«الجعفري»: نرفض إعادة إنتشار قوات تركية على أراضي العراق
السبت، 19 ديسمبر 2015 08:33 م
صرح وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، اليوم السبت، بأن العراق طرح مشروع قرار لإدانة التدخل التركي في الأراضي العراقية وخرقه للسيادة الوطنية، وقال:« نحن أضطررنا إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن مع تمسكنا الشديد بالحفاظ على العلاقة الطيبة مع دول الجوار الجغرافي بصورة خاصة، ولكن عندما تخرق السيادة بهذه الطريقة، ونستنفد أساليب الحوار مع تركيا لم يكن أمامنا إلا اللجوء إلى مجلس الأمن».
وأشار إلى أنه حتي عقد اجتماع مجلس الأمن كانت هناك محاولات مستمِرة من قبل الأصدقاء لحل القضية، وتعاملنا بحسن نية، ولكن الطرف التركي أصر على أن لا يذكر عبارة «سحب القوات من العراق» وطلب مكانها «إعادة انتشار»، وهو ما يعني بقاء القوات بالعراق، وقال "هذا غير مسموح به، ويشكل استفزازا حقيقيا لضمير المواطِن العراقي، ونحن حريصون أشد الحرص أولا على عدم خرق السيادة العراقـية، وثانيًا على احترام مواطِنينا والسلطات العراقية".
وأكد الجعفري - في مؤتمر صحفي بمقر مجلس الأمن بنيويورك تمسك العراق بالدفاع عن سيادته، وهو ما تتفق معنا دول مجلس الأمن التي أخبرناها بموقفنا على مستوى السفراء في بغداد أو وزراء الخارجية العرب والأجانب، الذين أعربوا عن موقف إيجابي متضامِن مع العراق، ودعونا أيضا إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب.
وردا على سؤال حول امكانية أن تشمل إجراءات العراق العمل العسكري في المستقبل، وموقفه من حكومة إقليم كردستان التي رحبت بالوجود التركي في الموصل، قال الجعفري:" هذا الشأن سيادي تقرره الحكومة والقوات المسلحة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة العراقية هو رئيس الوزراء، هذا ليس شأنا محليا.. نعم عندما تكون إعادة انتشار القوات المحلية من محافظة إلى محافظة كأن يكون من كركوك إلى السليمانية أو دهوك أو داخلهما فهذا شأن محلي، أما عندما تدخل قوات أجنبية بهذا الحجم بعمق 110 كيلومترات فهذا شأن سيادي تقرره الحكومة الاتحادية ويوافق البرلمان والسلطات المختصة عليه".
وأضاف:" نحن لا نبدأ حربا، ولا نحبذ أن نوجد أجواء من شأنها أن تجر العراق ودول الجوار الجغرافي إلى حروب، لدينا تجربة طويلة مع الحكومات التي ورطت العراق سواء كانت في حروب محلية أم إقليمية، لكننا نضع مجلس الأمن أمام مسئوليته، أما إذا كان العراق في حالة دفاع عن كرامته وعن أرضه وعن ثرواته فهذا شأن آخر، فالعراق يجب أن يدافِع عن نفسه بكلِّ السبل المشروعة.
وتابعر:" لن ننزل إلى المعركة والحرب إلا مع داعش ؛ باعتباره عدو للعراق والإنسانية كلها، نحن من حمل شعار يجب تجميد كل المعارك في كلِّ الدول مادامت المعركة الحقيقـية التي تـُهدد كل العالم هي معركة الإرهاب عموما، وداعش بصورة خاصة".
واستطرد:" نحن لا ننوي فتح معركة مع أي دولة من دول العالم، لكن عندما يتعرض العراق وسيادته تبقى الأبواب كلها مفتوحة، نحن لجأنا إلى مجلس الأمن بعد أن استنفدنا أسلوب الحوار كمحطة، ونأمل أن نبتعد كلَّ البعد عن الحرب ؛ لأن الحروب لا رابح فيها، كلُّ الذين يشتركون في الحروب بشكل أو بآخر يتقاسمون الخسارة".
ونبه الجعفري إلى أن القوات التركية دخلت في الثالث من ديسمبر الماضي إلى الموصل، ولا يوجد أي اتفاق سابق بين العراق وتركيا على أن تدخل قوات مسلحة على الإطلاق.
جدير بالذكر أن هناك محضر اجتماع في عام 1983، اتخذ البرلمان العراقي في 2009 قرارا بإلغاء الاتفاقات العسكرية كافة التي تبيح لتركيا أن تدخل في الأراضي العراقية.