صديقي.. هل أنت رجل ضفدع؟

السبت، 11 نوفمبر 2017 04:13 م
صديقي.. هل أنت رجل ضفدع؟
محمود الغول

قد تجد عنوان مقالى سخيفا، لكن بذمتك يا رفيقي كم مرة شعرت أنك ضفدعا صغيرا، تغط فى وحل البرك والمستنقعات، وأنت تستمتع بروائح من عينة (إيسانس إف) مع كل كلمة زور أو افتراء تلطخ بها سيرة صديق أو أحد معارفك وربما من أهلك؟
كم مرة سهرت الليل تناجى شيطانك، لتخططا سويا للإيقاع بفريسة جديدة تقتات على شرفها، وتنهل من كرامتها لأيام فتاتا لا يزن حشرة مقرفة، كما البرغوث المندس بين طيات ملابس عجوز وحيد لم يعرف الماء طريقا لجسده منذ شهور؟
 
عد بذاكرتك إلى الوراء شهرا أو عاما، وفتش فى صندوقك الأسود، لتكتشف قفزاتك المتتالية من أجل تحقيق مكاسب زائفة على حساب الآخرين، وعد كم شخصا بعته بثمن بخس طمعا فى منصب لا يدوم؟
فكر واعصر مخك لينضح سواد متخلفا عن حيل وألاعيب نجسة دارت فى رأسك، وراح ضحيتها من لا حول ولا قوة له، ومن لا ذنب له سوى أنه صدقك ووثق فيك.
والآن بعد أن تجيب علي كل تلك الأسئلة، إليك التمرين التالي: قف أمام مرآة واحضر جهاز تسجيل ثم تقمص شخصية ضفدع ذكر بالغ، وابدأ فى النقيق واستمع لصوتك المسجل.. قد تفشل فى المحاولة الأولى..
 
جرب ثانية..
هاه فشلت أيضا؟ حسنا لا تيأس جرب مرة ثالثة، ورابعة، حتى تنجح فبداخلك ضفدع كبير لم تكتشفه بعد.
وأخيرا.. ها أنت وصلت، وأصبحت تمتلك صوت ضفدع في مسوم تزواجه.. صوتا يتناسب وحقيقتك، فأنت لست إنسانا يشعر ويفرح ويتألم ويحزن ويحب ويكره ويبكى ويضحك كما البشر، رغم أن هيئتك بشرية، فلديك رأس وذراعان ورجلان وعشرون أصبعا.. لكن منذ متى والهيئة وحدها تكفى؟ 
الناجحون فى كشف الهيئة ليسوا بالضرورة من المقبولين بكلية الشرطة!
 
أيها الضفدع الذى يسكننى.. غادرنى، فلا مكان لك فى عالمى، ولا مكانة لك فى قلبى، فأنا أكرهك.. أكره النقيق المزعج.. أكره القفزات المفاجئة.. أكره الوحل والمستنقع ورائحته العطنة.. 
وأنت يا صديق.. اطرد الضفدع بداخلك، وتحرر من وساوسه.. واستنشق عبيرا نظيفا، لا يخالطه عفن الانتهازية والتسلق.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة