الحرب الأهلية في سوريا لن تنتهي الآن.. داعش يعود للبوكمال والجيش يستعد لقتال سوريا الديمقراطية.. وخبراء يحذرون

السبت، 11 نوفمبر 2017 04:50 م
الحرب الأهلية في سوريا لن تنتهي الآن.. داعش يعود للبوكمال والجيش يستعد لقتال سوريا الديمقراطية.. وخبراء يحذرون
الجيش السورى _أرشيفية
محمد الشرقاوي

الخميس الماضي، أعلنت قوات الجيش السوري استعادتها لمدينة البوكمال الحدودية وتطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي، وهو الأمر الذي حظى باهتمام الأطراف المعنية لما تمثله هزيمة التنظيم في تلك المدينة من مكاسب استراتيجية وعسكرية كبيرة، خاصة في ظل المكاسب التي تحققها القوات العراقية في الجانب الآخر من المدينة.

غير أن تنظيم داعش الإرهابي، شن هجومًا مضادًا مساء الخميس استمر حتى ساعات متأخرة من أمس الجمعة، بعدها أعلن استعادته لنصف المدينة من قبضة القوات السورية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن التنظيم سيطر على أكثر من 40 % من المدينة الحدودية في أحياءها الشمالية والشمال شرقية وغربية، فالمدينة تعد آخر معاقل التنظيم في سوريا.

داعش يعود

في حين أن القوات السورية أعلنت تحريرها للمدينة، ولم ترد على تسجيلات التنظيم الإرهابي، الذي يعتمد مؤخرًا استراتيجيات عسكرية معقدة تسمى "الهجمات الإرتدادية"، وهو ما كشفت عنه تصريحات وزير الدفاع الروسي، أمس الجمعة، عن أن جبهات القتال في سوريا تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الهجمات الإرهابية التي ينفذها انتحاريون، وأنه كلما انكمشت المساحة التي يتمركز فيها الإرهابيين في سوريا، ازداد عدد الهجمات الانتحارية أضعافًا، مضيفًا أن الهجمات الانتحارية يبلغ عددها في بعض الأوقات ما بين 16 و18 هجومًا يوميًا.

التنظيم أصدر تسجيلًا مصورًا الجمعة، أظهر فيه مواجهات عسكرية على أطراف البوكمال، وقال التنظيم إن قوات الأسد تفشل في اليوم الثالث في اقتحام البوكمال، مضيفًا أنها فشلت رغم كثافة القصف الجوي الروسي والسوري، إلى جانب القصف المدفعي المكثف، وسط خسائر "كبيرة" له بينها ناقلات جند ومدرعات وجرافات عسكرية.

ولم تعلّق قوات الأسد على إصدار التنظيم، إلا أن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو قال مساء أمس إن الجيش السوري تمكن من القضاء على آخر معاقل تنظيم داعش في البوكمال، مضيفًا أن العملية تمت بدعم كبير من جانب من الطائرات الحربية الروسية.

اقتتال داخلي

وذكرت تقارير أجنبية، أن المعارك لن تنقطع على الأراضي السورية، بل ستبدأ مرحلة جديدة من الاقتتال الداخلي، حيث ستواجه القوات النظامية مدعومة إيرانيًا وروسيًا قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لاستعادة حقول النفط في محافظة دير الزور.

وذكرت وكالة أسوشييتد برس، أن الخريطة في سوريا باتت معقدة، وستضع القوات الأمريكية والإيرانية على مسافة قريبة بعضها من بعض لا يفصل بينها سوى نهر الفرات، خاصة بعد تهديدات إيران بالتقدم نحو مدينة الرقة التي تمكنت عناصر «قسد» من طرد عناصر «داعش» منها في الآونة الأخيرة.

خلايا نائمة

الحرب في سوريا لن تنتهي، عبارة تصدرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، للكاتب فلاديمير موخين، والذي تحدث عن "الخلايا النائمة تنشط في سوريا".

ونقلت وكالة روسيا اليوم الروسية عن الصحيفة، أن  موخين ذكر في تحليله للعناصر المؤثرة في الحرب السورية، أن الحرب الأهلية في البلاد ليست هنالك بوادر لانتهائها، بل يمكن في ظروف معينة أن تنفجر بقوة أكبر.

وعدت الصحيفة أسباب لاستمرار المعارك، أولها عدم بدء العملية السياسية السلمية في سوريا؛ ومناطق خفض التصعيد التي أنشئت بوساطة دولية، شمل مناطق محدودة جدًا، وهي ليست فعالة دائما، ذلك أن المعارضة العاملة في هذه المناطق غير متجانسة.

وثانيها، بحسب الكاتب إن ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني الذي اقترحته موسكو وكان مقررا في البداية في 18 نوفمبر، والذي كان يهدف إلى جمع دمشق والمعارضة، تأجل إلى موعد لاحق، مضيفًا أنه من السابق لأوانه الحديث عن حسم المعركة مع مقاتلي "داعش"، فاستنادا إلى التقارير الواردة من سوريا والعراق، يمكن الحديث عن أن هناك "خلايا نائمة" تقوم بتطوير حرب عصابات حقيقية في البلدين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق