لغز «مها» المتهمة بالتورط فى جريمة مقتل الإيطالى «ريجينى»!

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017 11:31 ص
لغز «مها» المتهمة بالتورط فى جريمة مقتل الإيطالى «ريجينى»!
ريجينى
عنتر عبداللطيف

 ■ الخلط بين «مها عزام الإخوانية» و«مها محفوظ عبدالرحمن المصرية» 

أين الحقيقة فى قضية مقتل الطالب الإيطالى «ريجينى»؟ وهل مها عزام الإخوانية رئيسة ما يسمى بـ «المجلس الثورى المصرى»، هى التى تورطت فى جريمة مقتله، أم هى مها محفوظ عبدالرحمن، ابنة الكاتب والسيناريست الراحل محفوظ عبدالرحمن؟

ولماذا حدث هذا اللبس وهل هو لبس مقصود؟ أم أن تشابه الاسمين فقط هو ما تسبب فى ذلك؟
الشخصية المقصودة- مها - التى لا يعرف حتى الآن هل هى مها عزام؟ أم مها محفوظ عبدالرحمن؟ متهمة بالعمل مع المخابرات الأمريكية والإنجليزية وفق تصريحات الخبير العسكرى الإيطالى «كارلو جان» لصحيفة «السوسيس دياريو» الإيطالية، حيث قال إن «قضية ريجينى تخفى حقيقة غير مريحة للعديد من البلدان، وبدا ذلك واضحا بعد توجيه أصابع الاتهام إلى الدكتورة مها عزام المسئولة الأولى فى إرسال ريجينى إلى مصر لعمل البحث عن النقابات العمالية المستقلة».
 
قراءة فى الصحف الإيطالية تكشف أن روما اقتربت من وضع يدها على حقيقة مقتل جوليو ريجينى، وأن تسريب معلومات بهذه الخطورة للصحف مقدمة لما يمكن أن يحدث فى القريب العاجل من تطورات حيث طرحت صحيفة «الجورنال تيسيمو» الإيطالية، خمس علامات استفهام حول ملابسات قضية مقتل ريجينى، والتى ما زالت غامضة، وهناك من يحاول إلصاقها بالأجهزة الأمنية المصرية حيث حامت الشبهات وعلامات الاستفهام حول شخصية الدكتورة «مها» التى ما زالت تمثل لغزا عصيا على الحل حتى لحظة كتابة هذه السطور.
 
التقارير الصحفية الإيطالية والمصرية، وجهت أصابع الاتهام إلى الإخوانية مها حافظ عبدالرحمن عزام، مؤكدة أنها تعمل أستاذة بجامعة كامبريدج، وكانت مشرفة على بحث الطالب الإيطالى جوليو ريجينى فى مصر، حيث بدأت علاقتها به فى فبراير 2016 ما دعا النائب العام الإيطالى «سيرجيو كوليكو» لأن يطلب التحقيق معها أمام النيابة العامة فى روما، لكنها لم تمتثل لذلك، وتمثلت علامات الاستفهام الخمس فى من الذى اختار الموضوع المحدد لبحث ريجينى فى مصر؟ ومن الذى اختار المعلم فى مصر لمتابعة ريجينى أثناء بحثه؟ ومن المسئول عن وضع نقاط الدراسة التى يقوم بها ريجينى فى القاهرة؟ ومن حدد الأسئلة التى يسألها ريجينى للأشخاص الذين سيلتقيهم فى بحثه؟ وأخيرا هل سلم ريجينى أى نتائج لبحثه قبل مقتله؟
مها عزام، هى حفيدة عبدالرحمن عزام، أول أمين عام لجامعة الدول العربية، والذى تولى المنصب عام 1945.
 
المفارقة أن جدها كان قد حارب ضد الإيطاليين لتأتى حفيدته ويتردد اسمها فى جريمة قتل مواطن إيطالى، وتشير كل الدلائل إلى أنها جريمة مخابراتية بامتياز ،حيث كانت تستغل اسم جدها فى دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية، ففى خلال انعقاد القمة العربية العادية فى شرم الشيخ فى 2015 طالبت عزام الملوك والرؤساء العرب، بالتضامن مع الرئيس المعزول محمد مرسى مستخدمة ما يسمى بـ «المجلس الثورى» الذى شكله الإخوان والمتحالفون معهم فى الخارج، لتصدر بيانا قائلة فيه للحكام العرب «جدى عبدالرحمن عزام خاض معارك للدفاع عن العروبة وأطالبكم بالتوقف عن دعم مصر».
 
لم تكن المفارقة السابقة هى الأولى فى هذه القضية الغامضة، حيث تردد اسم سيدة أخرى يقال إنها المقصودة فى هذه القضية، وتدعى مها محفوظ عبدالرحمن، وهى ابنة السيناريست الكبير الراحل محفوظ عبدالرحمن، وتعمل بجامعة كامبردج، وعنها يقول الكاتب الصحفى حمدى رزق فى مقال له بعنوان «معلومة خطيرة فى قضية ريجينى»: «وصلتنى رسالة مختصرة من العلّامة الدكتور قدرى حفنى تكشف بعضا من الغموض الذى أحاط بدكتورة جامعة كامبريدج البريطانية مها عبدالرحمن المشرفة على رسالة الدكتوراه التى كان يعد لها الباحث الإيطالى المقتول فى مصر جوليو ريجينى.. ريجينى كان متقدما كطالب لدرجة الفلسفة فى كلية جيرتون، فى كامبريدج تحت إشراف الدكتورة المصرية مها عبدالرحمن، ويبحث فى اتحادات العمال المستقلة حتى عثر على جثته فى ٣ فبراير ٢٠١٦ بالطريق الصحراوى، ما أثار أزمة هائلة بين القاهرة وروما استمرت طويلاً». 
 
والعلّامة الدكتور قدرى حفنى لمن لا يعرفه أستاذ علم النفس بعين شمس، وأحد أبرز المختصين فى علم النفس السياسى فى الوطن العربى، يقول فى رسالته المختصرة: «لاحظت أن العديد من المصادر الإعلامية تخلط خلطا لافتا بين شخصيتين: الأولى مها محفوظ عبدالرحمن كريمة الأديب الراحل محفوظ عبدالرحمن الأستاذة بجامعة كامبريدج، والتى كانت تتولى الإشراف على رسالة الإيطالى ريجينى، والشخصية الثانية مها عبدالرحمن عزام الإخوانية المعروفة».
 
يقول رزق: «المصادر التى يقصدها الدكتور قدرى خلطت بين مها الإخوانية، ومها المصرية ابنة الراحل الكاتب الوطنى الكبير محفوظ عبدالرحمن من زوجته السابقة السيدة إلهام فطيم «زوجة الدكتور قدرى حاليا».
 
مها المصرية تعمل أستاذة بجامعة كامبريدج البريطانية، وأسند إليها الإشراف الأكاديمى على الطالب الإيطالى ريجينى المقتول فى مصر، وبطبيعة الحال ورد اسمها فى تحقيقات السلطات الإيطالية، وجرى سماع أقوالها مرتين مرة فى إيطاليا عندما حضرت ضمن وفد كامبريدج «ثلاثة أساتذة» جنازة ريجينى، واستقبلت محققا إيطاليا تاليا فى لندن، قبل أن تقرر الصمت تماما رغم محاولات الصحافة الإيطالية والإنجليزية لجبرها على الحديث فى قضية منظورة قضائيا، فلما امتنعت فوجئت بالخلط الغريب بينها كمشرفة على رسالة ريجينى، وبين أخرى، مها محفوظ عزام لتشابه الاسمين، والأخيرة بنت الإخوانى المعروف محفوظ عزام، ما ألقى ظلالا إخوانية على قصة ريجينى ظهرت فى سلسلة من التقارير الصحفية مصدرها إيطاليا وتبعتها الصحافة المصرية بإلحاح على إخوانية المشرفة على الرسالة.
 
يعود رزق ليقول فى مقاله: «تواصلت مع الدكتور قدرى وزوجته السيدة إلهام فطيم للاستيضاح، فقررت أن ابنتها « الدكتورة مها» تخرجت فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة ثم تحصلت على الدكتوراه من معهد العلوم الاجتماعية بهولندا ثم التحقت بكامبريدج، وتعمل أستاذة فى التخصص، ودرس معها ريجينى لعام نظريا، وتقدم برسالته للدكتوراه فى مصر تحت إشرافها، ووافقت دون توجيه منها، وما يؤلم السيدة إلهام فطيم أن ابنتها مصرية وابنة رجل وطنى، والخلط يشوه صورتها مصريا، وتراه خلطا متعمدا من الجانب الإيطالى خاصة أنها أدلت بأقوالها كاملة مرتين، ولم يعد لديها ما تضيفه كما أنها عزفت عن وسائل الإعلام ما أدى إلى سريان هذا الخلط وتسربه إلى الصحافة المصرية.
 
يختتم رزق مقاله بقوله: «كل ما يهم السيدة إلهام نفى شبهة الإخوانية التى لحقت بسيرة ابنتها، خاصة أن محركات البحث الإلكترونية تحفل بخلط، والحقيقة أن المشرفة بنت الكاتب الوطنى الراحل محفوظ عبدالرحمن، وليست إخوانية بالكلية، وتحاول وزوجها الدكتور قدرى دفع الخلط والالتباس عن سيرة دكتورة مصرية محترمة، ومعتبرة شاء حظها أن يكون «ريجينى» طالبا تحت إشرافها الأكاديمى وحزنت على مقتله حزناً شديدا».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق