رئيس الإقليم استعان بخدمات برنار ليفى وكوشنير وكوهين ومستشار نتنياهو وترامب

أبطال «مأدبة التفاح» الذين ورطوا «بارزانى» فى استفتاء كردستان

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 08:00 ص
أبطال «مأدبة التفاح» الذين ورطوا «بارزانى» فى استفتاء كردستان
مسعود بارزانى

لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تجرى الأمور فى إقليم كردستان العراق بهذا الشكل، وأن يتحول الاستفتاء على الاستقلال الذى جرى يوم 25 سبتمبر الماضى، إلى كارثة حلت بالإقليم وأهله، وبدلا من أن يكتب هذا الاستفتاء شهادة ميلاد «الدولة الحلم» إذا به يعود بالإقليم إلى الوراء عشرات السنين، ليخسر الأكراد ما ربحوه منذ عام 1991، ما جعل الكثيرين من المواطنين ومعهم جانب كبير من القوى السياسية والحزبية فى الإقليم توجه «سكاكين النقد» إلى مسعود بارزانى رئيس الإقليم الذى تمسك بإجراء الاستفتاء فى موعده، ولتتصاعد المطالبات من هذه القوى لبارزانى بالتنحى والاعتذار للشعب الكردى، وتحميله المسئولية كاملة فى هذا الأمر، على الرغم من أن الاستفتاء تم بموافقة جميع هذه القوى التى حرص قادتها على المشاركة فى التصويت والتقاط الصور التذكارية رافعين أصابعهم بعد غمسها فى الحبر الفسفورى.

 
ومع التطورات الدراماتيكية للأزمة وتوابع زلزال الاستفتاء التى ارتدت على الإقليم، وبارزانى بصفة خاصة، والذى اعترف ضمنيًا بأن الحسابات لم تكن دقيقة، وأنه فوجئ بمواقف بعض القوى الدولية وخاصة الولايات المتحدة، مع هذه التطورات تعرض المستشارون الذين أحاطوا ببارزانى للانتقادات، وبعضهم اعترف بأنهم أخطأوا فى توجيه بارزانى ومنهم الدبلوماسى الفرنسى فريدريك تيسوت، الذى ظهر فى صورة «مأدبة التفاح» التى أقامها بارزانى فى اليوم التالى للاستفتاء.
 
وظهر «تيسوت» فى الصورة على يمين بارزانى بينما على يساره كل من وزير الخارجية الفرنسى الأسبق برنارد كوشنير، وعالم الاجتماع المثير للجدل برنارد هنرى ليفى، الذى عرفه العرب وذاع صيته مع ظهور «الربيع العربى» وخاصة الثورة الليبية، وفى الصورة كذلك كل من فؤاد حسين رئيس ديوان رئيس الإقليم، وفخرى كريم الكاتب الصحفى مالك ومؤسس دار المدى، وفلاح مصطفى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحكومة الإقليم، وهو بمثابة وزير الخارجية للإقليم.
 
فيما اتهم سياسيون وبرلمانيون عراقيون «شيعة» مسعود بارزانى بالاستعانة بمستشارين يهود، حيث قالت عضوة البرلمان العراقى، سميرة الموسوى، إن من بين هؤلاء المستشارين يهودا مقربون للحكومة الإسرائيلية.
 
وأن «فنسنت هاريس»، الذى كان مستشارًا لنتنياهو وترامب وحزب البديل من أجل ألمانيا، كان أحد المستشارين الذين استعان البارزانى بخدماتهم.
ومنهم السفير الأمريكى الأسبق فى العراق، زلماى خليل زاد، «الكردى الأصل»، والجنرال الأمريكى المتقاعد، بيتر جولبريث، وجاريد كوشنر، وهو أحد مستشارى الرئيس الأمريكى رونالد ترامب، وشخص آخر يدعى كوهين.
 
ويرى سياسيون أكراد بالإقليم أن بارزانى أحاط نفسه بهؤلاء المستشارين الذين كانوا يتقاضون مبالغ خرافية نظير عملهم، وكان بارزانى يهدف من وراء وجودهم معه إلى تكوين علاقات قوية مع بلادهم، وبالفعل لعب هؤلاء دورا كبيرا فى «تمتين» العلاقات بين مسعود بارزانى وقيادات هذه الدول، وبين الحكومات فيها وحكومة إقليم كردستان، ما انعكس فى زيارات كثيرة كان يقوم بها بارزانى إلى هذه الدول، وكان يتم استقباله خلاله وكأنه رئيس دولة. 
ويذهب معارضو بارزانى إلى أن توجهاته نحو الغرب حرصه على تقوية علاقته به، لم تؤتِ ثمارها، حيث إن الاستفتاء الذى تم فى الإقليم لم يحظ بموافقة أو رضا وقبول أى دولة، بل إنه قوبل برفض قوى وواضح لهذه الخطوة، ما كان مفاجئا لبارزانى الذى يبدو أنه شعر بـ«خيبة أمل» من جراء المواقف الأمريكية والأوروبية التى لم يكن يتوقعها، وهو ما ظهر فى رسالته الأخيرة التى وجهها إلى الشعب الكردى.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق