لا تذبحوا "عماد أديب"

السبت، 18 نوفمبر 2017 06:09 م
لا تذبحوا "عماد أديب"
صبرى الديب

 
لا أدرى مبرر للحملة الضارية التى شنها البعض على «عماد الدين أديب» بعد الحوار الذى أجراه مع الإرهابى الليبى "عبدالرحيم المسمارى" الناجى الوحيد من المجموعة الإرهابية التى نفذت العملية الإرهابية فى منطقة الواحات منذ أيام، والذى راح ضحيتها 16 ضابطًا ومجندًا من أفراد الشرطة المصرية، على الرغم من أن الرجل اجتهد على قدر استطاعته كإعلامى - لا عالم دين -  فى استراج المسمارى لعرض افكارة ومعتقداته التى يؤمن بها هو ورفاقه، والتى جعلهتم يتخذون من القتل والتدمير والتخريب منهجًا، وهى أفكار ومعتقدات كان من الضرورى والواجب على «أديب» أو أى إعلامى فى مكانه أن يتطرق إليها، ويحاول بشتى الطرق إستراج المسمارى لطرحها، لا من منطلق الترويج إليها، ولكن من منطلق تعريف المشاهد بما تؤمن به تلك الجماعات من معتقدات مغلوطة. 
 
وهى مهمه أعتقد أن «أديب» قد نحج فيها بشكل كبير، بل إنه نجح إيضًا دون أن يتحدث، فى كشف العوار الكبير فى معالجة قضية الإرهاب، وترك المؤسستين العسكرية والأمنية منفردتين فى مواجهة القضية، ومدى الغفله التى تعيشها المؤسسات الدينية فى مصر وكل الدول الإسلامية، فى ترك المجال لهؤلاء المنحرفين دينيًا فى استقطاب عناصر جديدة من الشباب، بعد غسل أدمغتهم بالعديد من الأفكار الضالة والمغلوطة، دون خروج عالم دين واحد لتفنيد تلك المغالطات وصحيح الدين فيها.
 
وما يسترعى الانتباه هنا، أن أغلب الهجوم الذى تعرض له أديب، جاء من زاوية إنه ترك المجال لـ «المسمارى» لاستعراض افكارة ومعتقداته، دون الوضع فى الإعتبار أن الرجل بحرفيه شديدة نجح في أن يخرج مثل المعتقدات لأول مرة ويشاهد الناس فى بث حى على لسان إرهابى.
 
فى الوقت الذى لم يراع فيه من هاجموا «أديب» انه كان يجرى «حوارًا» وليس «مناظرة» فى مواجهه المسمارى، وشتان ما بين دور «المحاور» الذى يحاول أن يخرج كل ما بداخل المصدر من معلومات وحقائق ومعتقدات وأفكار، وهو ما فعله أديب بشكل محترم، وبين «المناظر» الذى تحتم عليه المناظرة ضرورة الرد على ما يطرحه مناظرة من اتهامات وأفكار ومعتقدات، وهى مهملة لم يكلف بها أديب، وأن كان الأمر يتطلب، فأعتقد أن المسمارى مازال بحوزة الأمن المصرى، وعلماء الأزهر ما أكثرهم، وألف قناة تتمنى أن تستضيف مثل هذه المناظرة على شاشاتها.
 
وإذا كان الأمر غير ذلك، فاليخرج كل من هاجم «عماد أديب» بموضوعية، وليطرح علنا ما كان على يجب على الرجل أن يطرحه من أسئلة، فى حدود دورة كمحاور.
 
أؤكد أن عماد أديب قد نجح في إخراج كل ما بداخل المسمارى من أفكار ومعتقدات، والإنصاف يقول: انه بدلا النظر إلى الأمور من زاوية مظلمة وضيقه ومحددة وقاصرة، وكان يجب على من هاجموا «أديب» النظر إلى الأمور من زاوية أكثر اتساعًا واستنارة وعمقًا، ومطالبة العلماء الأمة فى المؤسسات الازهر والأوقاف ودار الإفتاء، مناظرة المسمارى ومن على شاكلته، أو على الأقل الخروج وعرض صحيح الدين فيما تطرحه مثل هذه الجماعات المتطرفة من أفكار خاطئة ومعتقدات مغلوطة، لقطع الطريق عليهم فى استقطاب إعداد جديدة من الشباب، والزج به فى منظومة تحركها أجهزة وتنفق عليها دول، تحت معتقد أنهم «يحاربون طواغيت كفار، وان من يناصرهم، أو يعمل فى كنفهم أيضا كفار، وأن قتالهم وقتلهم فرض عين من الناحية الشرعية».
 
عودوا إلى رشدكم يرحمكم الله، وبدلا من ذبح «أديب» والتنظير فى ما كان يجب أن يكون عليه حوار، تدبروا فى كيفية معالجة ما خرج به الحوار من قضايا كارثية فى غيبة من كل المؤسسات الإسلامية في مصر.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق