سلطان الثقافة والعاصمة العالمية للكتاب

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 03:19 ص
سلطان الثقافة والعاصمة العالمية للكتاب
عادل السنهوري يكتب

 الثقافة حجر الزاوية في التنمية المنشودة، وهي مايحقق التوازن بين الانتماء الحضاري وروح العصر"...هذه هي كلمات الشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة التي لخصت رؤيته وموقفه وحلمه الطفولى الذى كبر معه وتمناه لامارته المحبوبة، الشارقة، حتى أصبح الحلم حقيقة ومشروع ثقافى ممتد منذ أكثر من أربعة عقود وحتى الآن.

 

الإصرار المدهش على يقينه وايمانه بقيمة الثقافة وأهمية الكتاب رغم  ثورة الفوضى التكنولوجية وظهور وسائط هددت عرش الكتاب هي التي جعلت من الشارقة عاصمة الكتاب الأولى في العالم العربى بعد أول معرض للكتاب عام 82 وحتى المعرض الحالي الى فازت فيه الشارقة بلقب العاصمة العالمية للكتاب عام 2019  كما قررت المنظمة الدولية للثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة، اليونسكو،

الحكاية ببساطة تتلخص في حلم تحول الى مشروع وبات واقعا، ومعرض الشارقة الان الان ليس مجرد مكان لعرض الكتب وانما بوتقة ثقافية عربية تنصهر فيها الأفكار العربية ويتوافد اليه كبار المثقفين العرب لتبادل العلوم والمعارف والمسألة لا تتعلق بصغر المكان وحجمه وانما بإرادة ورؤية ومبادرة وقدرة على التنفيذ.

فمعرض الشارقة يتبوأ حاليا المرتبة الثالثة عالميا بين معارض الكتب الدولية والامارة تقود مشروع ثقافى عربىقائم على مفاهيم المحبة والسلام والتواصل الحضارى. تطور المعرض والمشروع الى مشروع معرفى متكامل الأركان بعد اعلان حاكم الشارقة عن  انشاء مدينة الشارقة للنشر تضم منطقة حرة للنشر والطباعة ومقر لاتحاد الناشرين واتحاد الكتاب العرب 

تاريخ طويل ومستمر من العمل، جاهد فيه سلطان الثقافة،حاكم الشارقة، لتحقيق الحلم بسلسلة من المشاريع، والمبادرات، والبرامج، التي ظلت تتنامى وترسم ملامح إمارة الكتاب عاماً تلو آخر، والتي يسرد كل فصل من فصولها حكاية مشروع ثقافي ظل الكتاب بطلها الذي يؤكد أنه إناء المعرفة الأزلي، وحجر بنيان الحضارات الصلب.

 

تتجلّى صورة الشارقة الثقافية بالوقوف عند مشاريعها السبّاقة، وبرامج عملها الرائدة، فمنذ اليوم لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، عام 1982، أعلن سلطان القاسمى رهانه على المعرفة، وظل العمل يتواصل على مدار خمسة وثلاثين عاماً، حتى بات المعرض اليوم ثالث أكبر معرض كتاب في العالم.

ويكفي المتابع لسيرة الشارقة مع الكتاب المقارنة بين الدورة الأولى لمعرض كتابها، وبين دورته الأخيرة، حيث تحول المعرض من خيمة يجتمع فيها بعض الناشرين العرب وقلة من القراء، إلى مهرجان معرفي يقود المشهد الثقافي العربي ويجمع سنوياً أكثر من مليوني زائر يتوافدون إليه من مختلف أنحاء دولة الإمارات، والبلدان المجاورة، ويستقطب أكثر من1500 دار نشر من عشرات الدول الشقيقة والصديقة. 

وإلى جانب معرض الكتاب وحضورها البارز في الحياة الثقافية، تنتشر في إمارة الشارقة اليوم سبع مكتبات عامة، تقدم لروادها صنوف المعرفة وألوان الكتب، موفرة لهم البيئة المثالية لبداية رحلتهم مع عالم القراءة الممتع والمفيد، من خلال 600 ألف وعاء معرفي، تشمل الكتب، والدوريات، والوثائق، والأفلام، والمخطوطات، والمجلدات، وغيرها من المصادر المعرفية، باللغتين العربية والإنجليزية ولغات أخرى عديدة. 

يمكن القول أن الشارقة أصبحت أصبحت مكتبة ضخمةباطلاق مبادرات مثل"ثقافة بلا حدود" ومبادرة "مكتبة لكل بيت" التي وفرت مكتبة منزلية لحوالى 42 ألف بيت إماراتي في الشارقة، بواقع 50 كتاباً لكل أسرة، ليصل إجمالي عدد الكتب التي تضمها هذه المكتبات إلى حوالى2مليون كتاب، في خطوة تؤكد أحقية الشارقة بأن تكون عاصمة للكتاب، كما هي عاصمة للثقافة والفن والتعليم والمعرفة، وتعكس اهتمامها بالاستثمار في البناء المعرفي للإنسان.

الشارقة تواصل ترسيخ مكانة الكتاب، والاحتفاء بمؤلفيه وناشريه وموزعيه وقرائه، ليستمر في تعزيز مكانته المعرفية بين جميع فئات المجتمع، ويرتقي بصناعة النشر في الإمارات والمنطقة، وهو ما جعل الإمارة عاصمة دائمة للكتاب، ووجهة لكل من يرغب في اكتشاف متعة القراءة، والاستمتاع بالعالم الكبير والواسع للكتب

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق