أحمد شفيق.. رجل الـ"بون بوني".. هل الفريق صاحب الـ76 خريفا لائق ذهنيا وجسديا لممارسة أي دور سياسي؟

السبت، 04 نوفمبر 2017 05:13 م
أحمد شفيق.. رجل الـ"بون بوني".. هل الفريق صاحب الـ76 خريفا لائق ذهنيا وجسديا لممارسة أي دور سياسي؟
الفريق أحمد شفيق
محمود حسن

اعترف فى 2011: لم أعد فى سن يؤهلنى للترشح للانتخابات أو ممارسة أدوار سياسية

لماذا ظهر دوما نائما ومنهكا وغير قادر على الحديث المتماسك والمرتب فى البرامج الحوارية؟

حلوله السياسية لأكبر أزمات مصر "البون بونى".. ويردد نغمة "أنا اللى بنيت المطار" منذ ظهوره للحياة السياسية

بعيدا عن القاهرة التى رحل عنها منذ 5 أعوام، يجلس الفريق شفيق يتابع الأوضاع فى مصر منتهزا فرصة توتر أو سجال سياسى ليصب الزيت على النار هنا أو هناك معتقدا أنه بهذا يداعب المزاج المصرى السياسى، باحثا عن الفرصة الغائبة، ومحاولا أن يرسم نفسه فى صورة "البطل المنتظر"، وعلى الناحية الأخرى تقف بعض النخب المهترئة، والتى تحاول جاهدة البحث عن مرشح لها تدفع به إلى انتخابات الرئاسة فى 2018، فى مشهد يبدو مثيرا للأسى والسخرية، بعدما اكتشفوا أنهم لا يملكون شخصا يقدمونه للجماهير لخوض الانتخابات الرئاسية، وبدلا من محاولة الإجابة على السؤال المفترض أن يطرحوه على أنفسهم وهو "لماذا عجزنا عن تقديم هذا المرشح"، يسعى بعضهم جاهدا لاسترضاء صاحب "عمرة الـ 5 سنوات"، والدفع به فى آتون المعركة الانتخابية متناسين الكثيرعن التاريخ والسياسة، بل والبيولوجيا أيضا!.
 
شفيق الرجل ذو الـ 76 خريفا.. هل هو لائق ذهنيا وجسديا لممارسة دور سياسى؟
 
الفريق شفيق والمولد فى نوفمبر 1941، يبلغ اليوم من العمر 76 عاما، وهو عمر ينبغى للمرء حين يصله أن يتساءل إن كان لائقا فكريا وذهنيا لممارسة السياسة، أم أن الأفضل هو الجلوس مع الأولاد والأحفاد والاستمتاع بما بقى من الحياة، بالطبع هناك من يصل إلى هذا السن وهو فى لياقة ذهنية جيدة، لكن هل الفريق شفيق من هؤلاء؟.
 
 يمكننا أن نرجع إلى الوراء قليلا، تحديدا فى اللقاء الذى دار قبل 5 سنوات، بين شفيق مع الإعلامى معتز الدمرداش على قناة الحياة، لنتساءل عن صحة الرجل ولياقته الذهنية والصحية.
 
 
ما نراه فى اللقاء هو رجل متعب ومنهك، وغير قادر على الحديث بشكل جيد، بل إنه حتى غير متماسك جسديا يفاجئه النوم على الهواء مباشرة، يتحدث عن أمور غريبة وبمصطلحات غريبة، عن "الاصطفاف الصناعى" الذى إذا ما حاولنا فعله فسنواجه "كراهة فى الأركان"!، يتكلم عن الشعب بأنه من "سكان الوديان" الذين وصفهم بـ "سهلى المعشر والانقياد"!، ويقلل من قيمة المصريين فيقول "الأيدى العاملة عندنا بملاليم".
 
خلال اللقاء يمكنك أن تلمح نظرة الذهول على وجه الإعلامى معتز الدمرداش من المشهد الذى ظهر فيه أحمد شفيق، منهارا جسديا وذهنيا، وفى المشهد الأخير من اللقاء يمكنك أن تلمح نظرة خيبة الأمل والدهشة مرشومان على وجه الدمرداش، وهو يقول "تمام"! قبل أن يشرد بعينيه متعجبا ومفكرا ربما فى حالة الرجل وحواره المهترئ والركيك، وحالته الصحية التى جعلته يخرج فى هذا المشهد العجيب.
 
 ربما يقول قارئ إن هذا لقاء استثنائى خرج من رجل ربما كان حينها مريضا أو منهكا بفعل إجهاد السباق الانتخابى، لكن وفى لقاء آخر مع الإعلامى معتز الدمرداش أيضا أجراه مع شفيق فى مقر إقامته بالخارج أو عمرته الطويلة، وتحديدا فى سبتمبر عام 2012، كان السؤال واضحا من الإعلامى معتز الدمرداش: "مفكرتش تنزل مصر علشان تسكت الألسنة"، فكانت هذه هى الإجابة بالضبط نصا دون أى تحريف منا: "أنا هنزل مصر فى الوقت الـ.. مفيش كلام إن أنا أحد البدائل لنزولى اللى هتنزل مصر.. مش.. مفيش كلام مهو ها.. شوف حضرتك.. ده حاجة.. ده قاطرة بتتحرك.. وفى حاجة موقفاها هنا دوقتى.. مجرد إن الحاجة ده تعمل كده.. القاطرة تتحرك.. الطبيعى إن القاطرة تتحرك النحيادى.. بس.. فالموضوع الموضوع يعنى عناصر تعطيل للموضوع".
 
 
 
لاحظ أن كل هذه المشاهد نراها منذ 5 سنوات، فماذا فعلت إذن السنين بالفريق البعيد عن الأضواء والكاميرات منذ سنوات، وماذا إذا ذهب معتز الدمرداش ليجرى معه حوارا اليوم، هل سيبدو بشكل مختلف؟، أم سيخرج الدمرداش بنفس نظرة الذهول والحيرة؟.يمتلئ الانترنت بعشرات المقاطع المماثلة، التى تجعلنا نتساءل عن حالة الفريق الجسدية والذهنية وهو فى هذا العمر المتأخر، وهى المقاطع التى جعلت وللأسف من الفريق شفيق مادة خصبة لصانعى المقاطع الساخرة على الإنترنت، وهو الأمر الذى نرفضه بالقطع، فإذا كان التأخر فى العمر هو ما يجعل من كلمات الفريق شفيق غير متماسكة ومترابطة بهذا الشكل، فهذا أمر يستدعى بالتأكيد التعاطف والتضامن الإنسانى، لا الهجوم عليه، واستخدام هذه المقاطع كمادة للسخرية.
 
أحمد شفيق فى 2011: لم أعد فى سن يجعلنى أترشح لدور سياسي
 
الغريب أن شفيق نفسه اعترف من قبل بأنه بلغ سنا لا يسمح له بممارسة أى دور سياسى، وذلك فى عام 2011 حين سأله الإعلامى حافظ الميرازى فى لقاء أجراه معه على قناة العربية، هل من حق المعجبين بالفريق أحمد شفيق أن يطالبوه بترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة، أجاب الرجل بوضوح: "أتخيل إن أنا لم أعد فى سن أرى فيه انه مناسب لى أن أفعل مثل هذا الأمر، وحين استعرض الساحة أجد أشخاص آخرين أكثر كفاءة منى فى الوجود لهذا المنصب، كل واحد ليه رؤية خاصة فى مسألة الكبر والصغر".
 
 
اليوم وبعد 6 سنوات كاملة من هذا الحوار، يعود الفريق أحمد شفيق، ليحاول وبشدة جاهدا أن يمارس هذا الدور الذى كان يرى أنه لم يعد فى سن مناسب له!، وكأن عقارب الساعة تعود بالإنسان إلى الوراء.

شفيق الرجل الذى كان حله لأكبر أزمات مصر السياسية "البون بونى"
 
يمكننا أن نقبل الكثير من الأشياء ونتجاوز عنها ونصفح إذا كان الرجل يملك شيئا ما حقيقيا يمكن أن يقدمه بخلاف المزايدة على أواجع الوطن، فما الذى يملكه الرجل ليقدمه لنا؟، ففى أعتى أزمات مصر السياسية حين اندلاع ثورة 25 يناير، يرى الرجل أن الحل أن نذهب إلى ميدان التحرير فنوزع "بون بونى على المتظاهرين"، ويرفض مثلا مطلب لحل مجلس الشعب عقب اندلاع الاحتجاجات متذرعا بأنه مطلب غير معقول لأنه "لا يمكننا حل مجلس الشعب لأنه هو من سيعدل الدستور"، مع أننا "جربناها ونفعت" فحل مجلس الشعب الذى جاء بانتخابات مزورة وعدلنا أيضا الدستور
 


الوجه الآخر لشفيق "غير اللطيف".. هدد بقتل من يتظاهر ضده إذا أصبح رئيسا
 
يحاول شفيق هذه الأيام الاكتساء بمظهر الشخص اللطيف الذى يدافع عن الحقوق والحريات وغير ذلك من الأمور، وهو ما يجعل بعض النخب مع الأسف من الوقوع فى فخه!، وهو ما يثير الضحك والسخرية، فـ "شفيق" الداعم للحريات والحقوق مؤخرا هدد بقتل من يتظاهر ضده حال فوزه فى الانتخابات! فى لقاء مع وائل الإبراشى فى مايو 2012، حين سأله ماذا إذا خرج معارضون لك فى ميدان التحرير إذا انتخبت رئيسا، ذهب شفيق يمينا ويسيرا فى الحديث، لكن ردوده كانت حاسمة فى خمس دقايق يتم فضه بالقوات المسلحة، يرد عليه وائل الإبراشى لكنهم يقولون إن الميدان سيشتعل إذا أصبحت رئيسا، فكان رده بسيطا: "نطفيه هو واللى أشعله"!.
 
يقول شفيق هذا بلا مواراة أو خجل، كيف لا وهو الرجل الذى تمتلئ حواراته بجمل مثل: "أنا هعرفه حجمه!"، أو "أنا مش هسيب حقى"، يلبس شفيق وجه الرجل اللطيف سياسيا فى بعض الأحيان، لكنه ما أن يواجه ضغطا سياسيا أو أزمة ما حتى يظهر ذلك الآخر العنيف والمخيف أيضا.
 
الرجل الذى لا يرى فى الحياة إلا نفسه!
 
نعلم أن السياسة فى مصر ليست على وتيرة ثابتة، وأن البلاد أحيانا تمر بظروف صعبة من مواجهة الإرهاب، واستهداف أفراد الجيش والشرطة والأقباط، وهو ما يستدعى بالجميع الوقوف صفا واحدا فى مواجهة هذا الخطر فى لحظته، ولعل واحدا من تلك المواقف هو اشتباكات الواحات الأخيرة، التى أسفرت عن استشهاد 16 ضابطا وجنديا، لكن الفريق شفيق ليس من هذه النوعية من الرجال، استغل الأزمة وخرج ببيانه الأخير المثير للجدل يهاجم الدولة المصرية ويبحث عن مكسب سياسى بينما الدماء لم تزل ساخنة فى ساحة المعركة.
 
لكن لا جديد فى هذا، فالفريق شفيق رجل لا يرى إلا نفسه وفقط ولا أحد أو شيء آخر، زلة لسان ربما تكشف لنا ما يدور داخل نفسية الفريق أحمد شفيق الذى لا يرى فى الحياة إلا نفسه وفقط، فى لقاء له أيضا قبل انتخابات الرئاسة عام 2012 يسأله الإعلامى خيرى رمضان: "لو كنت ناخبا ولم تكن مرشحا من الذى كنت ستعطيه صوتك من الـ 13 مرشحا؟"،  لا يفكر شفيق كعادته، لا يستغرق وقتا فى البحث عن الإجابة فى ذهنه وسط طوفان اللعثمة المعروف بها، يجيب ببساطة وتلقائية ودون أن يفكر: "هدى صوتى لنفسى طبعا"، يستغرب خيرى رمضان ويرفع حاجبيه دهشة، ويرد: "حتى وانت مش مرشح؟"، يجيب شفيق على الفور: "آه علشان أشرح للمرشح يعمل إيه فى البلد"!.
 
ببساطة هذا هو شخص شفيق، لا يرى سوى نفسه ولا آخرين.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة