اسم على مسمى.. مقهى الحرية تراث إنجليزي ورثه المصريون

الخميس، 16 نوفمبر 2017 04:00 م
اسم على مسمى.. مقهى الحرية تراث إنجليزي ورثه المصريون
مقهي الحرية بحي باب اللوق
تحقيق.. إيمان محجوب تصوير صلاح الرشيدي

وأنت في ميدان التحرير ومتجه ناحية باب اللوق ستداعب أنفك رائحة البن المحوج، ممزوجة بدخان القنابل التي أطلقت على المتظاهرين في ثورة 25 يناير.. ستهزك هتافاتهم "عيش حرية عدالة اجتماعية "وستأخذك العمارات التي بنيت على الطراز الانجليزي إلى مقهى وبار الحرية.

يقع مقهى الحرية الذي اتخذه ثوار يناير مكانا للاستراحة، في عمارة مشيدة علي الطراز الإنجليزي، فهو يحكي تاريخ أناس رحلوا وتركوا ما تبقي من مصريتهم ووطنيتهم في حي باب اللوق، كما أنه كان شاهدا على أحداث ثورة يناير التي تركت أثارها في زجاجها العتيق.


197152-مقهي-الحرية

مقهي الحرية بحي باب اللوق

مقهى الحرية طرازه الإنجليزي يشعرك وكأنك دخلت مقهي cafe gallery بلندن حيث الجدران المرتفعة والشبابيك الزجاج، والبراويز الخشبية على الجدران.

عندما تدخل المقهى كأنك دخلت في لوحة تحكي قصص نضال المصريين ضد الاحتلال، بحثا عن الحرية منذ افتتاحة عام 1936 وحتي ثورة يناير، ويتميز المقهى بركن خاص للبيرة والمشروبات الكحولية، ويحتفظ بكثير من ملامح القاهرة الخديوية، وقد كان الضباط الإنجليز ومن ثم الضباط الأحرار من أشهر رواده، كما كان يتخذه ثوار يناير كمكان لاستراحة "محارب".

448769-image-(1)
 
 
نشأة مقهى الحرية بباب اللوق

أنشأ مقهى الحرية يوسف أفندي وقريبه مرقص ميخائيل، برأس مال بسيط، واختارا باب اللوق للمقاههم الجديد وأسمياه مقهي الحرية، وهذا الاسم والمعنى كان يراود كثيرا من المصريين، فالإحتلال الانجليزي كان قابعا على قلب المصريين منذ عشرات السنين.

32866-44مقهي-الحرية

لافتة مقهى الحرية
 
في عام 1936 كانت منطقة باب اللوق خالية من السكان تقريبا وميدانها كان يسمى ميدان الأزهار، فهو أشبه بحديقة عامة لا يظهر فيها أو حولها إلا بعض الجنود الإنجليز وأفراد الجالية الأجنبية في مصر، ولذلك حقق المقهى خسائر فادحة في بداية افتتاحه، نظرا لابتعاده عن العمران وحركة سير الناس في الشوارع، واستمر الحال هكذا حتي عام1942 ومع الحرب العالمية الثانية ازداد وجود القوات الإنجليزية وجنودها في مصر، وكانوا يفضلون مقهى وبار الحرية لعدم ارتفاع أسعاره وجودة مشروباته

شهد المقهي إقبالا وصار مكانا لتجمعهم.. وصارت تلك الشهرة الإنجليزية شهرة للمقهى، فيما بعد بين أهل الطبقة الوسطي في ذلك الوقت, رجال الصناعة والتجارة وغيرهم فعرف الباشوات والبكوات ورجال الشرطة والجيش والفن طريقهم لمقهي الحرية، وخلال عام1943 كان المقهي يحقق مبيعات بمبلغ قدره 200 جنيه يوميا.

عم سعد فكري أقدم عمال المقهي

وعن ذكريات المقهى ورواده قال "عم سعد فكري"، 65 عاما وهو أقدم عمال المقهى وهو موظف فيه منذ عام 1966 أنه في بداية عهده في المقهى، رأى السادات كثيرا، وعادل إمام وتوفيق الدقن وزينات صدقي وأحمد أباظة ومحمد الدفراوي، مضيفاً أما اليوم فتغيرت تركيبة رواد المقهي مثلها مثل أي شيء كان له تاريخ في مصر.

وعن دور المقهى في الأحداث الثورية الأخيرة، قال عم سعد"الشباب كانوا يختبئون في المقهى أثناء المطاردات الأمنية، وكان المكان يمتلئ بالغاز المسيل للدموع"، وأضاف وهو يشير إلى آثار طلقات نارية اخترقت الواجهات العليا الزجاجية للمقهى وبعد قمنا بإغلاق المقهى في حالات الإنفلات الأمني وأحداث الشغب والفوضى.

 مقهى زهرة الأستراند
على بعد 200 متر من مقهى الحرية يقع مقهى زهرة الاستراند في عمارة مبنية على الطراز الإنجليزي الجدارن المرتفعة والنوافذ، المستطيلة تطل على الشارع ويتناثر رواده على رصيف الشارع.
 
تصوير صلاح الرشيدى (68)
مقهي زهرة الاستراند

ومقهى زهرة الاستراند تم إنشائه عام 1957 نسبه للخواجة " نقولا استراند" وكان له عدة عمارات في الاسكندرية سماها باسمه "الأستراند" وكان يوجد في نفس العمارة تقع سينما الاستراند  وتقدم مقهي نوع فريد من الشيشة "تباك"، التي غالبا ما يعشقها كبار السن حتي أطلق عليها قهوة "المعاشات".

3178496-تصوير-صلاح-الرشيدى-(70)
 
4292608-تصوير-صلاح-الرشيدى-(68)

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة