منشور للدكتور خالد منتصر، على فيسبوك لأحد المنحوتات الفنية، للنحات الإيطالي لورينزو برنيني، إضافة إلى فتوى أن الخمر ليس بحرام، وهو ما يتعارض من النص القرآني: "إنما الخمر والميسر والأنصاب والآزلام رجس من عمل الشيطان".

العلاج بالقرآن وقدرة الجن 

للجندي البالغ من العمر 56 عامًا، عدة فتاوى اعتبرها البعض اشتباكًا مع صحيح الدين والأحاديث التي أقر علماء الحديث المتخصصين بصحتها، منها ما جاء على لسانه في تسجيلات صوتية (شريط)،  يسمى "كيفية الانتفاع بالقرءان"، حيث اعتبر العلاج بالقرآن الكريم والرقى الشرعية للسحر والحسد إهانة للقرآن الكريم، زاعمًا أن هذا لم يحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

في حين ورد حديث صحيح، أنّ لبيد بن عاصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم لكن لم يتأثر عقله أو تفكيره عليه السلام ثم أنزل الله تعالى المعوذتين على رسول الله إحدى عشرة آية لأنّ لبيدًا عقد الخيط إحدى عشرة عقدة فكلما قرأ الرسول آية انحلت عقدة"، كذلك ما ورد في القرآن الكريم، في قول الله تعالى: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) سورة الإسراء الآية 82.

ومن بين جملة الفتاوى التي وردت في هذا السياق، "أن الجن ما يقدرش يؤذي الإنس ومالوش سلطان عليه، له قانون الذي لا يستطيع أن يخترقه أبدًا بأي حال من الأحوال، المهم إنو القرءان ذكر هذا"، وهو ما يتنافى مع نصوص الآيات التي تحدث عن السحر في القرآن الكريم، وأهمها ما ورد في سورة البقرة في الآية: "واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان.. فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه".

 

 

حرمة زيارة قبور الأنبياء

للجندي فتوى أخرى تتعارض مع النص السابق، يقول في تسجيلاته "الفصل ما بين أولياء الرحمن وشياطين الجان": "يروح يزور إيه وقبور إيه ويلف على المقامات ليه لأنّه بقى محرّك من قبل مجموعة من الجن دمروا عقيدته ويفسدوا التوحيد إلى جواه"، وهو اعتراف بأن الجان على مقدرة بتغير سلوك البشر.

وبالنسبة لتلك الفتوى، ورد في السنة النبوية قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الآخرة"، فزيارة قبور المسلمين للتذكر والاعتبار، وزيارة قبور الأولياء للتبرك والاعتبار.

الله لا يرى عبده

من بين الكلمات التي آثارت لغطًا كبيرًا في الأوساط الدينية، مزاعم "الجندي" أن الله لا يرى عبده، وهو ما جاء على لسانه في إحدى تسجيلاته الصوتية بعنوان: "قراءة القرءان"، بقوله:  "أوعى ربنا يبص في هذه الأماكن ويدوَّر عليك ما يلاقيكش"، وهو ما يتنافى مع قول الله تعالي: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء} سورة يونس الآية 61.

كذلك حديثه عن طريقة "نزول القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، في قوله أن القرءان نزل من اللوح المحفوظ على مواقع النجوم – هي التي أقسم الله بها في القرآن- وذلك في تسجيلاته بعنوان: "القرءان نزل من اللوح المحفوظ على حاجة اسمها مواقع النجوم"، وهو ما تناقض مع ما رواه الحاكم وابن أبي شيبة من طريق حسان بن حريث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: "فصل القرءان من الذكر فوضع في بيت العزّة من السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النبي، قال السيوطي: "إسناده صحيح". قال أهل العلم: "بعد أن نزلت سورة العلق بعد ذلك أنزل نجومًا أي مفرقًا"، هذا هو ليس على مواقع النجوم.

القرآن لا ينفع الأموات

ورد عن الجندي في تسجيلاته الصوتية بعنوان "الفائدة المرجوة من القرءان" أن القرآن لا ينفع الأموات، وأنه لا يعطيهم أي رحمات أو ثواب، متنافيًا مع الحديث النبوي: "اقرءوا على موتاكم" رواه أبو داود، وحديث: "اقرءوا يس على موتاكم" رواه النسائي وابن حبان وابن ماجه وصححه ابن حبان.

إنكار الصحيح

"من أنكر مجيء أحدهم لا يكفر ولا ينقص من إيمانه شئ"، والمقصود به هنا "المسيخ الدجال، والمهدي وعيسى"، وهو ما تعارض مع اتفق عليه علماء المسلمين، حيث نصت أحاديث على وجوب الإيمان بتلك الغيبيات، وروي في صحيح الإمام مسلم، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "غير الدجال أخوفني عليكم أن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، إنه شاب قطط عينه طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن" إلى أن قال الرسول عن سيدنا عيسى لما يطلب الدجال " فيطلبه حتى يدركه بباب لدّ فيقتله ".

جواز تغيير الدين

قال خالد الجندي، في إحدى حلقاته التلفزيونية: "اللي عاوز يختار أيّ دين إن كان صادقًا فلا بأس حتى اللي عايز يرتد أهلاً وسهلاً فليرتد، ولكن عليه أن لا يثير ضجة بين الناس"، وهو ما تعارض مع النص القرآني القائل: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} [سورة آل عمران].

 

جواز أكل مال الربا

ورد النص القرآني صريح في تحريم أكل مال الربا، غير أن الجندي، نسب إليه أنه أباح ذلك وقال: "بعض العلماء الذين لهم علمهم ونجلّهم ونحترمهم قالوا بجواز أكل مال الربا فيجوز لك فعل ذلك وإثمك على من أفتاك".

 

مفطرات الصوم

قال خالد الجندي على قناة أوربيت ليل 3 مارس 2003: إن استعمال التحميلة النسائية- اللبوس المهبلي- في شهر رمضان للصائمة لا يفطر بل إن الحقنة الشرجية لا تفطر ولو كان هذا يفطر الصائم لما صح لأحد من الصائمين".

كذلك قال في كتابه "فتاوى معاصرة"، إن "مفطّرات الصائم هي كل ما يدخل البطن وكل ما لا يحفظ الفرج"، قال: "وكل ما يمت بصلة لشهوة الفرج يفطر"، في أن هناك أمورًا تندرج تحت إطار الشهوة لكنها لا تفتطر، مثل "التقبيل"، كذلك "مصافحة المرأة الأجنبية بدافع شهواني، كذلك النظرات الشهوانية، كل هذا لا يبطل الصوم حسب ما اتفق عليه علماء الفقه. 

نعيم الجنة ليس صحيح

من بين الفتاوى التي أثارت جدلًا على الساحة مما أطلقها الداعية خالد الجندي، أن ما ورد في القرآن عن الجنة ليس حقيقة بل هو من باب التمثيل، وهو ما يتنافى مع النص القرآني: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}.

الهدف من وراء تلك الفتاوي 

الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية، اعتبر أن هناك عدة فتاوى يطلقها الشيوخ بهدف تمييع الدين، واستدعاء قضايا جدلية معتمدة على نوادر فقهية، كانت لها علة في وقتها، الآن بهدف إشغال المسلمين عن القضايا الأساسية. 

وتابع كريمة في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة"، أن إطلاق آراء شاذة لا سند لها من شرع ولا منطق ولا عقل، هو خطة ممنهجة لإلهاء الشعوب عن قضاياها، وإغراق الناس في الاختلافات الفقهية التي لا طائل منها، متسائلًا: "لماذا الحديث عن نجاسة الكلب وطهارته" في حين أنه من الواجب الحديث عن العدالة الاجتماعية وتوعية الناس بحقوق المرآة وذوي الاحتياجات الخاصة والضعفاء.

وأوضح كريمة أن مثل القضايا التي تتحدث عن إباحة شرب النبيذ والذي اتفق جمهور العلماء على حرمانيته، كان باستدعاء آراء ونوادر فقهية لا داعي لها الآن، موضحًا أن العلة التي بنيت عليها تلك الآراء تختلف عن "النبيذ" الموجود الآن. 

كان الداعية خالد الجندي، أفتى بإباحة شرب الخمر، حين  قال إن الخمر الذي يشربه الشخص ولم يُسكره فهو حلال، مضيفًا: "لو شرب شخص خمرًا وتحقق السُّكْر؛ فهذا حرام، حتى وإن كان مصنوعا من البصل، لكن إن لم يُسكِر؛ فليس حرامًا"، كذلك تحدث عن أن الحنيفية أباحوا شرب النبيذ، غير أن "كريمة" يرى أن الرأي الوحيد لدي الحنيفية كان للإمام أبو يوسف، وكانت علته في إباحة النبيذ المصنوع من الفواكه شريطة عدم ذهاب العقل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق